عدد الذين قتلوا عن طريق القنص يوم الجمعة الدامية يزيدون عن 52 قتيلا , ومئات من الجرحى ؟! هكذا سألت مذيعة “قناة العربية” فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح .. الذي أجاب , وقد أرتسمت ابتسامة خفيفة على ملامح وجهه البريء حد الاستفزاز :”لا .. لا .. عدد القتلى 41 قتيلا .. منهم 8 مجهولين “!!! هكذا كانت إجابة فخامة الريس , واضحة ومحددة , ومشبعة بالمعلومات الدقييييييقه!! .. وكان “فخامته” قد أجاب على سؤال آخر , قائلا – وهو يضحك بانتشاء وفخر – “اليمنيين كلهم قناصة”!!!؟ .. والى آخر ما جاء في المقابلة التي , كعادته , شطح بإجاباته شرقا وغربا .. مثخنا المقابلة بدعوات .. وتوصيفات .. وتخوين .. وشتم .. و ... لم ينس كعادته “الصالحية” إطلاق مبادرة جديدة !!! فلا حول ولا قوة إلا بالله ... هكذا وجدتني أردد بحسرة .. ودوما أقولها كلما قادني حظي التعس إلى الاستماع لإحدى مقابلات أو “محاضرات” صاحب الفخامة , الذي في كل مرة يطلع لنا مبادرة !! ..وكأنه بالفعل – كما قال الصديق العزيز عبدالكريم الرازحي : “الرئيس كلما خزن طول الليل بقات مبودر .. يبكر لنا بمبادرة “!!!!! إذن ... صاحب الفخامة , كما يبدو ,لم يعد يرى من القنوات المتلفزة سوى قناة “سبأ” .. وإذا رغب بالتطوير شاهد قنوات الدكتاتور المجنون معمر القذافي !!! .. كما أنه لم يعد يسمع أو يستشير سوى الثلاثي المرح “الشاطر وبورجي والبركاني”!!! ختاما .. أقول , وقد سئمنا مخاطبتك يا ” صاحب الفخامة ” دعك من الملايين من أبناء شعبك المعتصمين , منذ عدة أسابيع , في ساحة التغيير بصنعاء , وميادين الحرية والكرامة في أكثر من خمسة عشر محافظة يمنية , للمطالبة السلمية برحيلك وسقوط نظامك , رغما عن استهدافك لهم برصاصات القنص , وقنابل الموت المحرمة دوليا , واعتداءات الغدر والخسة على أيدي “بلاطجة الأجر اليومي” .. أقول : دعك من ذلك , ومن كل القنوات الفضائية المحترمة , التي توثق جرائم القمع ,وتنقل إليك والى العالم أجمع , بالصوت والصورة حجم المأزق الذي وصلت إليه , بعد أن غابت عنك الحكمة , واستنفذت كل أوراقك .. وتخلى عنك الكبير والكثير من قادة جيشك , وأركان حكمك , والمحسوبين أقارب وأصدقاء وحلفاء وأنصار !!... أكرر , دعك من كل ذلك .. وأطلب فقط من مستشاريك أن يأتوك ب:”الكبش الصغير الذي ولد في الضالع وعلى جبينه كلمة”أرحل”مكتوبة بالخلقة وبالألوان الطبيعية لشعره..”!!! يا “صاحب الفخامة” .. أقول لك , وأصرخ في أذنيك , دع كل الاحتجاجات الشعبية المتزايدة يوميا .. والمطالبات المرفوعة من البشر .. تجاهل حقائق انهيار نظام حكمك .. أرمي بكل تلك جانبا” وأنظر فقط إلى “رسالة الكبش” لتعلم أن الله يأمرك بالرحيل العاجل .. “أرحل” ... هكذا خلق الله – الحكيم الحليم – ذلك “الكبش” وعلى رأسه الأمر الصريح : “أرحل” .. جاعلا منه أية لعلك تتقي الله في شعبك الذي أقسم ألا يبارح ميادين وساحات التغيير والحرية والكرامة حتى ترحل .. فيا صاحب الفخامة .. أرحل .. أرحل .. أرحل , بحجر الله يا علي عبدالله ————————– *الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF - رئيس تحرير صحيفة “السلطة الرابعة”