حينما يطالب بحقك بحصة تموينية وكهربائية وخدماتية ومعاشية أناس وجهات لم تكترث لدمك المهدور بتفجيرات إرهابية وإنتحارية ففكر طويلاً فمطالباتهم خدعة ... وحينما تغطي وسائل إعلام وقنوات فضائية وصحف ومجلات عربية وخليجية مطالبك اليوم بالتظاهر وهي لم تغطي وتعلن مظلومية الشعب أيام حكم وظلم صدام وزبانيته وأيام الهجمة الأرهابية الشرسة على العراقيين جميعاً ، لا بل وناصرت كل المظاهر المسلحة رغم ما كانت تقترفه من قتل ودمار بحق الشعب ، ومن ثم نفس تلك الجهات حاولت تشويه إنتخابات الشعب بشتى الوسائل وفجاءة اليوم أصبحت تناصر مطالب الشعب وتغطي كل شاردة وواردة حول نيته بالتظاهر فأعلم أن في الأمر خدعة ... وحينما تتغاضى جهات سياسية وحزبية ودولية عن مظلومية الشعب العراقي ودم الشعب المباح رسمياً طوال أيام حكم صدام والتي فاقت جرائمه جرائم جميع الحكام العرب مجتمعين !! وبالرغم من ذلك فلليوم يمجدونه وبعضهم يعده شهيداً وأخر يمتدحه ويلمح بضرورة عودة البعثيين كبارهم وصغارهم للحكم ، ويثقف لذلك كتاب ووسائل إعلام وأحزاب ومنظمات دولية وسياسية واليوم نفس تلك الجهات والكتاب ووسائل الأعلام تريد منك اليوم أن تتظاهر وتصرخ بحق الشعب فأعلم أن في تظاهرهم هذا خدعة ... وحينما تطالب جهات يا ما ويا ما أججت للفتنة الطائفية ودست سمومها من أج حصول حرب أهلية في العراق ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ، واليوم ذات الجهات تدعوا (للوحدة) في المشاركة في التظاهرات ، فأعلم أن في الأمر خدعة ... وحينما تتباكى قنوات وجهات سياسية ودينية على محرومية الشعب وقلة خدماته وعدم الإيفاء بحاجاته اليوم وتلك الجهات نفسها لم يهمها ولم تعر هماً لسيل دماء العراقيين رسمياً أيام حكم صدام وبمسميات المقاومة والتحرير والأرهاب والسياسة والحكم فيما بعد صدام ، والغريب أنهم اليوم يتباكون على قلة الخدمات المقدمة للشعب وهو نفسه الشعب الذي تم قتله وسجنه وتعذيبه فيما مضى وتفجيره فيما بعد ولم يوجد من يحزن ويبكي أو يتباكى عليه ، فأعلم أن في الأمر خدعة ... وحينما يتظاهر من يكرهك مطالباً بحقك فتوقف وفكر في الأمر طويلاً ... وحينما يطالب بالحرية والتحرير أناس صادروا الحرية أيام كانوا مسئولين وحاكمين فتوقف وفكر في ذلك طويلاً ... وحينما تصرخ قنوات وتطالب وتغطي لبوادر تظاهرات في العراق وذات القنوات تجاهلت دماء العراقيين المهدورة بعبوات ناسفة وسيارات المقاومة المفخخة التي لم تقتل محتلاً ولم تساهم بخروجه ولا تعطيل عمله بل حصدت أرواح أطفال وشباب وشيب ورجال ونساء ومسلمين وصابئة ومسيحيين وأيزديين في الشوارع والمدارس ومحال العبادة ... وتلك القنوات التي تجاهلت مشاعر الشعب وتقاليده وحاربت طقوسه ومراجعه ووطنيته ومدحت صدام ونظام حكمه ونصرته على الشعب باليد واللسان والأموال وحاربت الشعب بكل ما يؤمن به ، وفجاءة أصبحوا يطالبون بحق الشعب في التظاهر والمظاهرات فتأمل في ذلك طويلاً ... أنا لا أقول لا تتظاهروا (لا سامح الله) ، فالتظاهر السلمي ثورة لنصرة المظلوم وأنا أعشق ثورة المظلوم وأنا منهم ولي فيها مقلات ، ومتابع مقالاتي يعلم بذلك جيداً ... ولا أقصد عدم المطالبة بالحقوق والخدمات وكل شيء مشروع (لا سامح الله) فأنا مع المطالبين بحقوقهم وأكره الساكتين والمتخاذلين ومتابع مقالاتي يعلم ذلك جيداً أيضاً ... ولا أقصد عدم فضخ الفاسدين من حكومة وأحزاب وبرلمان ومدراء ومسئولين (لا سامح الله) ، ولي في ذلك رصد وقول واضح ومتابع مقالاتي يعلم بذلك جيداً أيضاً ... بل أنا أقول ما أقول لكي نحمي مطالب الشعب من المندسين ، ومن الفاسدين الذي يريدون أن يغطوا مفاسدهم بإثارة القلاقل والمشاكل ، ومن المأجورين الذين لم يراعوا دم العراقيين وذبحوه بالسكين ومن ثم بالعبوات ومن ثم بالسيارات المفخخة ومن ثم بالعبوات الناسفة ومن ورائهم أنظمة ومخابرات دول وبقايا نظام الظلم السابق الذي لم ولن يريد ويريدوا خيراً للشعب ، فكيف يسخروا وسائلهم للتظاهر للمطالبة بحقه !! فقصدي أن نحمي التظاهرات من المندسين وأن يتم كشفهم ما إن يلاحظ عليهم أي أحد نية مبيته أو عمل غير لائق ، أو من يريد حرق وسلب ونهب والمساهمة بالتحرش لأثارة الغضب وما شابه ... والتظاهر السلمي حق مشروع للجميع أولاً وأخيراً ... ولا يستطيع كائناً من كان سلبه أو مصادرته والشعب يعلم ذلك جيداً ولا نريد عواء الذئاب ولا ضباح الثعالب ولا نباح الكلاب لتوضح لنا ذلك ... التي كثيراً ما عوت وضبحت ونبحت لتثير الفتنة في العراق ولتثير الأنشقاق والنزاع ولكن باءت بالفشل ولو ليس تماماً ... ولكن لو رأيت من كان بالأمس وحتى اليوم قاتلي ومن هو مناصر قاتلي ومن يكرهني ولم يرد لي خيراً يوماً فأراه يناصرني في التظاهر (حصراً) فهذا الأمر يدعي للتوقف والتفكر طويلاً ففي الأمر خدعة ... نعم ... فلقد نافق المسئولين والسياسيين (المنتخبين) الذين أساء الشعب إنتخاب بعضهم وأحياناً أكثرهم ، وكان كثير منهم منافقين الذي علاماته ثلاث كما نص على ذلك النبي محمد (ص) القائل : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخل وإذا أؤتمن خان) وهم حدثوا الشعب وكذبوا عليه ، ووعدوا الشعب ولم يوفوا بوعودهم ، ولقد إإتمنهم الشعب على حقه فخانوا الأمانة ... وأنا أسأل المسئولين اليوم الذي وضعوا الشعب في هذه المعادلة المحيرة الصعبة وجعلوه جسراً للهموم والحزن والفقر وقلة الخدمات وجسراً أيضاً لأنظمة مخابرات عربية ووسائل إعلام خبيثة وبقايا نظام الظلم من صدام ... تأخذه ذات اليمين وذات الشمال ... أسألهم لماذا أوصلتمونا لهذه الزواية الحرجة ولم توفوا بحقوق الشعب الذي إنتخبكم رغم محاربة أغلب دول الجوار والدول العربية التي بدأ تساقط أنظمتها تباعاً لهذه الأنتخابات واستهزأت وطعنت وشوهت الأنتخابات المنتظمة التي واظب الشعب على حضورها مرات ومرات ولم يثني عزيمته من الذهاب للإنتخاب بل وإستشهد كثيرون على مذبح الحرية في سبيل ذلك ... أسألكم يا من تدعون أنكم كنتم حرباً لظلم صدام ونظامه السيء الصيت والظالم الذي لم يقتل بقدره ولم يصل الى نصف ربع من قتلهم صدام لا زين العابدين بن علي تونس ولا حسني مبارك مصر ولا معمر القذافي ليبيا ولا أحمد عبد الله صالح اليمن ولا خليفة البحرين ولا أنظمة السعودية وعمان والأردن وسوريا والسودان والجزائر كلهم مجتمعين ، فضحايا نظام حكم البعث وصلت لقرابة العشرة ملايين إنسان طبقاً لإحصائية قامت بها منظمة حقوق الإنسان العراقي وبالرغم من ذلك لم يطالب أحداً بحق الشعب ولا ناصر مظلوميته من عرب ولا من جوار ولا من وسائل إعلام وغيرها ... بل ناصروا صدام ونظام حكمه بوسائل الأعلام والمخابرات والأموال والتضييق على العراقيين الهاربين من ظلمه ... ومن هم في الداخل والذين بقوا أيام حكمه فقد ضاقوا الأمرّين ... أسائلكم يا مسئولي اليوم وحاكمي الشعب ... لماذا تكررون مفاسد كان يقوم بها ظالمي البعث ... لماذا لم تجعلوا جلّ تفكيركم الأخذ بيد هذا الشعب المنكوب المظلوم وتفرجون همه وتساعدونه على نسيان الماضي وجرائمه وأن لا أزعم أن تركة صدام والبعث كانت بالشيء الهي ولا بالقليل ولكن لماذا لم تعوا كل سعيكم وتبذلوا كل جهدكم لمساعدة الشعب على ما ألمّ به ... لماذا لم تعينوا الشعب وتناصروه وتسخروا جميع موارد الدول بل حتى تستنزفوها من أجل توفي السكن للموطنين وتوفي الكهرباء والماء والخدمات العامة والتعيين وتوفير الوظائف ولا خير في مال وموارد ونفط لا يغني الشعب ولا يرفهه ... لماذا تقاعستم عن العمل وجعلتم من الشعب جهة كراهية لبعضكم الفاسد وبعضكم الأخر المغفل الساكت عن الفاسد وبعضكم الأخر الذي لم يعرف كيف يحكم ويتصرف وبعضكم النزيه الذي لم يحرك ساكناً ويصرخ بكلمة الحق المطالبة بحق الشعب والبعض الأخير الذي يتكلم ويطالب رغم قلة الناصر ... لماذا أوصلتمونا لتلك المخاوف والمخاطر التي تتوجسون منها خيفة اليوم من خوف انضمام مندسين للمظاهرات وتفجيرات وبقايا نظام الظلم السابق ومخابرات الدول العربية ووسائل إعلامها التي كلما سنحت لها فرصة لزعزعة الوضع في العراق تستغلها لتأجيج الفتن والأحقاد وسيل الدماء وعدم الاستقرار ... هي دعوة للتفكير لنا جميعاً ، وعلي بن أبي طالب (ع) يقول : (تفكير سعة خير من عبادة سنة ) فأعبدوا الله في التفكير وفكروا جميعاً يرحمكم الله ...