عين الملك محمد السادس، اليوم الخميس، عبد الله بندهيبة وعينه واليا على جهة دكالة – عبدة عاملا على إقليمآسفي، خلفا لمحمد جلموس الذي لم يمض على تعيينه أكثر من 16 يوما. ويبدو أن الانتقادات التي طالت جلموس، الوالي السابق على جهة العيون، على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة العيون، جعلت السلطات تصرف النظر عن تعيينه في أي منصب في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه نتائج اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق في تلك الأحداث. وكان حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس مدينة العيون والمنتمي لحزب الاستقلال، حمل جلموس مسؤولية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة وأدت إلى مقتل 11 من عناصر القوات العمومية ومدنيين، وقال ولد الرشيد عن جلموس: “هذا الشخص كان من المفروض أن يقدم أمام القضاء ليقول كلمته فيه بخصوص العمل الإجرامي الذي تعرضت له مدينة العيون”. واتهم ولد الرشيد، في حوار صحفي مطول خص به جريدة “العلم” الناطقة باسم حزب “الاستقلال” بأنه “اتجه إلى زرع الفتنة في المدينة من خلال إثارته للنعرة القبلية...وساهم في ركود المدينة وتوقف كافة المشاريع...”. وجاء في اتهامه المباشر للوالي السابق قوله: “مثلا لا نعرف كيف تم صرف مليار سنتيم مخصصة للعجزة، وما هو مصير البقع الأرضية التي كان من المفروض أن توزع على الأرامل والمطلقات والسكان المحتاجين الذين تتوفر فيهم شروط الاستفادة. كذلك الأمر بالنسبة لعدد مهم من الشقق الجاهزة، أما بخصوص المساعدات الشهرية فيلفها غموض كبير...”. وهاجم ولد الرشيد بقوة الوالي السابق للمدينة قائلا: “أقولها بصراحة وبدون منمقات، إنه لا يفقه شيئا في السياسة وجاء إلى المدينة لخدمة أجندة حددتها له أطراف معروفة بمواقفها الشعبوية التي أضرت بمصالح المغرب في السابق، وتواصل الإضرار بهذه المصالح في الحاضر”، وهو ما فهم منه على أنه إشارة إلى حزب “الأصالة والمعاصرة” الذي أنشأه صديق الملك فؤاد عالي الهمة. وقال ولد الرشيد إن جلموس يتحمل “المسؤولية كاملة ولوحده”، في أحداث العيون الأخيرة، باعتباره “المسؤول الأول عن الجهة”. وذهب إلى القول بأن “كل ما تم بناؤه خلال 30 سنة من قبل السلطات العمومية والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني حاول الوالي السابق بسوء تسييره، الجهاز عليه...”. من جهته، هاجم حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والكاتب العام للإتحاد العام للشغالين بالمغرب، محمد جلموس محملا إياه مسؤولية اندلاع الأحداث التي شهدتها المدينة، وطالب شباط بالعفو الملكي لفائدة معتقلي أحداث العيون وتقديم من سماهم بالمسؤولين الحقيقيين عنها للمحاكمة. كما هاجم شباط حزب الأصالة والمعاصرة الذي حمله كذلك مسؤولية إشعال فتيل الفتنة بالصحراء”، وقال “الوافد الجديد يريد العودة بالمغرب إلى زمن السيبة والصراعات القبلية للتمهيد لفرض الحماية على المغاربة”، وربط شباط بين الأحداث التي شهدتها العيون والمواجهات التي كانت تجري لحظتها بنواحي الحسيمة، بقوله “إن قياديا من حزب التراكتور ينحدر من نواحي الحسيمة انتقل إلى إحراق الحسيمة بعدما أحرق العيون”. وقال شباط “والي العيون تتبع تعليمات التراكتور في تشكيل المخيم الذي كان منظما تنظيما محكما”، متسائلا “كيف يعقل أن يتوصل 20 ألف شخص بالخبز والحليب ومواد التموين في وقتها”، مضيفا “الوافد الجديد يشجع على السيبة ويساهم في تراجع هيبة الدولة ويريد أن يفرض على المغاربة عبادة التراكتور وأن يقولوا الله يبايع في عمر التراكتور”.