انطلقت، صباح اليوم الأحد، بمدينة الدارالبيضاء المغربية المسيرة الشعبية، التي دعت إليها الأحزاب الممثلة في البرلمان، للتنديد بقرار البرلمان الأوروبي المطالب بإجراء تحقيق دولي حول أعمال العنف، التي شهدتها الصحراء الغربية، في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. وعرفت المسيرة، التي تميزت بتسجيل مشاكل في التنظيم، مشاركة وزراء، يتقدمهم رئيس الحكومة عباس الفاسي، إلى جانب قادة سياسيين، من بينهم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الشيخ بيد الله، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الواحد الراضي، والأمين العام للعدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، بالإضافة إلى زعماء نقابيين، وفاعلين جمعويين. كما شارك في المسيرة، التي حضرها مختلف شرائح المجتمع المغربي من عدد من المدن، جمهور وفاعلين رياضيين، بعد تأجيل الديربي ال 109، بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، إلى بعد غد الثلاثاء، بعد أن كان مقررا اليوم، في المدينة نفسها، لاعتبارات أمنية، وأيضا من أجل فسح المجال أمام هذه الفئة للمشاركة في المسيرة. وردد المتظاهرون، خلال المسيرة، شعارات من قبيل “أطلقونا عليهم.. والصحراء مغربية.. والملك ملكنا”. ويأتي هذا في وقت تشهد عدد من المدن وقفات احتجاجية للتنديد بالحملة العدائية والمغرضة التي يشنها الحزب الشعبي الإسباني وبعض وسائل الإعلام الإسبانية ضد الوحدة الترابية للمغرب ومصالحه العليا. من جهة أخرى، ينتظر أن تحل، الأربعاء المقبل، لجنة تقصي حقائق نيابية حول “أحداث مخيم “كديم إيزيك” وأعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة العيون أخيرا. وحسب بلاغ لمجلس النواب فإن ذلك جاء خلال الاجتماع الأول للجنة النيابية لتقصي الحقائق، الذي خصص لهيكلة اللجنة وانتخاب أجهزتها قصد الشروع في عملها. وأضاف المصدر ذاته أن عملية الانتخاب أسفرت عن انتخاب رشيد الطالبي العلمي رئيسا للجنة، وأحمد الزيدي مقررا للجنة، ووديع بنعبد الله كاتبا للجنة. من جانبها، قررت المركزيات النقابية، بطلب من الحكومة، تأجيل الإضراب عن العمل، الذي كان مقررا، غدا الاثنين، بالمقاولات الإسبانية المتواجدة بالمغرب. من جانبها، اعتبرت جبهة بوليساريو، أمس السبت، أن القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي المطالب باجراء تحقيق دولي حول أعمال العنف التي شهدتها الصحراء الغربية يشكل “انتصارا” للصحراويين. واعتبر رئيس الوزراء الصحراوي، عبد القادر الطالب عمر، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية، أن قرار البرلمان الأوروبي يشكل “انتصارا للشعب الصحراوي وحقوقه المشروعة وشهادة دولية تكذب مزاعم الرباط أمام الملا”. ولا تتوفر “إيلاف” على معطيات حول عدد المشاركين في هذه المسيرة، فبعض المنظمين بالغوا وهم يتحدثون عن أكثر من مليوني مشارك، بينما ومن خلال جولة “إيلاف” يظهر أن عدد المشاركين إلى حدود الساعة الحادية عشر و40 دقيقة لا يصل إلى هذا الرقم، ولا يتوقع أن يعلن المنظمون على الرقم الحقيقي. وبغض النظر عن عدد المشاركين، فإن هذه المسيرة أظهرت تعبئة المغاربة وراء ملكهم في الدفاع عن “مغربية الصحراء”، كما أظهرت ضعف الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني في تنظيم مسيرات مماثلة. يشار إلى أن النواب الأوروبيون أكدوا في قرارهم أن “الأممالمتحدة ستكون المنظمة الأجدر لإجراء تحقيق دولي مستقل من اجل توضيح الأحداث، وتحديد عدد القتلى، وعمليات الاختفاء”، التي حصلت في مخيم اكديم يزيك قرب العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية”. ووجهت جبهة بوليساريو التي تناضل لاستقلال المستعمرة الاسبانية السابقة، اتهاما لفرنسا بإعاقة إجراء تحقيق مماثل من جانب مجلس الأمن في الأممالمتحدة.