لم يكد أحد قياديي حركة 20 فبراير بطنجة ينهي تحذيره للنظام القائم بالمغرب -من كون استمرار عناصره في محاصرة ساحة التغيير ببني مكادة، قد يدفعهم إلى التفكير بجدية في إمكانية رفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام في قادم الأيام- حتى بدأت حناجر جموع المتظاهرين تصدح فضاء البوغاز بشعارات حماسية وثورية، تصب جميعها في اتجاه شعار السنة بامتياز (الشعب يريد إسقاط النظام) بكل ما يحمله الشعار من دلالة رمزية وحمولة سياسية. ويعتقد المتظاهرون –الذين قُدر عددهم بالآلاف حسب إحصائيات الحركة- أن دأب العناصر الأمنية على تطويق ساحة التغيير في المسيرات الخمس الأخيرة، دفعهم إلى إعادة قراءة الوضع من زوايا متعددة، حتى تمور في أذهانهم استراتيجيات جديدة، قد تساعد على شحذ همم المزيد من أحرار ساكنة طنجة، وتنزل بهم إلى الشارع العام من أجل الدفاع عن حقوقهم وتحصين مكتسباتهم. ومن بين الاستراتيجيات الجديدة التي ارتأت لدى شباب العشرين، تغيير مسار المسيرة واختراق مزيد من الأحياء الشعبية، حتى تستأنس مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية مع الحراك الجماهيري الذي يدخل شهره السابع. وهكذا جابت المسيرة أحياء جديدة ك "الجيراري"، "العودة"، "السعادة"...الخ رُددت خلالها عشرات الشعارات ذات الطابع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي. وقد كان لافتا خلال المسيرة توجيه عدة رسائل ضمنية إلى رأس النظام بالمغرب من قبيل (هو ساكن فالقصورة.. والأمة عايشة مقهورة).. كما رفعت لافتات مكتوبة باللغتين الأمازيغية والعربية تدعو إلى إحداث صندوق للتعويض عن البطالة، يستفيد من منحه العاطلون عن العمل الذين يبحثون عن فرص الشغل ولا يجدونها. كما طالب المتظاهرون برفع قيمة المنحة بالنسبة للطلبة حتى تلائم غلاء الأسعار وارتفاع السومة الكرائية. ولم يُخف ذات المحتجون تجديد الدعوة إلى إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، وعلى رأسهم المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية. وتجدر الإشارة إلى أن المسيرة التي انطلقت من أمام ساحة التغيير على الساعة الخامسة بعد الزوال، وانتهت بكلمة ختامية في ساحة "دار التونسي" على الساعة السابعة والنصف، عرفت حضور عدد من وسائل الإعلام الأجنبية التي رافقت المسيرة من ألفها حتى يائها، وهو ما يوحي على أن عاصمة البوغاز ما زالت تستأثر بمزيد من الاهتمام الإعلامي على اعتبار ريادتها في قيادة الحراك الشعبي، على الرغم من القمع متعدد الأشكال الذي تُجابه به من طرف عناصر النظام.