'' دليل الريف : عندما تقابل عيناك عيني مول الكلب، توقع هجوما منه، قد ينهي حياتك".هذا ما خلص إليه التحقيق مع المتهم حسن بنهيمة، الملقب ب"مول الكلب"، المتابع من أجل جرائم قتل ثلاثة مواطنين دفعة واحدة، في الرباط الخميس الماضي. فجرائم المدعو"مول الكلب"، حسب مصدر قريب من التحقيق، كانت ترتكب بدافع "خوف المتهم من كل شخص اصطدم بصره ببصره"، وهو ما يؤكده قول المتهم، الموثق في محاضر البحث، حين قال "نهار الخميس، كنت اللي شاف فيا كندوك فيه الجنوي". وهذا ما وقع مع ضحاياه الثلاثة أو بالأحرى الثمانية، يبرز المصدر نفسه. وأدلى المدعو "مول الكلب"، المتهم بقتل ثلاثة مواطنين دفعة واحدة بالرباط، والاعتداء بالسلاح الأبيض على خمسة أشخاص آخرين، بينهم أجانب، بتصريحات "مثيرة" للمحققين، قبل عرضه على النيابة العامة. اعترف المتهم، في البحث التمهيدي معه بالمنسوب إليه، مبررا ما ارتكبه من جرائم، بهيستريا أصابته على نحو مفاجئ، بقوله " أنا منين كنثور، اللي شاف فيا كنتقبو بجنوي". وزاد المتهم قائلا للمحققين، وهم يتحلقون حوله بغرفة التحقيق، أسفل كوميسارية الرباط،"سرقت الطومبيل (ستروين) حيت بغيت نتسارى، علحقاش عندي البيرمي"، قبل أن يتوجه إلى أحد المحققين بطلب جاء فيه "خليني نخرج، نضرب دورة ونجي". وحسب مصدر مسؤول، فإن نوع الاضطراب العقلي والنفسي، الذي يعانيه المتهم، جعل المحققين ينتظرون إلى حين عودته لوعيه لمواصلة البحث معه، إذ اعترف بجميع التهم المنسوبة إليه، وكان، بين الفينة والأخرى، يعبر عن ندمه. وأمر قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الأحد، بإيداع المسمى حسن بنهيمة، والملقب ب "مول الكلب"، بسجن الزاكي، المجاور للمحكمة المذكورة، بعد متابعته من أجل جرائم "القتل مع سبق الإصرار، وسرقة سيارة بالعنف، والتسبب في حوادث سير، والضرب والجرح". ووفق مصدر مأذون، فإن قاضي التحقيق، وهو يستجوب المتهم بقتل ثلاثة أشخاص، بعد تسديد طعنات لهم بواسطة السلاح الأبيض، صباح الخميس الماضي بحي حسان في الرباط، أمر بعرضه على "الخبرة الطبية"، للتأكد من نوع الاضطرابات العقلية التي يعاني منها. وسيعرض المدعو "مول الكلب" على قاضي التحقيق من جديد في بحر الأسبوع الجاري، لتعميق البحث معه في الجرائم المنسوبة إليه، والتي كان من ضحاياها، أيضا، خمسة أشخاص آخرين، بينهم مواطن فرنسي، أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، فرضت عليهم قضاء أربعة أيام بغرف الإنعاش بالمستشفى الجامعي السويسي، بالرباط. وكان الجاني (28 سنة) أضرم قبل ذلك النار في منزل عائلته، الموجود غير بعيد عن مسرح الجريمة، ثم أخذ سكينا وخرج في حالة هيجان إلى الشارع العام، فقتل طالبا في الحين، وطعن شخصين توفيا لاحقا، قبل أن تتمكن مصالح الشرطة بولاية أمن الرباط من إيقافه وإخضاعه للحراسة النظرية، بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة. محمد سليكي