انطلقت صباح اليوم الأحد بالدار البيضاء المسيرة الوطنية التي تنظم احتجاجا على الحملة المغرضة التي تقوم بها بعض الجهات السياسية والإعلامية الإسبانية ضد المصالح العليا للمغرب وتجمعت عند انطلاق هذه المسيرة المليونية بملتقى شارعي محمد السادس وشعيب الدكالي حشود كبيرة من المواطنين, تقدر أعدادهم بمئات الآلاف, حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس ومرددين شعارات مدافعة على الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها. وتأتي هذه المسيرة المنظمة بدعوة من الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان في أعقاب مناورات الحزب الشعبي الإسباني من أجل تسريع التصويت بالبرلمان الأوروبي على قرار منحاز يحاول المس بالوحدة الترابية للمملكة, وبالعلاقات المغربية الإسبانية. كما تأتي هذه المسيرة الشعبية تعبيرا عن الإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية, وعن إدانة الشعب المغربي للقرار المنحاز وغير العادل وغير المتزن للبرلمان الأوروبي حول أحداث العيون. وتهدف هذه المسيرة أيضا إلى إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الإسبانية منها في معالجتها لأحداث العيون من أجل المس بصورة المغرب وخدمة مخططات الجزائر وصنيعتها "البوليساريو". إلى ذلك تشكل هذه المسيرة مناسبة للوقوف بإجلال أمام أرواح شهداء الواجب الوطني من قوات الأمن الذين استشهدوا خلال الأحداث التي شهدتها العيون مؤخرا. ,قال عبد الحميد الجماهري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن المسيرة، التي نظمت صباح اليوم الأحد بالدار البيضاء، رسالة واضحة ومتعددة المعاني والأبعاد لكل الأطراف المعادية للمغرب. وأضاف الجماهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المسيرة أثبتت أن القضية الوطنية لا زالت قوة معبئة لصفوف الشعب المغربي وأن الروح الوطنية سليمة ومعافاة. وأبرز أن المسيرة ذات مغزى وقوة أخلاقية تستنكر مستوى العجز الإنساني والأخلاقي لدى جزء من نخبة إسبانيا وجزء من إعلامها، وبالأساس محاولة تلفيق المآسي والمجازر للمغرب والتغاضي عن حقيقة ما وقع. وأشار عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن المغاربة شعروا باستهانة وسائل الإعلام واليمين الاسباني بأرواح أبنائهم من قوات الأمن الذين تعرضوا للذبح. كما اعتبر المسيرة رسالة إلى الشعب الجزائري تنبهه الى أن جزءا من الطبقة السياسية الجزائرية اختار الانحياز إلى اليمين الاستعماري الفاشي في إسبانيا، وما يمثله ذلك الانحياز من سرقة لتاريخ الشعب الجزائري وثورته، ونضاله بجانب الشعب المغربي ومن أجل الوحدة المغاربية. وخلص إلى القول أن المسيرة تأكيد للمجرى الدائم لحقيقة التفاف المغاربة قيادة وقاعدة حول وحدتهم الترابية، كما أنها تمثل يوما مشهودا لتجديد التعاقد بين مكونات الشعب المغربي للدفاع عن الوحدة وصيانة الكرامة والتصدي لكل أشكال الميز والاستكبار وتزييف الحقائق.