ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل الريف بعد انتفاضة ايث بوعياش... أفكار من أجل النقاش


مدخل تمهيدي:
إن الدراسات والبحوث المتصلة بمنطقة الريف تزداد يوم بعد يوم، وتكتسب أهمية كبيرة في مسار تطور وتقدم المنطقة، حيث لا يمكن إحداث تغيرات عميقة وجوهرية على مستوى البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة دون إجراء تغييرات جذرية على مستوى البنية الفكرية والعقلية للإنسان ( = الإنسان الريفي)، أو بعبارة أخرى أن عملية إحداث تغيير على مستوى البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع الريفي المعاصر تحتاج أولا إلى وجود قاعدة فكرية متطورة ومتكاملة، بحيث نستطيع من خلالها مسايرة التحولات والمستجدات التي يشهدها المجتمع الريفي خلال العقود الأخيرة. ومن ناحية أخرى، تمكننا؛ أي وجود قاعدة فكرية متطورة، من مسايرة تطورات العصر دون أن نتخلى عن خصوصياتنا اللغوية والثقافية والتاريخية. القاعدة التي يجب أن تستمد قوتها ومشروعيتها من تاريخ وهوية وثقافة المنطقة نفسها؛ أي من داخل نسقها الحضاري وليس من خارجها، دون أن يودى ذلك إلى الانغلاق على الذات ورفض الآخر؛ مهما يكون هذا الآخر.
وكما هو معلوم فإن منطقة الريف عموما، والريف الأوسط خصوصا، قياسا إلى المناطق الأخرى من المغرب ظلت متخلفة جدا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والتعليمية والصحية..، وهو الأمر الذي أدي بها (= منطقة الريف) ، وفي مرات عديدة، إلى انفجارات اجتماعية قوية، حيث كان آخرها انتفاضة ايث بوعياش ونواحيها. وبالرغم من التحولات التي تمت خلال السنوات الأخيرة ( على المستوى المعنوي والسيكولوجي على الأقل ) إلا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، إجمالا، ظل كما هو أن لم يزداد تأزم نتيجة عوامل كثيرة، سنأتي هنا على ذكر أهمها وأبرزها في تقديرنا:
أولا: لقد شهدت منطقة الريف؛ وخاصة الريف الأوسط، تحولات هائلة على مستوى التركيبة السكانية للمنطقة، وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي أيضا . فبالموازاة مع الهجرة التي عرفتها المنطقة خلال بداية الستينيات من القرن الماضي نحو أوربا الغربية - عرفت المنطقة أيضا هجرة محلية واسعة وكثيفة نحو المدن المغربية القريبة: نحو مدينة طنجة، وتطوان، وفاس، وتازة، وجدة، والناظور والحسيمة.، و كذلك نحو المراكز الحضارية المحاذية لهذه المدن. ولعل توفر هذه المدن والمراكز على بعض المستلزمات الضرورية للعيش والاستقرار هي التي كانت وراء ما يشبه النزوح الجماعي للمواطنين الريفيين من البوادي والقرى النائية نحو المدن والمراكز الحضارية، وخاصة توفرها على المدارس، والمستشفيات، والماء، والكهرباء .
لقد أدت هذه الهجرة - نقصد هنا الهجرة المحلية - إلى بروز مراكز حضارية غير مؤهلة لاستيعاب التحولات الحاصلة على مستوى تلك المراكز نفسها، لكونها كانت هي أيضا تعاني من ضعف الإمكانيات والتجهيزات والمرافق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تؤهلها لاستقبال واستيعاب التدفق والتدافع البشري المتزايد نحوها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بحيث شهدت المراكز الحضارية القريبة من الحسيمة والناظور على سبيل المثال موجات بشرية متتالية، التي مازالت لم تتوقف إلى يومنا هذا ، وخاصة نحو ايث بوعياش، وإمزورن، وبوكيدارن، وكاسيط، والدريوش، وميضار والعروي وغيرها من المراكز الحضارية بالريف الأوسط.
ومن الطبيعي أن تنتج عن هذه العملية؛ أي عملية الهجرة و النزوح " الجماعي " من البوادي إلى المدن والمراكز الحضارية كما قلنا ، جملة من المشاكل والمظاهر الغريبة عن المجتمع والثقافة الريفية( الثقافة هنا هي مجموعة من السمات الفردية، والجماعية، والخصوصيات التي تميز الذات الريفية)، خصوصا في ظل افتقار المراكز الحضارية التي يقصدها المهاجرين لأبسط شروط استقبال وإيواء هؤلاء المواطنين القادمين من البوادي والقرى المجاورة لها (= المراكز الحضارية) ، وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية خطيرة على الثقافة والمجتمع الريفيين. فإلى جانب انتشار ظاهرة البطالة بشكل ملفت وخطير للغاية، نلاحظ أيضا انتشار ظاهرة الدعارة، والتسول، والسرقة، والمثليين، والمخدرات القوية (=الكوكايين). فمعظم الذين كانوا يشتغلون في البوادي، سواء في قطاع الفلاحة/ الزراعة أو في تربية المواشي، أصبحوا عاطلين عن العمل نتيجة انتقالهم من البادية إلى المدينة، كما أن معظم الذين كانوا لا يتوفرون مثلا على الراديو أصبحوا الآن يتوفرون على التلفزة والهاتف، بل حتى على جهاز الكومبيوتر في حالات كثيرة، مما يعنى أن نمط العيش تغير كليا، بما فيه نمط العلاقات الاجتماعية أيضا.
ثانيا: هناك تراجع كبير على مستوى الهجرة الريفية نحو الخارج قياسا على المراحل السابقة، حيث كانت تعتبر منفذا اقتصاديا هاما لساكنة الريف خلال مرحلة ما بعد الاستقلال الشكلي للمغرب سنة 1956. وهو تراجع ناتج عن عوامل تتعلق – أساسا - ببلدان الاستقبال أولا، حيث تم تشديد فوانيين الهجرة نتيجة ارتفاع عدد المهاجرين في بلدان الاستقبال، وتزايد كذلك الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين، وارتفاع الجريمة المنظمة أيضا. وثانيا بروز الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أوربا خلال السنوات الأخيرة. هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالوضع الدولي ومنها: توحيد سياسة الهجرة، والحرب على ما يسمى ب " الإرهاب الإسلامي"، والهجرة السرية.
ثالثا: هناك السياسة الرسمية تجاه المنطقة حيث تميزت بالتهميش والإقصاء الممنهج، مما خلف نوع من التراكمات السلبية على كافة المستويات ، وفي هذا المجال نسجل على سبيل المثال غياب سياسة واضحة في مجال التنمية والاستثمار في المنطقة عموما، وفي الريف الأوسط خصوصا، بل وتراجع بعض القطاعات التي كانت توفر مداخيل مالية مهمة ( مناصب شغل) للمنطقة، ومنها قطاع السياحية والتهريب على سبيل المثال. علاوة على هذا تم تهميش المورث الثقافي والتاريخي للمنطقة في البرامج والتوجهات الثقافية والإعلامية للدولة، حيث عادة ما يتم تقديم المنطقة على أنها منطقة متخصصة في الهجرة والتهريب فقط ( انظر على سبيل المثال خطاب الحسن الثاني بمناسبة انتفاضة 1984 بالشمال). إذن، في سياق هذه الأوضاع شرعت جماهير الشعب تضييق الخناق بصراحة تامة على النظام القائم في بلادنا، والنتيجة النهائية لهذه الأوضاع هي انفجار الوضع في ايث بوعياش كما سبق الإشارة إلى ذلك.
قد يكون من غير المناسب الحديث الآن عن نتائج الانتفاضة الشعبية التي عرفتها بلدة ايث بوعياش ونواحيها خلال الأسابيع القليلة الماضية ، أو بشكل آخر، من السابق لأوانه الحديث في الوقت الحاضر عن المكتسبات التي حققتها انتفاضة ايث بوعياش رغم أن الأمر في غاية الأهمية. لكن، وفي مقابل ذلك، نرى من المناسب جدا أن نسجل بعض الملاحظات والانطباعات التي قد يسجلها المرء وهو يتابع تفاصيل الانتفاضة على كافة المستويات، وبصفة خاصة على المستوى السياسي والإعلامي. وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا من اللائق الحديث عن بعض حقائق الانتفاضة إن صح التعبير؛ وهي حقائق تتكرر باستمرار كلما تعلق الأمر بالأحداث الاجتماعية التي يعرفها الوطن عموما، وتعرفها منطقة الريف خصوصا، ومنها أحداث الزلزال سنة 2004، وأحداث تماسينت وسيدي افتي، وبوكيدارن، وتازة ..، وغيرها من الأحداث التي يمكن للمرء أن يحصيها( = يسجلها) بشكل موضوعي، ويتعلق الأمر هنا بثلاث ملاحظات وحقائق أساسية في تقديرنا، وهي على الشكل التالي: الأولى تتعلق بالجانب الإعلامي، والثانية تتعلق بدور المهاجرين، والثلاثة تتعلق بدور النخبة.
الأسباب والحلول:
وقبل متابعة الحديث – أي قبل الشروع في مناقشة المحاور السالفة الذكر، يستحسن أن نلقى نظرة، ولو سريعة، على الوضع السائد في ايث بوعياش قبل الانتفاضة، أو بتعبير آخر سنتوقف هنا أولا عند العوامل الموضوعية التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الشعبية في ايث بوعياش ونواحيها، مع تأكيدنا على أمرين أساسيين في الموضوع، أولهما هو أن المشاكل السائدة في ايث بوعياش، وفي الريف بوجه عام، تعكس في العمق مشاكل المجتمع المغربي برمته. ومن المؤكد أن الحديث حول هذا الموضوع يطول ويتشعب في ظل وجود نظام قمعي واستبدادي بكل المقاييس، وليس الآن مجال التفصيل في هذا الوضع، أو في طبيعة النظام الذي اوجد هدا الوضع كما سنوضح ذلك بعد حين، حيث إن هذا الموضوع يحتاج إلى الكثير من التفاصيل لوصفه في سياق متكامل وشامل، ودلك من أجل إبراز الفجوة بين خطاب الدولة حول الإصلاح والتغيير الديمقراطي وبين الواقع المعاش على الأرض، سواء في منطقة الريف عموما أو في بلدة ايث بوعياش خصوصا. لكون أن هذه البلدة تفتقر إلى ابسط مقومات العيش والاستقرار، سواء من حيث انعدام إمكانية الشغل ( لا توجد مثلا منطقة صناعية رغم أن ايث بوعياش تعتبر من بين ابرز المراكز الحضارية على مستوى إقليم الحسيمة) أو من حيث وجود فضاءات ثقافية واجتماعية ورياضية يمكن أن يلتجئ إليها المواطنيين في أوقات فراغهم( لا تتوفر مثلا على ملعب لكرة القدم ولا على قاعة للمسرح، ولا على حديقة عمومية، ولا حتى على دار للشباب..)، لكن ما يهمنا في هذا السياق هو أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي في ايث بوعياش مرتبط بالوضعية العامة للمجتمع المغربي أولا. وثانيا مرتبط بالوضعية العامة للمجتمع الريفي، وهذا معناه أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها ساكنة ايث بوعياش قد نجدها في مناطق أخرى من الريف والوطن ككل. وثانيهما هو أن قضية الريف هي قضية كل المغاربة بدون استثناء، فالأزمة في الريف ليست أزمة اقتصادية واجتماعية فقط، وإنما هي أزمة النظام بكامله(= أزمة الديمقراطية)، وبالتالي فإنها جزء من أزمة الوطن. ومن جانب آخر هي أزمة حرية الإنسان: سواء كان رجل أو امرأة، عربي أو أمازيغي/ ريفي، مسلم أو غير مسلم .
باختصار شديد هي أزمة بنيوية شاملة، حيث تنحصر أسبابها – أساسا- في الوضع الطبقي السائد في بلادنا، والاستلاب العام الذي يعاني منه الإنسان المغربي الأمازيغي في حريته الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية، ومن هنا أؤمن بأن قضية الريف هي قضية كل المغاربة، كما أومن اشد الإيمان بأن الحل المناسب لبلادنا في ظل الظروف والمعطيات السائدة حاليا على كافة الأصعدة، هو تطبيق النظام العلماني الديمقراطي القائم على أساس المواطنة والحداثة والحرية، ويقر ثانية، وبشكل واضح وصريح، بفصل تام للسلط، حيث سيكون الملك رمز لكافة المغاربة وليس حاكما أو منحازا لطرف ما ، أو بمعنى آخر يسود ولا يحكم ، تماما كما هو الآمر في الأنظمة الملكية في أوربا الغربية ( هولندا، بلجيكا بريطانيا، اسبانيا، الدنمارك..). فلا يعقل أن يكون الملك هو الحاكم الفعلي ولا تناقش قراراته ومواقفه( خطاب الملك لا يناقش وفق المادة 52 من الدستور " الجديد") وان يكون هو رئيس الدولة وفي نفس الوقت أمير المؤمنين وقائد الجيش، باختصار هو كل شيء.
أما على المستوى المحلي(= الريف) فإن الحل المناسب والمنطقي في تقديرنا يكمن في ثلاثة أمور رئيسية ومستعجلة، أولهما هو تمتيع الريف الكبير بالحكم الذاتي ، الذي يجب أن يكون في ظل مغرب ديمقراطي وموحد، فعلى سبيل المثال إذا أراد رئيس المجلس البلدي لمدينة الحسيمة أصلاح وترميم مستشفي أو مدرسة ما يتطلب منه الأمر الحصول على رخصة من الجهات المعنية في الرباط(= المركز)، ولكي يحصل على هذه الرخصة من الجهات المعنية بالرباط ماهية وما لونها، ونحن نعرف جيدا كيف تشتغل الإدارات والمؤسسات المغربية ومدى البيروقراطية التي تنخر جسدها. وهذا معناه أن القطاعات الحيوية للمواطن ليست من اختصاصات المجالس البلديات كما هو الشأن في هولندا مثلا، ومنها قطاع الصحة والتعليم والرياضة والأمن و..الخ. نضيف إلى هذا مسألة ذات أهمية قصوى في موضوع البطالة بالريف وهي جلب موظفين خارج المنطقة للاشتغال بينما أبناء المنطقة نفسها يموتون في البحر ويحترقون بالبطالة. وثانيهما هو استثمار عائدات المهاجرين في المناطق التي ينحدرون منها، فلا يعقل أن تتحول عائدات المهاجرين إلى المراكز الكبرى( الرباط/ الدار البيضاء، فاس..) وأبناء المنطقة يمتون في البحر من جهة، والمنطقة لا تتوفر في غالب الأحيان عن مقومات الاستقرار( مرافق ومراكز صحية في المستوى، جامعات، معاهد ثقافية ، حدائق، مراكز سينمائية ومسرحية ..) من جهة ثانية. وإنشاء كذلك قناة جهوية ناطقة باللغة الريفية، نظرا لدور الإعلام المحلي في الإقلاع التنموي والاقتصادي، كما أن الإعلام الجهوي/ المحلي يعتبر من أهم ركائز التطور والتقدم في الدول المتقدمة( هولندا نموذجا)، وذلك من أجل خلق تواصل مستمر بين السلطات والإدارات المحلية والمواطنين(= السكان المحليين). كما أن الإعلام المحلي يلعب دورا مهما في تعبئة الجماهير من أجل المساهمة والانخراط الايجابي في مشروع ومسلسل التغيير والإصلاح الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. أما على مستوى ايث بوعياش فالخطوة التي يجب القيام بها في أفق إعادة الاستقرار والهدوء إلى البلدة، في تقديرنا، هي:
- الوقف الفوري للمتابعات القضائية في حق الناشطين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على اثر الاحتجاجات التي عرفتها البلدة دون قيد أو شرط؛
- الرحيل الفوري لرئيس المجلس البلدي السيد جمال النحاس؛
- إنشاء منطقة صناعية لتسهيل عملية الاستثمار الداخلي والخارجي؛
- إنشاء ملعب لكرة القدم ودار للشباب ؛
في هذا المستوى من التحليل، نقول بأن الوضع القائم حاليا في ايث بوعياش، وفي الريف بصفة عامة، لم ينشأ من فراغ أو مستقلا عن الظروف الموضوعية ( الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..) التي تعيشها البلدة مند أكثر من خمسين سنة من التهميش والإقصاء الممنهج. ففي مثل هذه الأوضاع يتم الاختيار بين التكيف مع سياسة النظام، والأوضاع العامة، أو مقاومته بشكل مستمر ودون إمكانية للتراجع ( وهذا ما حصل في ايث بوعياش). كما أن سوء الأوضاع في الريف عموما، وفي ايث بوعياش تحديدا، وكذلك الضغط الاجتماعي جعل مسألة تسييس وتعبئة الجماهير / الساكنة لا يحتاج إلى تحريض منظم كما جاء في الاتهامات الموجهة للمعتقلين السياسيين على اثر الانتفاضة.
انطلاقا من هذه الرؤية/ التصور نرى أن الحديث عن " المؤامرة " كما يردد البعض هو حديث لا أساس له من الصحة ولا يتوفر على حجة الإقناع، إذا ما فكرنا في الموضوع جيدا، خاصة أن الذين يتحدثون عن هذا الموضوع؛ أي الذين يتحدثون عن موضوع " المؤامرة " ، لا يقدمون أية حجة تؤكد ما يدعونه من وجود هذه" المؤامرة " ضد الريف. ولكي نفهم الموضوع بشكل أفضل وفي سياقه الطبيعي ينبغي علينا استحضار أمرين أساسيين ومهمين في الموضوع، الأول يتعلق بأطراف الصراع والثاني يتعلق بظروف الصراع. فعلى المستوى الأول علينا أن ندرك جيدا أن الأمر يتعلق هنا بتدخل القوات الأمنية( الجيش، الشرطة والدرك..) وليس بجهات أخرى؛ أي أننا لا نتحدث مثلا عن تنظيمات وجماعات " إرهابية" أو عصابات إجرامية أو جهات أجنبية. لهدا فخروج القوات الأمنية من ثكناتها، وانتشارها في الشوارع، بل وتخريبها لممتلكات المواطنين يحتاج إلى قرار سياسي، وهذا القرار من اختصاصات الملك أو رئيس الحكومة وفق الدستور " الجديد". والحديث عن " المؤامرة" يذكرنا بما حدث في مدينة العيون قبل سنتين أو ثلاثة، فبعد تفكيك مخيم " أقديم أزيك" بداء الحديث حينذاك عن " المؤامرة" وتصفية الحسابات السياسية بين بعض الأطراف والجهات السياسية( بين حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة). طبعا نحن لا ننفي هذا الاحتمال، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: إذا كان الأمر يتعلق ب " مؤامرة" ما أو بتصفية الحسابات السياسية بين حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة بهذا الشكل، وفي هذا المستوى، فأين كانت الدولة وأجزتها المحلية ( السلطات المحلية والمخابرات..) حينما كان المواطنون في العيون ينصبون خيمهم على مشارف مدينتهم، والأمر هنا يتعلق بازيد من عشرين ألف مواطن وليس ببعض العشرات فقط؟. ونفس السؤال يمكن طرحه أيضا على ما حدث في ايث بوعياش، ونقول إذا كان ما حدث في ايث بوعياش ونواحيها هو نتيجة " مؤامرة" وتصفية حسابات سياسية بين بعض الأطراف المتصارعة في المنطقة، فلماذا تم استعمال القوات الأمنية التي يجب أن تظل محايدة عن الصراعات السياسية؟. ومن جانب آخر، أين كانت السلطات المحلية، لما كان المواطنيين في ايث بوعياش يطالبون برحيل المجلس البلدي، خاصة بعد تصاعد الاحتجاجات، لماذا لم تباشر مثلا السلطات المحلية حوارات استباقية مع المحتاجين؟.
بعد هذه التوضيحات الضرورية نعود الآن إلى مناقشة الملاحظات التي اشرنا إليها على هامش متابعتنا لمجريات الانتفاضة المجيدة في ايث بوعياش.
الملاحظة الأولى: الإعلام المغربي واللامبالاة :
مما لا شك فيه أن كل من تابع انتفاضة ايث بوعياش عن كثب، يكون قد لاحظ معنا غياب شبه تام لوسائل الإعلام المغربية عن مسرح الحدث، فلو لا الوسائل الإعلامية الدولية، وخاصة قناة الجزيرة وبعض الجرائد الدولية، بالإضافة إلى المواقع الاجتماعية والإخبارية المحلية، التي لعبت دورا أساسيا في نقل أحداث وتفاصيل الانتفاضة، لما عرف المواطنيين المغاربة بما يحدث في ايث بوعياش من انتهاكات وتصرفات اللاقانونية واللاخلافية للقوات العمومية. وهذا ما لاحظناه أيضا في أحداث الزلزال سنة 2004، وفي أحداث سيدي افني وغيرها من الأحداث التي عرفتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة. فوسائل الإعلام المغربية؛ المقصود هنا هي القنوات العمومية التي يدفع تكاليفها المواطنين المغاربة، لا تتحرك إلا بعد أن يتحرك الأعلام الدولي أولا، وثانيا بعد أن تعطى له إشارة التحرك ومباشرة العمل. فهل هكذا يكون عمل الإعلام النزيه والمسؤول ؟ ومتى سيكون الإعلام المغربي في خدمة قضايا المجتمع المغربي؟.
من المؤكد لو كانت انتفاضة ايث بوعياش قد اندلعت على سبيل المثال في أحد المدن الهولندية ، أو في أية دولة أخرى تحترم نفسها ومواطنيها، وتم نقل أحداثها من طرف الإعلام الدولي قبل الإعلام الوطني لقدم وزير الإعلام استقالته فورا ودون تردد. ومن المؤكد أيضا لو كان ما اقترفته عناصر القوات العمومية من التخريب والسرقة وتهديد النساء بالاغتصاب واهانة المواطنين في شرفهم وكرامتهم بكلمات نابية كما حدث في ايث بوعباش وتازة لقدم رئيس الوزراء ورئيس الحكومة استقالتهما مباشرة، لكن في بلادنا يختلف الأمر، وفي هذا الاختلاف يكمن سر ما يسمى بالاستثناء المغربي.
وتخلف الإعلام المغربي عن مواكبته للأحداث الاجتماعية بشكل عام، والأحداث التي تشهدها منطقة الريف بشكل خاص، يعبر في العمق عن مدى ضعف هذا القطاع، فقضية بحجم انتفاضة ايث بوعياش على سبيل المثال ما كان على الإعلام المغربي أن تسبقه القنوات الإخبارية الدولية ( الجزيرة مثلا) لو كان يحترم نفسه أولا، ولو كان يخدم قضايا الوطن والمواطنين ثانيا. فبينما كان المواطنون الريفيون أثناء زلزال 2004 يموتون تحت أنقاض منازلهم كانت القنوات المغربية العمومية حينذاك تقدم السهرات الفنية والمسلسلات المكسيكية كان شيء لم يحدث، والآن يتكرر نفس الشيء مع أحداث تازة وايث بوعياش (ومناطق أخرى من الوطن حيث تتعرض هي أيضا للقمع المخزني)، فبينما سكان وأهل هذه المناطق يتعرضون لأبشع صور الاهانة والقمع على أيادي القوات العمومية تبث القناة العمومية برامج تافهة للغاية، أو على الأقل هكذا تبدو لي شخصيا، لهذا فإن مسألة التفكير في إعلام بديل هي مسألة ملحة في اعتقادنا.
الملاحظة الثانية: المهاجرين المغاربة بأوربا والتغيير الممكن:
تاريخيا، كان للمهاجرين المغاربة بأوربا الغربية دورا مهما في تطوير الاقتصاد الوطني عموما، وفي تطوير وتنمية الاقتصاد المحلي أيضا، فإلى جانب تشيديهم للمدن والمراكز الحضارية التي اشرنا إليها سابقا ( الحسيمة والناظور وامزورن وايث بوعباش وميضار والدريوش والعروي وكاسيط ..) قاموا بتنشيط الاقتصاد المحلي عبر تأسيس العديد من المقاولات التجارية المتوسطة والصغرى ( المقاهي والدكاكين..) وغيرها من الأمور المتعلقة بأمور التجارة والاقتصاد. لكن الدور الأساسي الذي لعبه المهاجرون المغاربة بأوربا لا يكمن في هذا الجانب فقط، بقدر ما يمتد إلى الجانب السياسي والحقوقي أيضا، وهو الدور الذي يحاول المحزن وأزلامه من الإعلاميين والمثقفين تهميشه وإقصاءه من الحوارات التي تشمل موضوع الهجرة والمهاجرين. فإلى جانب الدور الاقتصادي لعب المهاجرون المغاربة بأوربا، خاصة القوى اليسارية التقدمية (ومنها الحركة النسائية والحركة الأمازيغية،) دورا رئيسيا في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى لعب المهاجرون أيضا دورا محوريا في الدفاع عن حقوق المرأة والقضية الأمازيغية عبر العديد من أشكال النضال والاحتجاج المدني. وفي هذا السياق بالذات كان للمهاجرين المغاربة بأوربا، سواء أثناء زلزال الحسيمة، أو أحداث سيدي افني، أو ايث بوعياش، أو في مسألة اعتقال رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان السيد شكيب الخياري، أو في بروز حركة عشرين فبراير وغيرها من الأحداث التي شهدتها بلادنا خلال فترة ما يسمى بالعهد الجديد، بل وقبل هذه الفترة أيضا، دورا مهما ورئيسيا في فضح سياسة المحزن لدي المهاجرين المغاربة أولا، ولدي المنظمات والحكومات الأوربية ثانيا. وهو الدور الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار في وضع أية خطة وإستراتيجية ما لنهوض بواقع الريف والريفيين مستقبلا، وعلى كافة المستويات، (سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا وإعلاميا..). فبحكم أن أغلبية المهاجرين في أوربا الغربية، وخاصة في هولندا، وبلجيكا، واسبانيا، وألمانيا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، وفرنسا كذلك، ينحدرون من الشمال عموما ومن الريف الأوسط تحديدا ( الناظور ، الحسيمة، تازة والدريوش)، وبحكم التحولات الايجابية التي تعيشها الهجرة الريفية بالخارج أيضا، وخاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والعلمي والإعلامي، حيث نلاحظ بروز جيل من الشباب الريفي المنخرط في العمل السياسي والاقتصادي والإعلامي بدول الإقامة والاستقرار. بالإضافة إلى بروز فئات واسعة من الريفيين الأوربيين أن صح التعبير في مجالات وتخصصات علمية مهمة جدا، بحيث يمكن أن يستفيد منها الريف مستقبلا.
إذن في ظل هذه المعطيات الموضوعية نرى أن مسألة استثمار دور المهاجرون الريفيون بأوربا يجب أن يتجاوز ذلك الدور التقليدي الذي رسمه المخزن وأزلامه حولهم، المتمثل – أساسا- في الجانب الاقتصادي والاجتماعي فقط، ليشمل مجالات أخرى أكثر فاعلية وتأثيرا على حكومة الرباط، ومنها الدور السياسي والإعلامي كما سنرى بعد حين . خصوصا أن أحداث الزلزال وانتفاضة ايث بوعياش أكدت لنا أمرين في غاية الأهمية، أولهما هو أن الريفيين مهما اختلفوا سياسيا وفكريا وقبليا يوحدهم الريف، وهذا الموقف جسده بشكل رائع وغير متوقع أهلنا وأحبائنا في الناظور، حيث كانوا سباقين إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للمنكوبين بالحسيمة قبل أن تتحرك الدولة نفسها، وتجسد أيضا في التضامن الواسع جدا للريفيين في أوربا وبأشكال مختلفة، وهذا ما رأيناه يتكرر أيضا في انتفاضة ايث بوعياش بأسلوب وطريقة أخرى. وثانيهما هو أن المخزن بات يعلن صراحة تخوفه من الدور السياسي والإعلامي المتزايد للمهاجرين بأوربا.
فمن خلال تتبعنا لمجريات الأحداث في علاقتها مع المهاجرين نلاحظ أمرين أساسيين، أولهما هو أن المخزن يخشى كثيرا الإعلام الدولي، وثانيهما هو أنه يخشى أيضا دور المجتمع المدني المغربي بأوربا، وهو الأمر الذي دفع به (= المخزن) للقيام بكافة محاولات الاحتواء والتحكم في المجتمع المدني المغربي الديمقراطي بأوربا عموما، والجمعيات الأمازيغية بالخصوص، وذلك في أفق أضعاف دورها عبر ضرب مصداقيتها ومشروعيتها النضالية التي تزعج الرباط ونواحيها كثيرا، سواء عبر تأسيس إطارات مدنية مشبوهة تقوم بعرقلة كل أشكال الاحتجاج المناهضة للمغرب، وعلى رأس هذه الإطارات الفاقدة للمصداقية والشرعية على مستوى المهاجرين نجد ما يسمى بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أو كذلك عبر تقديم الدعم المالي للجمعيات المغربية بأوربا( خاصة في هولندا وبلجيكا واسبانيا) تحت عناوين مختلفة، ومنها تدريس اللغة الأمازيغية.
الملاحظة الثالثة: النخبة المغربية والغياب المستمر:
من الأمور التي قد يلاحظها المرء وهو يتابع الأحداث الاجتماعية والسياسية في بلادنا، كما لاحظناها نحن أيضا، هو غياب الشبه الكامل للنخبة المغربية بشكل عام، والنخبة الثقافية بشكل خاص(= المثقفين). فإذا كان المثقف غير مطالب بالمشاركة الفعلية في الأحداث حسب رأي الدكتور محمد سبيلا، وإنما مطالب فقط بتحليل تلك الأحداث ومحاولة توجيهها في الاتجاه الايجابي ( انظر كتابه " في تحولات المجتمع المغربي)، وإذا كان دور المثقف أيضا هو قول الحقيقية؛ أي سرد الوقائع الخافية، وشرح الدوافع المبطنة للمواقف والإجراءات، وبالتالي على المثقف أن يقوم بإظهار الأمور على غير ما تبدو عليه للعامة حسب رأي الكاتب السوري بو علي ياسين ( انظر " على دروب الثقافة الديمقراطية" ص 192-193 ) فإن المثقف المغربي عموما، والمثقف الأمازيغي/ الريفي غائبا عن مسرح الأحداث التي يشهدها المغرب عموما والريف خصوصا، فإذا استثنينا قلة قليلة جدا من الكتاب، وهم لا يتعدون أصاب اليد الواحدة قد لا نجد لهم اثار يذكر فيما يحدث من الأحداث في بلادنا، ومنها الأحداث الأخيرة في ايث بوعياش، فما هو سر هذا الصمت ايها المثقفون؟.
للتواصل: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.