افتى الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية والفقيه الاسلامي المعروف ان من حق السوريين الطلب من دول اجنبية وبدعم من الاممالمتحدة التدخل في بلادهم في حالة فشل الدول العربية في وقف حمام الدم. وقال القرضاوي انه كان ممن دعوا للثورات العربية قبل ان تبدأ وبعدها، وكان موقفه واحدا من اهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام السوري. وقال القرضاوي في لقاء مع صحيفة ‘فايننشال تايمز' البريطانية، ان طبيعة الثورات الشعبية في العالم العربي والتي بدت بدون قيادة هي صورة عن تغير من داخل الشعوب التي انتفضت ضد الظلم ‘واستجاب القدر لها'. وطالب القرضاوي الدول العربية والإسلامية، ومن وصفهم بأحرار العالم، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، قائلا إن الثورتين اليمنية والسورية ستنتصران. واعلن الشيخ القرضاوي أنه سيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي إذا لم يتمكن العرب من حمايتهم. وكان القرضاوي ممن دعموا التدخل الاجنبي في ليبيا، ودعا في رسالة وجهها عبر قناة الجزيرة الجيش الليبي للتحرك وقتل الزعيم السابق معمر القذافي، لكن المراقبين لاحظوا انه لم يدع لقتل الرئيس السوري. وفيما جاءت فتوى الشيخ القرضاوي بجواز طلب التدخل الدولي في سورية، قال برهان غليون زعيم المعارضة الرئيسية في سورية انه طلب من المنشقين العسكريين ان يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة لكنه ابدى خشيته من الا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب اهلية. وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري انه حث قائد الجيش السوري الحر الذي ينضوي تحت لوائه المتمردون المسلحون على وقف العمليات بعد ان شنوا سلسلة هجمات على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال غليون في مقابلة اجرتها معه رويترز في وقت متأخر الخميس ‘نشعر بالقلق من الانزلاق نحو حرب اهلية تضع الجيش الحر والجيش الرسمي في مواجهة كل منهما للاخر'. واضاف ‘نريد تفادي نشوب حرب اهلية بأي ثمن.' وقال غليون انه طلب من قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان ‘يقصر انشطته على حماية المتظاهرين... وألا يشن مطلقا هجمات او عمليات ضد قوات الجيش السوري.' وقال غليون ان الاسعد وافق على ذلك لكنه اصر على ان ما يقوم به الجيش السوري الحر هي ‘عمليات دفاعية'. وأضاف غليون ‘آمل ان يفي بوعده وان من الضروري لنجاح ثورتنا الحفاظ على طبيعتها السلمية وهو ما يعني القيام بمظاهرات شعبية'. وتابع ‘لا نريد التحول إلى ميليشيات تحارب ضد الجيش'. وسقط الجمعة 25 قتيلا في سورية في ما اطلق عليها جمعة اضراب الكرامة وسط تحذيرات نشطاء من ‘مجزرة' في حمص، في حين قالت الخارجية السورية انها ‘تدرس' رد الجامعة العربية بشأن طلبها رفع العقوبات العربية مقابل استقبال مراقبين. الى ذلك قال الشيخ القرضاوي بمقابلته مع ‘الفايننشال تايمز' ان عودة الاسلاميين ووصولهم للسلطة امر محتوم لان ‘كل شيء ممنوع مرغوب فيه ونحن الاسلاميين كنا ممنوعين'، مشيرا الى معاناة الحركات الاسلامية في العالم العربي من بطش الانظمة الديكتاتورية ومنعها من النشاط السياسي، حيث قال ان الحركات الاسلامية والدعوة الاسلامية دائما كانت ممنوعة وبلا حظ وبدون مكان في المجتمع ‘والان وقد ذهب الطغاة فإن احدا لن يمنع الاسلاميين من اخذ موقعهم في المجتمع'. ودعا الشيخ القرضاوي الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم لأن تتبنى الوسطية والاعتدال وعدم فرض رؤيتها على المجتمع. وسخر الشيخ من دعوات البعض الى فرض القيم والرموز الاسلامية على السياح في بلدان تعتمد على السياحة مثل تركيا حيث قال ان المهم هو ان يحترم الزوار قيم الدول وان لا يبالغوا في تصرفاتهم. وقال انه دعا حزب النور السلفي الذي حقق مع الاخوان نتائج كبيرة في الانتخابات الاخيرة الى ان يتبنى تفكيرا جديدا ‘قلت لاخواننا السلفيين، هذه تجربتكم السياسية الاولى ويجب ان تتعاملوا مع الناس باعتدال وآمل ان يستجيبوا'. ودعا الشيخ القرضاوي الغرب الى تبني رؤية جديدة للتعامل مع الاسلام. وقال ان الدول التي تشهد صحوات اسلامية وصعود الاسلاميين للحكم ستتعامل مع الغرب واسرائيل لكنها لن تقبل بالاستضعاف، خاصة ان اسرائيل فرضت سياساتها بالقوة. وعبر الشيخ عن اعجابه بالنموذج التركي مع انه قال انه لا يوجد حتى نموذج تام للدولة الاسلامية اليوم. ويحظى الشيخ القرضاوي بمكانة في العالمين العربي والاسلامي وأيد الكفاح الفلسطيني، وهو مؤلف لاكثر من مئة كتاب، ويعيش في قطر التي منحته جنسيتها منذ خمسين عاما، ويشاهد برنامجه ‘الشريعة والحياة' على قناة الجزيرة الملايين كل اسبوع. واشارت الصحيفة ايضا الى ان هناك من ينتقدونه لانه برر قمع المواطنين في البحرين لتأييده حكومات دول الخليج بأن اعتبرها اضطرابات طائفية، ولم يدعم الانتفاضة الشعبية في المنامة. والقرضاوي ممنوع من السفر الى امريكا وتعرض لهجوم من الصحافة البريطانية عام 2004 عندما دعاه عمدة لندن في حينه كين ليفنغستون لالقاء محاضرات. وهو من اهم دعاة الوسطية وترشيد الحركة الاسلامية وله فيها سلسلة من المؤلفات.