تحل الذكرى الثالثة لاعتقالنا التعسفي في لحظة مفرقية من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ،لحظة تستعيد فيها الشعوب العربية و الإسلامية زمام المبادرة وتسقط أنظمة استبدادية تحكمت في مصيرها عقودا من الزمن . اعتقلنا في إطار مؤامرة واسعة قادتها لوبيات الفساد في المغرب بهدف قطع الطريق على الانتقال إلى ديمقراطية تمكن شعبنا من ممارسة سيادته على نفسه ، و بهدف وأد نهضة اقتصادية واجتماعية تحرر شعبنا من كابوس التفقير و التجهيل و التهميش . و كما في تونس و مصر و في كافة الدول العربية فقد شكلت ” مكافحة الإرهاب ” إيديولوجية استئصالية ترهب الشعوب و تروع الأوطان ويسقط تحت طائلتها كل حر يتطلع إلى حياة عزيزة كريمة لشعبه . فكان اعتقالنا و إدانتنا الإستباقية من طرف وزير الداخلية السابق المدعو شكيب بنموسى ومن معه ، تم ترسيم هذه الإدانة في محاكمات صورية دنيئة افتقدت لأدنى شروط المحاكمة العادلة . لقد فضحت ثورة الشعب المصري الشقيق تورط وزير الداخلية المصري المقال في تفجير الكنيسة القبطية و تلفيق الجريمة لجماعة فلسطينية مختلقة. لقد أعطت هذه الفضيحة زخما و مشروعية لكل الشكوك و التساؤلات التي مازالت عالقة في الأذهان حول أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية و جرائم 16 ماي بالدار البيضاء و غيرها من جرائم الترهيب و الترويع ، أسئلة تساءل الأسباب الحقيقية لهذه الجرائم و الجهات الفعلية التي وقفت و تقف وراءها و طبيعة الأدوات التي تم تسخيرها لتنفيذها . و اليوم و قد سقطت ورقة التوت – مكافحة الإرهاب – كاشفة عورات الأنظمة العربية، يتبين أن المستهدف الأساسي بهذا الترهيب و الترويع هي الشعوب العربية و سيادتها و حقها في الحرية و الديمقراطية و العزة و الكرامة .لذا نؤكد أن معركة الانتقال إلى الديمقراطية و العمل من أجل بناء دولة الحق و القانون يكون فيها الشعب هو مصدر الشرعية و المشروعية لم يعد قابلا للتأجيل و المماطلة. في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ أمتنا العربية و الإسلامية و بمناسبة الذكرى الثالثة لاعتقالنا التعسفي،نعلن ، نحن المعتقلون السياسيون ،عن دخولنا في معركة نضالية تصاعدية ندشنها بإضراب إنذاري عن الطعام لمدة أربعة أيام ابتداء من 18 فبراير 2011 و ذلك من أجل : 1- الإقرار ببراءتنا ، 2- إطلاق سراحنا، 3- إعادة الاعتبار لنا و لذوينا وللهيآت السياسية التي ننتمي إليها . ولا تفوتنا الفرصة ونسائم الحرية و العدالة و الديمقراطية قد هبت قوية من تونس ومصر أن نعبر عن اعتزازنا وفرحتنا بهذا الانتصار العظيم الذي حققته ثورات الشعوب محطمة أغلال الاستبداد و أنظمة الفساد...وإننا إذ ننحني إجلالا لدماء الشهداء الأبرار نؤكد أن ساعة التغيير قد أزفت . وحرر بالسجن المحلي بسلا يوم 17 فبراير 2011 المعتقلون السياسيون: د.محمد الأمين الركالة ذ.عبد الحفيظ السريتي ذ.المصطفى المعتصم