يشارك المغرب في الدورة ال31 للألعاب الأولمبية التي يرفع الستار عن منافساتها اليوم الجمعة ، بوفد هام بعد نجاحه في تأهيل 49 رياضيا ورياضية في 13 نوعا رياضيا لأول مرة في تاريخ مشاركاته منذ دورة روما 1960، من أجل اعتلاء منصة التتويج والمنافسة على مراكز مهمة في سبورة الميداليات . ويحذو الأبطال الرياضيين المغاربة، الذين يمثلون المملكة للمرة ال14 في دورات الألعاب الأولمبية، عزم أكيد في تجديد الصلة مع الألقاب ورفع العلم الوطني خفاقا في سماء ريو دي جانيرو البرازيلية خاصة وأنهم سيتبارون في 13 نوعا رياضيا، وهو رقم قياسي أيضا في تاريخ المشاركة المغربية. ولم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة بل جاء بفضل المجهودات التي بذلها جميع المتدخلين في الشأن الرياضي الوطني من أجل إنجاح برنامج إعداد رياضيي الصفوة، الذي تم إحداثه بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليس فقط في أفق المشاركة في أولمبياد ريو وإنما على المدى الطويل ليشمل المشاركة في دورة طوكيو2020، وراهنت المملكة على هذا البرنامج الواعد ورصدت له ميزانية مهمة خصصت لتوفير الظروف الملائمة والإمكانات الضرورية للاستعداد الجيد على أسس علمية بهدف مساعدة الرياضيين أولا على انتزاع بطاقة التأهل ثم الخضوع لاستعدادات من المستوى العالي تعزز بالتالي الرصيد المغربي من الميداليات. والأكيد أن العديد من الرياضيين المغاربة قد بلغوا أوج عطائهم التقني والبدني وبات يتحتم عليهم الظهور بالوجه المشرف في أولمبياد البرازيل وخاصة في رياضات ألعاب القوى والتايكواندو والملاكمة والفروسية التي تعقد عليها آمالا كبيرة للصعود إلى منصة التتويج دون استبعاد أي مفاجأة قد تأتي من بعض الرياضات الأخرى المشاركة في هذا المحفل الكوني. كما يعول على ألعاب القوى التي ظلت لعقود تشكل قاطرة للرياضة المغربية بامتياز حيث كان لها حصة الأسد من الميداليات (22 ميدالية، 19 منها كانت من نصيب ألعاب القوى، منها ست ميداليات ذهبية وخمس فضيات وثمان نحاسيات، فيما كان رصيد الملاكمة ثلاث نحاسيات. وكانت أول ميدالية أولمبية ظفر بها المغرب هي فضية سباق الماراطون ونالها المرحوم عبد السلام الراضي في دورة روما 1960، كما كانت الأخيرة في أولمبياد لندن في سباق 1500م بواسطة عبد العاطي إيكيدر أمل المغرب في ريو. وكان على المغرب انتظار مرور أربع وعشرين سنة على فضية عبد السلام الراضي ليستعيد نغمة الفوز وينتشي بعبق التتويج بتطويق عدائيه الفذين نوال المتوكل وسعيد عويطة عنقيهما بالذهب في دورة لوس أنجليس 1984 الأولى لنوال المتوكل في سباق 400م حواجز حيث كانت أصغر بطلة أولمبية في هذه المسابقة ولم يكن سنها وقتها يتجاوز 22 عاما و115 يوما. أما الميدالية الثانية فكانت من نصيب البطل العالمي سعيد عويطة في سباق 5000م والذي ظل يحتفظ برقمه القياسي للألعاب حتى دورة بكين حيث حطمه الإثيوبي كنينيسا بيكيلي. وكانت حصيلة دورة سيدني 2000 التي شارك فيها المغرب بثمانية أنواع رياضية وهي ألعاب القوى وكرة القدم والزوارق الشراعية والتنس والتكواندو والجيدو والسباحة وقوارب الكاياك، إيجابية بامتياز إذ بلغت خمس ميداليات، فضية واحدة نالها الكروج في 1500م وأربع نحاسيات أحرزها كل من علي الزين (3000م موانع) وإبراهيم لحلافي (5000م) ونزهة بيدوان (400 م حواجز) والطاهر التمسماني في الملاكمة. والمؤمل أن تنجح ألعاب القوى، التي ستشد إليها الأنظار، مرة أخرى في صنع أفراح الجمهور المغربي في أولمبياد ريو خاصة في مسافات 3000 م 5000م و1500م و800 م ذكورا وإناثا بحضور كل من عبد العاطي إكيدير و حميد الزين وهشام السيغيني ورباب العرافي ومليكة العقاوي وسهام الهلالي وفدوى سيدي مدان ، وأيضا هشام كيسري وعبدالمجيد الحيسوفي في سباق الماراطون. فقد ظلت المسافات المتوسطة والطويلة وخاصة مسافة 1500م لسنوات محمية مغربية بامتياز بفضل الأسطورة سعيد عويطة وخلفه هشام الكروج حامل الرقم القياسي العالمي (3د و26ث و00 /100) وصاحب الإنجاز التاريخي بتتويجه المزدوج بطلا أولمبيا وبات ثاني عداء في التاريخ يفوز بذهبيتي 1500م و5000م في دورة واحدة بعد العداء الفنلندي الشهير بافو نورمي في دورة باريس 1924. وبجانب 20 رياضيا من ألعاب القوى ستكون الملاكمة حاضرة بثمانية ملاكمين وثلاثة رياضيين من التايكوندو ومثلهم في الجودو والمصارعة ومنافسات الدراجات إضافة الى رياضين اثنين في رفع الأثقال والسباحة ورياضي واحد في الفروسية والرماية والكانوي والكاياك والمبارزة والغولف . أما في رياضة الفن النبيل، فيحمل الملاكمون المغاربة على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن حظوظهم كاملة في انتزاع إحدى الميداليات الأولمبية وبالتالي الحفاظ على المكتسبات باعتبار رياضة الملاكمة هي إحدى الرياضات التي تمكنت من الصعود إلى منصة التتويج إلى جانب ألعاب القوى. وسيسعى القفاز المغربي في دورة ريو إلى تحقيق أفضل من الميداليات النحاسية التي نالها كل من الشقيقين عبد الحق ومحمد عشيق على التوالي في دورتي سيول 1988 وبرشلونة 1992 والطاهر التمسماني في دورة سيدني 2000. وقد أنجب المغرب على مر السنين خمسة أبطال أولمبيين طوقوا أعناقهم بالذهب ورفعوا راية المغرب في خمس دورات أولمبية وهي لوس أنجليس 1984 بفضل نوال المتوكل (400 محواجز) و سعيد عويطة (5000 م) و سيول 1988 بواسطة ابراهيم بوطيب (10 آلاف متر) و برشلونة سنة 1992 عن طريق خالد السكاح ، و أثينا 2004 بفضل ثنائية هشام الكروج في مسابقتي 1500م و5 آلاف م.