الإقرار بالشروع في تدشين تجربة سياسية جديدة يستلزم العدول عن الطريقة القديمة التي طبعت ميلاد جل التجارب التنظيمية السابقة في تاريخنا المعاصر و التي تتلخص في ان كل نشئ جديد كان يبرر نفسه و يبني مشروعه على انقاض السابقين و خدلانهم او تخليهم عن الخط النضالي السليم. و النتيجة المنطقية لذلك ان مشهد حياتنا السياسية أصبح عبارة عن اصطفاف كثيف من الهيئات السياسية المتباعدة الواحدة منهم عن الاخرى و المتصارعين جميعهم على شرعيات تاريخية تعتقد كل واحدة منها انها الأكثر جدارة بامتلاكها و امتلاك الارث الدي خلفته لها، و كمثال لذلك بروز حزب الا ستقلال حتى بزوغ حزب الطليعة الاشتراكي ،في حين اننا لم نجد أحدا قد نازع الاخرين بطموح الإضافة و الإجتهاد الرامي الى تطوير و تقديم معركة التحرر الديموقراطي. ان قضية الديموقراطية او الاختيار الديموقراطي في بلادنا ليس ميلا تاريخيا بديهيا او اختيارا سهلا و عاديا ،انه بكل المعاني اختيار صعب لأنه محاصر بضغط عامل التخلف و بعوامل ذات طبيعة تاريخية و تضارب مصالح الطبقات المهيمنة و الريعية و قوى الفساد التي استفادت من دعم النظام في فترة معينة للتثبيت اركانه . لذلك فالمشروع مهدد في اية لحظة للانحراف او التراجع ,لأن مقومات صموده و تجدره تبقى متذبذبة , فالتزوير الذي شاب الاستحقاقات الانتخابية السابقة بكل محطاتها اصاب الناخب و المواطن بالاحباط و العزوف و التدمر بل اصبح يكتفي بدور المتفرج في مسرحية كان عليه ان يكون ممثلا بارزا و اساسيا فيها و بهذا السلوك اصبح يتفرج على مصيره دون الانخراط في صنعه. فإفشال المسلسل الانتخابي يبدأ بالحياد الإداري للسلطة و ترك تجار الفساد يستعملون المال، و شراء الذمم و استمالة الناخبين له وقع مدمر على العملية سواء للدولة او المواطن ,فالتزوير لا يرسم للدولة و النظام الصورة الحقيقية للتوجهات المجتمع و طبيعة تركيباته الطبقية و مشاكله، كذلك هذا التزوير يدمر التنمية و يعيق التقدم و يساعد في انتشار التدمر و العزوف، الشيء الذي يصبح اداة صائغة لأفكار التطرف و الانحراف. و ما نشاهده الان في المجتمعات العربية الا نتيجة منطقية للإعاقة لهذا الاختيار الديموقراطي في هذه البلدان , نحن في حزب الديموقراطيين الجدد لنا وعي بهذا الدور و نسعى لدعم هذا المسلسل عبر حث الجميع و خاصة الشباب على المشاركة بكثافة و تحمل المسؤولية في الترشيح و الانتخاب لقطع الطريق على المفسدين و محاربتهم و ضخ دماء شابة في التسيير المحلي من اجل تنمية مستدامة و تفادي اي فكر نكوصي تكفيري يؤمن بالعنف لأجل التغيير . لذا فمحطة الانتخابات ليست محطة عابرة احتفالية بل لحظة امتحان حقيقي لقوى الاصلاح في مواجهة لوبيات الفساد .