http://www.facebook.com/drahmedfares النظام السوري يرمي بالنكس في معركته الأخيرة .. النِّكس سهم ضعيف ينكس فيجعل أعلاه أسفله، يضعه الرامي في جعبته منكوسا، كي يتحاشاه، حتى إذا لم يجد غيره رمى به ثم أدبر. والنظام السوري اليوم يضرب بالنكس، لم يبق له سهم يضرب به، فقد أحرق أوراقه كلها، واستنزف أبواقه الإعلامية، وخاض بدماء شعبه وولغ في لحمه، قتل وحاصر وسجن وعذب وأحرق واغتصب وأرهب، ولم يترك مصطلحا في قاموس الإجرام إلا مارسه، ممارسة قبيحة كشفت عن وجه النظام القبيح. المشهد اليوم في سوريا فيه بعض التغيير: تنقل إجرام النظام بين المدن والقرى السورية، ولكنه اليوم حل في حمص وغيرها يضرب بكل ما أوتي من قوة يقصف حواريها وأزقتها بالدبابات، والمدافع الثقيلة، حرب كان السوريون ينتظرونها ولكن على جبهة الجولان. زاد انتشار عناصر الأمن، حتى دخلوا في الزنقات والشوارع الضيقة والمحلات التجارية، وانتشرت الميكروباصات المتخصصة بنقل المواطنين ولكن ليس إلى بيوتهم بل إلى السجون ومراكز الاعتقال، فالنظرية القذافية انطلقت في طرابلس وطبقها بشار في دمشق: زنقة زنقة دار دار.. لأول مرة – ربما – في العالم العربي تحولت الملاعب والمستودعات الكبرى إلى مراكز للاعتقال، تذكرنا بالقمع النازي والشيوعي في القرن الميلادي الماضي. لم يبق للنظام السوري أداة للقمع إلا استخدمها، حتى إنه استخدم أشياء لم تكن تخطر على بال البشر، فالابداع السوري الحكومي مقصور على التعذيب والبطش والتنكيل. في المقابل: الشعب حسم خياره، فأكثر من ألف شهيد، وعشرة آلاف سجين، لا تترك لنا في سوريا سوى خيار واحد، المقاومة السلمية حتى يسقط النظام. النظام الآن يتطامن في أسفل حالاتة، وأبشع صوره، وأشدها دموية وإرهابا وقتلا. والشعب السوري يتسامى، فهو في أعظم حالاته، وأشدها صبرا، وأكثرها استبسالا، وأروعها تضحية. وكلا الطرفين سيستقبل الجمعة القادمة التي قد تكون حاسمة في معركة التحرير في سوريا. التعويل – بعد الله عز وجل – على خروج شعبنا العظيم بكل أطيافه ومذاهبه في كل أنحاء الوطن، الجمعة القادمة في سوريا ليست اعتيادية، فبعد الشحن من طرفي المعركة لن يكون المنتصر إلا واحدا. انتظر منك أيها الشعب الثأر لكرامتك، والثورة لثورتك، ومحاصرة حصارك، فقد ذقت طعم الحرية، واستنشقت عبير الكرامة، فالجمعة القادمة إما أن تكون أو لا تكون!! الجمعة القادمة تثبت فيها إصرارك على الحياة، ونضالك من أجل مبادئ مات عليها رفقاؤك وإخوانك وجيرانك، ووفاءك لأكثر من ألف قتيل وعشرة آلاف أسير. الجمعة القادمة قد تغير التاريخ، فما هو دورك في هذا التغيير؟!