* الغاية الأعظم هي إرضاء الذات قبل الآخرين و الكاتب وحده لا يشكل فارقا بدون القارئ * المرأة الكاتبة تجد لها وقع خاص غير مقبول عند الكثيرين بسبب السلطة الإجتماعية والأسرية الظالمة بكل المقاييس *يشكو الكثير من الكتّاب الأدباء وحتى الصحفيون من التضيق على الحريات خصوصا مع قانون المرئي والمسموع الجديد. *ثورة شعب تونس ومصر سرقت الأضواء وبهرت العالم وأيقظت الشعوب، وأعطت درساً مستحقاً للأنظمة العربية. * النساء المغربيات الحرات بريئات من هذه التهمة براءة الذئب من دم يعقوب وأرفع يدي بتحية واجبة لشرف و كرامة المرأة المغربية المسلمة العفيفة الطاهرة . وضحة أحمد جاسم ، كاتبة صحفية كويتية ولدت وترعرعت في أرض الكويت الطاهرة ، تكتب في الشأن الادبي والاجتماعي والسياسي العام ولديها العدد من الكتب في هذا الشأن . و تتميز بحضور فاعل ونشيط في المشهد السياسي الكويتي والعربي ، تعمل بحب وإخلاص من أجل قضايا بلدها ولا تنتظر جزاءا ولا شكور ، صنفها العديد من الكُتاب والنشطاء السياسيين في الكويت بالكاتبة الصحفية غير التقليدية ، توقفت عن الكتابة مرتين بعد أن طلب منها زوجها السابق الكتابة بإسم مستعار. ويسعد جريدة دنيا بريس المغربية ان تستضيفها في هذا الحوار : أجرى معها الحوار : عبدالجليل ادريوش / دنيا بريس 1* في البداية نريد أن نعرف من هي الكاتبة وضحة أحمد جاسم المضف ؟ وضحة المضف كاتبة كويتية مستقلة ” writer freelance ” .. أكتب بجريدة الراي الكويتية .. حاصلة على بكالوريوس خدمة إجتماعية – جامعة الكويت .. ليبرالية الفكر وإسلامية المنهج .. كل الأضداد فيني .. أفاخر بشموخ بجذوري الكويتية .. فأنا بنت الكويت أولا وبنت الكويت ثانيا وبنت الكويت عاشرا .. ولدت في أجمل الشهور ” نوفمبر” .. نشأت وترعرعت على أرض الكويت الطاهرة التي أعشقها حتى الثمالة .. إخترت الصمود مع أسرتي في وجه الغزو العراقي عام 1990 حتى التحرير هذا الغزو الذي حاول أن يدمرنا من الداخل ولولا العروبة الحقيقة التي تسكنني والتي حرص عزي وعمق ساسي والدي أن يغرزها فيني منذ الصغر لما كنت إلي الآن أهتف لفلسطين ولأي بلد عربي ينتهك .. أعمل بحب وإخلاص من أجل قضايا بلدي لا أنتظر جزاءا ولا شكورا .. أقرأ بنهم شديد وألتهم سطور الكتب إلتهاما .. وقعت في حب القلم منذ الثمانينات .. وعندما أحسن أن لدي ما أقوله أكتب .. معظم ما كتبت يدور حول السياسية .. الكتابة بالنسبة لي مثل الأوكسجين وأختنق بحق إن فارقت القلم فهو رفيقي المخلص دائما .. يبكي إن بكيت ويفرح إن فرحت.. فالكتابة بالنسبة لي وسيلة للإحتجاج الصامت الذي يؤكد أني مازلت أنبض .. وأعتقد أني لن أتخلص من هذا القلم إلا إن فارقت الحياة . 2* كيف وقعتي في حب القلم هل من حادثة تحديثينا عنها ؟ أول مرة عانقت فيها القلم عندما وقع علي تعسف من قبل إدارة المدرسة عندما كنت في ” الصف الثالث ثانوي ” .. أحسست حينها بظلم وحيف وقع علي دون مبرر ما دفعني إلي كتابة شكوى لوزارة التربية كتبتها بدموعي لا بالحبر وقمت بنشرها في إحدي الصحف المحلية .. ولا يحضرني الآن إسم الصحيفة ولكن على الأرجح جريدة القبس الكويتية .. شعرت حينها أني تحررت بعد أن أفرغت شحنة الغضب على الورق .. فكم هو رائع هذا الشعور .. أحسست حينها أن الكتابة فرصة إستثنائية لنحصل على المزيد من الأكسجين . 3* هل واجهتك صعوبات و مشاكل في بدايتك ؟ نعم .. في البداية واجهتني الكثير من العراقيل فكل إنسان ذو طموح لابد وأن يمر بمحطات اليأس والتعب والفشل ولكن صاحب الطموح ذو الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات وهذه العراقيل ممكن أن نتجاوزها بالعزيمة والإصرار .. ومن العراقيل التي واجهتني عندما كتبت أول مقال في أواخر الثمانينات علمت قدوتي وتاج راسي والدتي بفعلتي النكراء على حد ظنها، نهرتني قائلة بعفوية « ما عندنا بنات يكتبون بالجرايد » .. توقفت بناءا على رغبة الوالدة من باب بر الوالدين والآن هي تفتخر وتتباهي بأن لها إبنة كاتبة وكثيراً ما تطالبني بالكتابة عندما يستفزها أمر ما .. وتوقفت عن الكتابة مرة أخري بالتسعينات بعد أن طلب مني زوجي السابق الكتابة بإسم مستعار .. طبعا رفضت بشدة وإنقطعت عن الكتابة إحتراما لرغبته وحفاظا على بيت الزوجية وليتني لم أفعل .. فبعض الرجال للأسف يكونون أكبر عقبة في طريق المرأه الكاتبة .. ولا أبرء المرأة .. فالمرأة لها دور كبير في هذا القمع والإستبداد لأنها لم ترفع صوتها لتطالب في حقها بالكتابة والتفكير وبأنها إنسانة لها كيانها ولها شخصيتها بل إستسلمت ورضت أن تكون تابع وربما قد كسبت شئ ولكن خسرت أشياء ثقال .. وبعد أن إستعدت حريتي عدت مرة أخري للكتابة عام 2006 وإلي الآن. 4* ما هي أهم المقالات التي كتبتها و مازلت لم تفارق ذاكرتك ؟ مقال بعنوان ” خطاب عاجل من إمرأة كويتية ” وجهته لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه .. ناشدت سمو بلفته أبوية لبناته وأخواته من نساء الكويت الفاضلات طالبه من سموه تعديل قانون الإسكان الكويتي الذي أغفل شريحة العازبات والأرامل والمطلقات دون أولاد .. فالقانون السابق لا يعطي تلك الشريحة من النساء الحق في السكن .. وقد تفاعل صاحب السمو الأمير وجاءني إتصال من مدير مكتب سمو الأمير يبلغني سلام وتحيات سمو الأمير وأن سموه تأثر من المقال .. وبعد السعي الحثيث لإنتزاع الحق الإسكاني نحمد الله جاءت الأمور كما نريد وجاء القانون الإسكاني الجديد الذي يشمل الفئة سالفة الذكر لكن القانون يحتاج بعض التعديلات وجاري الآن إلغاء بعض الشروط التي تعيق التنفيذ . 5* أي نوع من الكتابات تحبينه أكثر ؟ معظم ما كتبت يدور حول السياسة بحكم إهتمامي وتربيتي فأنا ولدت في جو سياسي بحت فقد كان أخي الأكبر خالد أحمد المضف عضو بمجلس الأمة الكويتي ووزير سابق .. فغالبا تجدني أتناول في مقالاتي الشأن السياسي سواء المحلي أو الدولي .. وكتبت أيضا في بعض الجوانب الإجتماعية والإنسانية ولدي عدد من الكتب بهذا الشأن . 6* ممكن أن نتعرف على أسماء بعض هذه الكتب ؟ كتاب ” آدم وحواء .. الأختلاف جوهر الإئتلاف ” – كتاب ” معا نكتشف عالم الصغار ” – كتاب ” 280 فكرة ماسية نبحر بها في عالم الطفل ” . 7* عندما تكتبين هل تحسبين حساب للقارئ أم عندما تشعرين بشئ ما تكتبينه كما ذكرتي سلفا ؟ بكل تأكيد للقارئ أهمية كبيرة لذلك عندما أكتب أحاول أن أنتقي أجمل الكلمات وأرتبها بشكل يليق بالقارئ لأني أشعر أني أهديه فكري وحرفي خاصة القارئ الكويتي فهو مثقف وناقد لا يستهان به .. فالكاتب وحده لا يشكل فارقا بدون القارئ .. فالقارئ هو الذي يسمعك ويتفاعل معك وهذا الأمر هو الغاية من الكتابة وإن كانت الغاية الأعظم هي إرضاء الذات قبل الآخرين ولكن بدون القراء الكاتب لا يشكل فارقا . 8* هل الصحافة ساهمت في بروز الأقلام النسائية الكويتية خصوصا والعربية على وجه العموم ؟ الحقيقة الجواب على سؤالك يحتاج إلي شرح مستفيض لا تسع المساحة هنا .. ولكن سأجيبك بإختصار .. في السابق كانت معاناة الكاتبة الكويتية بشكل خاص والخليجية عموما يفوق باقي الدول العربية .. فالكتابة بالنسبة للمرأة الكويتية في السابق كانت كالورطة .. بمعني عندما تقول المرأة الكاتبة تجد لها وقع خاص غير مقبول عند الكثيرين بسبب السلطة الإجتماعية والأسرية الظالمة بكل المقاييس المتمثلة سواء بالأب أو الأخ هذه السلطة ساهمت بقمع الكثير من الأقلام النسائية وحرمتها من التعبير عن رأيها بكل حرية .. ولكن بمرور السنوات وبإصرار بعض الأقلام النسائية المناضلة كان القدر يخبئ واقعا أفضل للمرأة فقد نالت المرأة الكويتية الكثير من حقوقها خاصة الحقوق السياسية والمدنية .. والآن نلحظ هناك طفرة صاحبت حركة التحرر خاصة في الكويت والمجتمعات الخليجية عامة نتج عنها زيادة عدد الكاتبات الكويتيات والخليجيات على حد سواء وهذا شئ محمود بالتأكيد.. ولكن مازال هناك قصور يقع على بعض الكاتبات اللاتي مازلن يتقوقعن على أنفسهن ولا يصرحن عن قناعاتهن الحقيقية أما خوفا من الإنتقاد أو مازلن يقبعن تحت سيطرت السلطة الإجتماعية والأسرية والتي أعتقد مازالت باقية إلي الآن .. ولكن إن أردت أن نتكلم عن الكويت تحديدا فالقلم النسائي لم يعد ضيفاً طارئاً على الساحة الصحفية بل أثبت وجوده ما عدا فيما يخص الكتابة الساخرة .. لا يوجد عندنا في الكويت قلم نسائي ساخر وضع بصمة في شارع الصحافة الكويتي إلي الآن ولا يفوتني أن أشكر ملاك الصحف الكويتية لأننا بدأنا نلحظ في الآونة الأخيرة تشجيع وإحتضان العديد من الأقلام النسائية بشكل كبير .. وتجد هناك بعض الصحف أعطت مساحة نور بالصفحات الأخيرة لبعض الكاتبات ونتمنى أن يحذو حذوهم باقي الصحف . 9* ما رأيك بمصطلح القلم الأنثوي والقلم الذكوري ؟ عزيزي بالنسبة للكتابة من وجهة نظري هي عمل إنساني لا علاقة له بالجنس .. في السابق شاع مصطلح القلم الأنثوي أو القلم النسوي إن صح التعبير وهذا المصلح يزعجني حقيقتا وأعتبره مفهوم قاصر .. فالكاتب إنسان قبل أن يكون رجلاً أو امرأة بمعني أن الكتابة عمل إنساني بحت كما أسلفت .. فعندما أكتب أنسي أني إمرأة بل أكتب لأعبر عن الكل على حد سواء وأرفض رفض قاطع أن يكون قلمي مرآة عاكسة لجنس بعينه .. فمن وجهة نظري هناك مقال ذو قيمة وهناك مقال بدون قيمة .. والمقال أما رأي أو خبر .. وأنا شخصيا عندما أكتب أحاول أن أجد علاقة توازن بين الذات والآخر دون تميز . 10* ماذا يشكو الكتاب والأدباء في الكويت ؟ دعني أكون صادقة معك .. يشكو الكثير من الكتّاب الأدباء وحتى الصحفيون من التضيق على الحريات خصوصا مع قانون المرئي والمسموع الجديد .. والكاتب الصادق الحر فى بلادنا أصبح معرضاً للسجن وبعضهم زج في السجون بسبب كلمة صادقة كتبها أو إنتقد وضع معين كان يبغي من ورائه الإصلاح .. وقد يحظي الكاتب بسبب قمع الحكومات أو لنقل غباء الحكومات لقب البطل المناضل الذي لا يشق له غبار .. فبعض الحكومات للأسف تقوم على القوة والبطش والمزاجية لا العدل أو الصدق فأحيانا تراها تغض الطرف عن هذا الكاتب وتضيق على الآخري ” بإنتقائية مقيتة ” . 11* يطلق عليك في شارع الصحافة الكويتي بالكاتبة غير التقليدية ؟ صنفني العديد من الكُتاب والنشطاء السياسيين في الكويت بالكاتبة الصحفية غير التقليدية لأني خرجت من نطاق الكتابات النمطية التي غالبا ما تنحاز للحكومة وموالية حد القرف وغالبا ما تمسح الجوخ صباحا وعشيا .. وبطبيعة الحال الكتابة في المواضيع السياسية تكشف القناعات والتوجهات وتفرز المواقف التي قد يحترمها ويقدرها الناس أو قد يختلفون معك والقارئ الكويتي ذكي ومطلع وناقد جيد وأنا شخصيا أحسب له ألف حساب وأعتقد إني نجحت بإقتحام الساحة الصحفية الكويتية وإستطعت أن أجد لي مكان لأنافس العديد من الأقلام بجرأة النقد .. فمثلا عند الإستحقاقات السياسية المهمة كالإستجوابات أو الحديث عن الدستور والمكتسبات الشعبية وقضايا المال العام أعتلي رأسي بالكلمة كمعارضة شرسة للفساد سواء المالي أو الإداري أو لممارسات الحكومة الخاطئة لأني مقتنعة بأن ما أكتبه يصب في صالح بلدي . 12* ما الذي تحتاجه وضحة المضف ككاتبة ؟ المسألة ليست ما تحتاجه وضحة بل ما يحتاجه الكُتاب بشكل عام .. فنحن نحتاج اليوم إلي مساحة نقدية متسامحة تفتح صدرها للنقد البناء للتصحيح والتصويب والإصلاح.. نحتاج للإعلان عن المسكوت عنه دون تحوير للمعني .. نحتاج أن نكتب أسماء المفسدين دون اللجوء للمسميات الهلامية .. نحتاج لكشف الستار عن مواطن الفساد دون الخوف من إستدعاء النيابة .. فنحن عندما ننتقد لا ننتقد شئ لذاته بل لنكون أفضل .. وأنا شخصيا عندما أكتب لا أكتب لأعكس واقع فقط بل أكتب لإصلاح الواقع والأرتقاء به . 13* هل الإعلام خدم الكتابة وضحة المضف في الظهور الإعلامي ؟ ممكن جواز مرور ليس إلا .. أما الباقي إجتهادي الشخصي .. فنحن ككاتبات نحتاج لإهتمام وإحتواء ودعم أكثر من كل النواحي من الإعلام وغيره لكي نشعر بأن هناك من يهيئ لنا الساحة الصحفية ويأخذ بأيدينا لإبراز ذواتنا بثقة .. ولو أني كما ذكرت سابقا ألاحظ في الآونة الأخيرة أن بعض الصحف الكويتية بدأت تعطي فرصة للكاتبات الكويتيات للكتابة بالصفحة للأخيرة وهذه لفته طيبة من القائمين على الصحيفة . 14 * كيف ترين الإعلام العربي هل ترينه بعين الرضا أو السخط ؟ بدون أن أستثني أحدا .. الإعلام العربي إجمالا موجه ولا يوجد عندنا إعلام محايد إلا ما ندر .. وأستغرب حقيقتا فالإعلام وجد لخدمة القضايا والأهداف العامة وهي كثيرة وما يحزنني بحق إستخفاف أكثر وسائل الإعلام بعقولنا فالإعلام غير مدرك أن الشعوب أصبحت واعية وتحلل الخبر ولديها من إمكانيات التحقق الكثير كما إن إنتشار الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي ” الفيس بوك والتويتر ” ضيق هامش السيطرة على الإعلام من قبل جهة معينة ورأينا كيف لعبت مواقع التواصل الإجتماعي دور كبير في ثورة الشعب المصري حتى أُسقط نظام دام ثلاثين عاما .. فمن وجهة نظري أن الصحافة الموجهة أُنتهكت رسالتها النبيلة فلم تعد الصحافة سلطة رابعة بل أصبحت سلطة تابعة بعد أن إرتضت أن تكون واجهة للسلطة والنظام .. فبعد إن دخل الضمير الصحفي المزاد الحكومي وإرتمي بإحضان النظام وقبل مساومة التعتيم على الحقائق أصبحت الصحافة متردية ومنافقة ومراوغة لا تعبر عن الواقع المأساوي للشعوب فالإعلام والصحافة كلمة وموقف أمام الذات قبل كل شئ . 15* ما قراءتك أنت لأوضاع السياسية بالدول العربية خصوصا في تونس و مصر ؟ ثورة شعب تونس ومصر جعلتنا نتجاوز مقولة «الشعوب لا تصنع الحدث أو لا تستطيع صناعة تاريخها» هذه الثورات سرقت الأضواء وبهرت العالم وأيقظت الشعوب، وأعطت درساً مستحقاً للأنظمة العربية .. فإرادة الشعوب تكره المزاح، والآن وفي هذا الوقت الشعوب لا تمزح بإطلاق سراح القهر المنتكس والمرتكس في أعماقها، الشعوب لا تمزح بإعلان تمردها فحجم الإهانة في ضمائرها مكعب ومتراكم بعد أن سئمت الإنتظار وأتاها الفرج بإرادة الجبار، فإرادة الشعوب لا تقهر حين تثور، وأعراض حمي الانتفاضة قد استفحلت، فالثورة على الحيف والظلم فعل معد، والعدوى السياسية سرت، والرسالة وصلت والشعوب أدركوها فدعنا نقف ونتصارح على ضوء إنتفاضة تونس مثلا ... لا أحد منا راهن على عربة بقدونس تسقط نظام أعيته كل الحيل في قمع الناس كورقات الخريف. ولحقتها إنتفاضة مصر .. وهناك في مكانٍ ما من سيكرر المحاولة! .. وإنظر حولك تجد هناك مظاهرات وإحتجاجات شعبية في اليمن وإيران والبحرين والأردن وسوريا لذا أقول لكل الأنظمة العربية دون إستثناء وليس غرضي هنا التخويف.. فلن أقول إرجعوا إلى التاريخ وإقرأوا كيف كنست إرادة الشعوب أنظمة الفساد... بل إنظروا لعبرة العربة التي تستحق أن تُروي للأجيال المقبلة .. ومن خلال هذا الحوار عبر صحيفة دنيا بريس أبارك للشعب التونسي والمصري بنهاية عهد الظلام وأتمني من قلبي مستقبل مشرق للبلدين كما لا يفوتني أن أدعو لشهداء الثورة بالرحمة والمغفرة . 16* ثم مؤخرا تقديم من ظرف الإعلام الكويتي على أن المرأة المغربية مشعوذة وخطّافة لرجال الخليج في مسلسل كرتوني ما تعليقك على هذا بصفتك كاتبة و امرأة كويتية ؟ في البداية دعني أؤكد لك أن أعمال السحر والشعوذة لا تحمل جنسية .. وهذه الظاهرة باتت تهدد معظم المجتمعات بما فيها المجتمعات الإسلامية الملتزمة.. فأعمال السحر والشعوذة والعرافة والكهانة منتشرة بشكل ملفت في العالم أجمع .. وعلينا أن نقر بذلك فلا يخلو الفساد و الشعوذة وأعمال السحر من أي بلد عربي حتى الكويت بعينها .. وإن كان هناك فئة قليلة من المجتمع مفرطة بدين الله فلا يعني أن المجتمع كله فاسد.. أما بالنسبة للمسلسل الكرتوني الذي تقصده عُرض على شاشة تلفزيون الوطن وهي قناة كويتية خاصة والكويت حكومة وشعب إستنكرت ما عرض على قناة الوطن وأكدنا حكومة وشعب أننا مع المغرب ولا نقبل الإساءة لأي بلد عربي بأي شكل من الأشكال .. ووزارة الخارجية الكويتية تقدمت بإعتذار للشعب المغربي لذلك علينا أن نتجاوز هذه المرحلة .. فالإعتذار بحد ذاته رجوع عن الخطأ وعلى الشعب المغربي أن لا يأخذ إساءة قناة كويتية خاصة ويسقطها على الكويت كدولة وشعب .. وأنا كمواطنة كويتية سائني ما جاء بالمسلسل الكرتوني ولا أقبل بأي حال من الأحوال أن يمس الشرف المغربي ولو أني أري أن المسلسل أساء للرجل الكويتي بقدر ما أساء للمرأة المغربية .. والمقالات التي كتبت في صحفنا الكويتية إستنكرت هذا العمل والتعليقات في المنتديات الكويتية في جلها كانت تدافع عن المرأة المغربية وتذب عن عرضها وشرفها.. كما لا يفوتني أن أشيد بالمرأة المغربية .. فالنساء المغربيات الحرات بريئات من هذه التهمة براءة الذئب من دم يعقوب وأرفع يدي بتحية واجبة لشرف و كرامة المرأة المغربية المسلمة العفيفة الطاهرة . 17* ما رأيك في الإعلام و الآداب المغربي ؟ للأسف أعترف .. لست مطلعة على الأدب المغربي بشكل كبير وهذا تقصير من جانبي .. ولكن أعدك سأبد بشكل جدي بالتعرف على الأدب المغربي وعلى كافة التنوعات الثقافية والسياسية المغربية والكتاب الصحفيين تحديدا مستعينة بمحركات البحث عبر الشبكة العنكبوتية التي لها الفضل والدور الكبير في التعريف والتقارب وتوثيق الإتصال والذي بلاشك ساهم بالتلاقح الفكري والتلاقي الوجداني بين الشعوب وسأحرص على توثيق الإتصال المشارقي – المغاربي من الآن وأشكرك على هذه اللفتة الذكية والهامة جدا ويسعدني التواصل مع الشعب المغربي العزيز 18* ماذا تعني لك هذه الكلمات : - الأب .. أمان - الأمان .. الوطن - الحب .. عطاء - الاستقرار .. راحة بال - الكويت .. الأم والملاذ - المغرب .. بلدي الثاني وأتوق لزيارة بأقرب فرصة 19*كلمة أخيرة : حقيقي سعيدة بهذا الحوار وأشكر صحيفة دنيا بريس على مساحة النور هذه لا خلا ولا عدم وشكر خاص للزميل العزيز عبدالجليل الذي أتاح لي فرصة للإلتقاء بالقارئ المغربي راجية أن أكون قد وفقت بالإجابات .