دنيا بريس تحاور عادل محمد السامولي رئيس المجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية حوار خاص قبل وداعه للمنفى د-محمد البرادعي ليس *غاندي مصر* والنضال الجاد لا يتحقق بالقنابل الصوتية. إذا تم ترشيحي للرئاسة سأبدأ بمعالجات معقولة للتركة الثقيلة التي سيخلفها نظام الحكم القائم الآن. لن يكون مشرفا لمبارك أن ينهي عهده بطرده من السلطة بعصيان مدني رهاني أن لقمة العيش هي الأقدر على تحريك الشارع المصري. *أولا نرحب بضيفنا الأستاذ عادل محمد السامولي رئيس المجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية بهذا الحوار الخاص بجريدة دنيا بريس الاكترونية * دنيا بريس :عادل محمد السامولي مؤسس المجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية ورئيس هذا المجلس حاليا شاب مصري سنه 36 سنة مهندس بلغ قمة النجاح الوظيفي عمل مديرا لاكبر المجموعات الصناعية بالمملكة المغربية ليتخلى بعد ذلك عن كل المناصب الرفيعة والتفرغ للعمل السياسي . ممارسته السياسية تؤكد أن الرجل لا يحمل العقلية الانقلابية بل يجيد قراءة حركة الوعي العام للشعب المصري. لا يمكن الادعاء بان الأقدار وحدها هي التي دفعت هذا الرجل منذ سنة 2008 إلى تأسيس تنظيم سياسي شبه علني يعارض نظام الحكم ويعلن قبل كل القوى السياسية في مصر انه جاهز لتقديم حل سياسي وامني لمرحلة ما بعد مبارك بتشكيل مجلس حكم بالتعاون مع مجلس عسكري لفترة انتقالية جاء هذا قبل دعوة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن رؤيته تكوين مجلس أمناء انتقالي . سنة 2008 تلقى السيد عادل محمد السامولي رسالة من الرئيس الأمريكي باراك اوباما تؤكد إعجابه بتأسيس المجلس السياسي للمعارضة المصرية بقيادة شاب مصري بعدها الرئيس الأمريكي تلقى رسالة احتجاج من رئيس المجلس السياسي للمعارضة السيد عادل محمد السامولي على اثر زيارة جمال مبارك ضمن الوفد الرسمي المصري وجه دعوة للرئيس المصري سنة 2009 يدعوه فيها لإعلان تقاعده السياسي وجه خطابا للبرادعي يحذره من أن إخفاق المعارضة سيكون انتكاسة جديدة لشعب مصر في 2010 يعلن السيد عادل محمد السامولي رسميا عن نيته مغادرة المملكة المغربية لقيادة المعارضة المصرية من الداخل بعد عجز الطبقة السياسية على إحداث التغيير وبدء الترويج لمرشح الرئاسة فيما بات يسمى التمديد للولاية السادسة لمبارك . * علمنا بأنك سوف تعود و بشكل رسمي إلى بلادك مصر بعد منفاك في المغرب حدثنا قليلا عن هذا الحدث المهم ؟ سياسيا تعاني مصر موتا سريريا والشعب المصري المطحون يؤدي فاتورة السياسات الفاشلة للرئيس مبارك والحلول الترقيعية لحكومته العاجزة وهشاشة الطبقة السياسية المعارضة لقد اخترت الرجوع إلى مصر وهو ليس استعراض سياسي لكن تساؤل عامة الناس أمام واقع وصدمة المشهد السياسي تتطلب وجود شخصية سياسية استثنائية وإنني أجد نفسي في هذا الموقف مسؤولا عن تصحيح الاختلالات في اختيارات وقرارات المعارضة وإنهاء مسلسل الجهود الفاشلة . سأقود المجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية من داخل مصر إلى جانب باقي القيادات وسأسعى لتحديث الحياة السياسية بمصر. * ما سبب انتماءك للمجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية ؟ لا اذكر أن في ذاكرة جيلي ولا في ذاكرة الأجيال السابقة أن رئيسا حكم مصر خمس فترات رئاسية ويسعى إلى تمديد ولايته للمرة السادسة لقد تأسس المجلس السياسي للمعارضة المصرية الذي أترأسه لتخليق وتحديث الحياة السياسية ومواجهة قوة الظلم وتسلط القيادة لهذا السبب انتمي لهذا التنظيم السياسي الذي يجسد الحالة الفريدة للمشهد السياسي في مصر . المجلس السياسي للمعارضة المصرية تأسس سنة 2008 واعتمدنا تكتيكات مغايرة للطبقة السياسية بمصر وتأكد صد ق رؤيتنا بعد عودة د-محمد البراد عي من النمسا إلى مصر وتأسيسه- للجمعية الوطنية للتغيير – لقد اختار البراد عي قيادة المعارضة المصرية لكننا ومع احترامنا لجهوده يمكننا القول أن المعارضة لازالت هشة وساذجة تؤكد عقم العقل السياسي المصري في مواجهة نظام حكم يمهد رئيسه الحالي لولاية سادسة . المجلس السياسي للمعارضة المصرية كان يعمل بصمت وبعيدا عن المهاترات الإعلامية والجولات الكلامية قناعتنا لا تحيد لإنهاء حكم الاستبداد في مصر بشكل سلمي بعد سنوات حكم الرئيس مبارك والأنقاض المتراكمة من فشل سياساته . * هل تسعى إلى للمنصب الرفيع أو رئاسة مصر في 2011 ؟ لست اقل مهارة من النظام فبعد الانفجار الإعلامي ضد شخص البراد عي والتشهير به أصبح من الواضح أن النظام متهالك انحصر دوره في حماية مصالح نخبة لازالت تمتص دماء المصريين . القضية بالنسبة لي ليست صراعا على كرسي الرئاسة فالنظام الحاكم يعتبر مصر والمصريين من ممتلكاته الشخصية ودور رجال السياسة من المعارضة إحداث التغيير وضمان استقرار مصر أخاطب العقول المستنيرة كيف سرنا وكيف نسير والى أين نسير خلال 29 سنة من حكم الرئيس محمد حسني مبارك . إذا لم تتأسس الظروف الناضجة في 2011 لإنهاء عهد حكم يتراقص على إيقاع الاستبداد والفساد فإننا سنستمر في مسيرة الكذب وتضليل شعب مصر . أنا لا أريد أن احكم المصريين في 2011بل أريدهم أن يحاكموا هم من يستمر في إذلالهم وتجويعهم. ورهاني أن لقمة العيش هي الأقدر على تحريك الشارع وانحياز المجلس السياسي للمعارضة المصرية برئاستي هو دعم لغلابة مصر من المهمومين بكفاف عيشهم اليومي ليختاروا هم رئيسهم بعد ذلك وفق إرادتهم بعد إنهاء الوضع القائم وإذا تم ترشيحي للرئاسة سواء في 2011 أو 2017 فإنني سابدأبمعالجات معقولة للتركة الثقيلة التي سيخلفها نظام الحكم القائم الآن . * ما رأيك في رغبة الرئيس المصري حسني مبارك في ولاية سادسة و هو في عمره 82؟ قدرات الرئيس المصري بعد 82 سنة تؤكد أن مبارك في 2011 ليس الرجل المناسب لقيادة مصر خلال المرحلة المقبلة مزاج أو صحة الرئيس هي من يحدد سياسة مصر وهذا عبث سياسي . لقد وجهت رسالة للرئيس مبارك سنة في 10-07-2009 ادعوه فيها للتقاعد السياسي لأنها ستمثل نهاية مشرفة لعهده وتمثل عظمة نفس سياسية لرئيس في مكانته يقرر تقاعده بنفسه. الحالة الآن تبعث على القلق الشديد ولن يكون مشرفا لمبارك أن ينهي عهده في مواجهة العصيان المدني أو حتى بطرده سلميا من السلطة من طرف شعب مصر . * هل يمكن أن نقول بان حسني مبارك مازال حتى الان لم يجد الرجل السياسي القوي لمنافسته على كرسي الرئاسة ؟ الحياة السياسية في مصر تتبلور حول رجل واحد هو شخص محمد حسني مبارك منذ 29 سنة من حكمه والى الآن تم امتحان السياسيين المصريين في المواجهة المفتوحة ضد نظام الحكم القائم لكنها كانت مواجهة بين نظام قمعي ومعارضة شكلية تدور في فلك النظام وتقتات من مائدته . رسائل مبارك السياسية في هذا الاتجاه كانت دائما تركز انه لا يوجد بديل لحكمه سوى تيار العنف أو الإسلام السياسي وان أي محاولة لإنهاء عهده تمثل مقامرة بمستقبل مصر . لقد علمتني التجربة الشخصية أن الرجل القوي هو من لا يستطيع التاريخ أن يفسد عمله من بعده ومن بين ملايين المصريين بالتأكيد مصر أنجبت رجلا قويا لإنقاذ وطن عظيم وشعب عريق. عبقرية الغرب تمكن في وجود مؤسسات للدولة *كيف تتصور مصر بعد حسني مبارك ؟ لن تنزلق مصر إلى فوضى سياسية ورحيل مبارك لا يعني نهاية مصر أثق بالمؤسسة العسكرية المصرية وبقياداتها القادرة على تحقيق الاستقرار كلنا شركاء مدنيين وعسكريين في السعي لامتلاك مستقبل مصر وضمان ريادتها . لقد كانت رئاسة المجلس السياسي للمعارضة المصرية أول من أشار بوضوح إلى وجود قيادات بالمؤسسة العسكرية ترفض توريث الحكم لجمال مبارك وقد اثبثنا أن لدينا مؤيدين في كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية نفسها . * كيف ساهمت في قضية الصحراء المغربية ؟ على المغرب أن يتخذ كل الإجراءات الاستباقية فالجدال ليس حول لمن تكون الأرض ومغربية الصحراء ليست محل تفاوض ولا تفاوض مع من لا شرعية له –البوليساريو-. أنا اعتبر أن مساهمتي لازالت متواضعة حتى عندما أقدمت على تأسيس اتحاد دولي لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية كانت تلك خطوة مبدئية ستتبعها خطوات أخرى لكن المشروع تعثر بوجود فئة تمتهن الاسترزاق من قضية وطنية مقدسة لدى المغاربة . أتفهم تحفظ بعض الجهات المغربية التي التزمت الصمت حول ظروف تأسيس الاتحاد الدولي لدعم قضية الصحراء المغربية وما رافقه من أحداث لكن رسالتنا نحن برئاسة المجلس السياسي للمعارضة الوطنية المصرية أننا سندعم مغربية الصحراء ومواقفنا لا تنبني وفق مصالح ظرفية. * ما هو تصورك الشخصي لقضية مدينتي سبتة و مليلة المغربيتين المحتلتين من طرف اسبانيا ؟ سبته ومليلية هي المستعمرات الأوروبية الوحيدة المتبقية في ارض العرب باسترجاعها لكن على صانع القرار المغربي أن يمهد بإيجاد خلية تفكير لوضع ترتيبات سياسية واقتصادية واجتماعية لاستعادة المدينتين . أخاطب الاتحاد الأوروبي الذي لا يخجل من وجود لوحة كبيرة [ارض عربية تحمل العبارة التالية –مرحبا بكم في الاتحاد الأوروبي- بمدينة سبته المغربية المحتلة هذا يشير إلى دعم و تأبيد الاحتلال الاسباني يجب أن نفهم لماذا يتمسك الاسبان بمدينة سبته على وجه الخصوص لأنها تاريخيا شكلت القاعدة البحرية التي تحرك منها طارق ابن زياد إلى البر الاسباني وهي إحدى مخلفات المجابهة بين العالم الإسلامي وأوروبا الكاثوليكية هل من طموح تريد تحقيقه ما هو.. وماذا قطعت منه حتى الآن؟ في عمق كل واحد منا طموح ونحن نعرب عن إحساساتنا الظاهرية والباطنية ومنها من يكون له الصدى الايجابي على الشخص وينعكس على مجتمعه أيضا. مما لا شك فيه أن شعب مصر يعيش بين الآمل واليأس جراء ظروف جبروت النظام وقوة الظلم والفقر الإجباري طموحي أن تكلل جهودي إلى شد العزائم لإنهاء الطغيان وتدهور الأخلاق لبعث مصر جديدة في كل شيء ليمتلك الجيل الصاعد وطنا متمسكا بمقوماته الحضرية والتاريخية العريقة كلمة أخيرة وقد كرمنا بني ادم عهد مبارك جعل المصريين فاقدي الكرامة ولا يمكن لأي كان أن يجادل في الأهمية القصوى لأهمية أن يمتلك المصري إرادته الحرة وان لا تمتهن كرامته وتسلب حقوقه وعندما تطأ قدمي ارض مطار القاهرة قريبا سأكون قد بدأت أولى الخطوات في تقلد مسؤولية تتجاوز العمر الزمني لشاب سنه الآن 36 سنة . أنا مستعد لمواجهة المكائد السياسية و قدرتي في صنع و اتخاذ القرار وعلاج المشكلات ستكون دائما في مصلحة بلدي . أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش [email protected]