القاهرة – قالت صحيفة (روز اليوسف) المصرية، اليوم الخميس، إن جبهة “البوليساريو” كشفت من خلال إرسال عناصرها لافتعال أحداث العيون الأخيرة أنها لا تتوفر على مشروع سياسي مقابل مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب. وقال الكاتب اللبناني خير الله خير الله في مقال تحت عنوان “مراجعة الحسابات في منطقة المغرب العربي” إن “البوليساريو” أثبتت من خلال “إرسال عناصرها إلى العيون أنها قادرة على خدمة الجزائر إلى أقصى حدود، لكنها كشفت في الوقت ذاته أن لا مشروع سياسيا لديها تواجه به طرح المغرب الحكم الذاتي الموسع للصحراء”. وأضاف الكاتب أن جبهة الإنفصاليين كشفت في الواقع “أنها حشرت نفسها في الزاوية وحشرت معها الجزائر ولذلك باتت مضطرة للجوء إلى العنف، ولاشيء غير العنف”، مضيفا أن الجبهة “ربما تكون تجاهلت، ومعها الجزائر، أن حرب الصحراء انتهت عمليا من العام 1985 وأن لا مفر من الاعتراف بانتصار عسكري مغربي وأن ليس بالإمكان إعادة عقارب الساعة إلى الخلف”. وأكد خير الله خير الله أن “ما فشلت الجزائر في تحقيقه أيام الحرب الباردة عن طريق حرب العصابات التي شنتها على القوات المسلحة المغربية، لن تنجح فيه سنة 2010 عن طريق عصابات استفادت من حسن النية التي أظهرتها السلطات المغربية للتسلل إلى العيون وغير العيون بغية خلق كل أنواع المشاكل للإدارة المحلية”. وبالنسبة لكاتب المقال، فإن أن أحداث مخيم كديم إزيك بالعيون لم تكشف فقط عن “وجود حرب جزائرية على المغرب تشن بوساطة عناصر من “البوليساريو”، وعن تحول الأخيرة إلى العنف “لتثبت أنها لا تزال على قيد الحياة”، وعن “الدور الإسباني، على صعيد بث الأخبار الخاطئة والصور المزيفة”، بل كشفت أيضا عن أن “ثمة من لايزال يراهن على سلسلة من الأوهام”. وأول هذه الأوهام، يضيف الكاتب، يتمثل في أن طرح المغرب مبادرة الحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الصحراوية “كان من منطلق الضعف، والواقع أن المغرب طرح مبادرته لأنه يريد حلا كما يريد صيغة للتعاون الإقليمي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف والتعاون في مجال الحرب على الفقر”. وفي سياق تناوله لانتشار الإرهاب في منطقة الصحراء، خارج الأراضي المغربية، أشار كاتب المقال إلى أن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الإطار هو أنه “يتبين يوميا أن هناك عناصر في “البوليساريو” على ارتباط بالإرهاب الدولي وتجارة المخدرات”، وبالتالي ” فمن يتجاهل أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل منطلقا يحفظ ماء الوجه للجميع، إنما يرفض دخول البيوت من أبوابها”. وأكد في السياق ذاته أنه “لا فائدة من الاستعانة بالجانب الأمريكي من أجل خوض حرب على الإرهاب في غياب التعاون الإقليمي والتنسيق بين دول المنطقة” و”لا يمكن لدولة مثل الجزائر أن تكون مع الإرهاب وضده في الوقت ذاته”، متسائلا عما إذا كان هناك “إرهاب مقبول وظريف ومفيد وإرهاب آخر مرفوض ومدان يجب التصدي له بكل قوة وحزم”.