عادت شوارع طنجة لتكتظ بالمحتجين في موعد فبرايريي جديد اختار له شباب 20 فبراير شعارا يذكر بالشعار المركزي الذي رفعته الحركة منذ خروجها للشارع أواخر فبراير الماضي ، "نضال مستمر من أجل إسقاط الإستبداد والفساد". وبدا المشهد مألوفا في ساحة التغيير بالحي الشعبي بني مكادة ،بعدما أحكمت قوات الأمن سيطرتها على كل منافذ الساحة،في الوقت الذي بدأت فيه جموع المواطنين الذين لبوا نداء التنسيقية الداعمة لحركة 20 فبراير وكذا نداء الشباب الذي دعا ساكنة المدينة إلى المشاركة الفاعلة والمسئولة في الموعد الاحتجاجي ليومه الأحد 25 شتنبر بالتقاطر على الساحة في حدود الرابعة والنصف مساء. وبعد ذلك بنصف ساعة التحقت مسيرات الأحياء التي قدمت من مناطق مختلفة بالمدينة بالوقفة المركزية بساحة التغيير لتنطلق المسيرة بعدها دون مشاكل تذكر، ودون تسجيل أي احتكاك مع رجال الأمن. هذا وقد سجلت عودة مسيرات الأحياء بعد غياب طويل نسبيا حيث كانت فيما مضى تشكل العامل الحاسم في إنجاح المسيرات وضمان الزخم الجماهيري لها. الانضباط التنظيمي وكذا الالتزام بشعارات تترجم مطالب الحركة كانت السمة البارزة لمسيرة أريد لها أن تعيد للحركة الشبابية هيبتها ونفوذها الجماهيري، حيث حضرت الشعارات المطلبية المعتادة ،كما ندد الشباب بالمؤسسات الحكومية التي اعتبروها مزورة ودعوا عموم المواطنين لمقاطعة الانتخابات التي لا طائل تحتها كما عبرت عن ذلك الشعارات المرفوعة "يا مغربي يا مغربية، الانتخابات عليك وعلي مسرحية". المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة الحسيمة بعد التدخل الأمني الذي سجل في حق معطلي فروع التنسيق الإقليمي بالحسيمة هذا الأسبوع،كانت حاضرة لدى شباب 20 فبراير حيث رفعوا شعارات تضامنية مع المعطلين واستنكروا المقاربة الأمنية الصرفة التي ينهجها "المخزن" في معالجته للأزمات. المسار الطويل للمسيرة الذي انتهى عند ما يعرف ب "سور المعاكيز" كان فرصة لشباب الحركة لاختراق العديد من الأحياء الشعبية والشوارع ما جعل أعداد المتظاهرين تتضاعف باستمرار لتعد بعشرات الآلاف،حيث قدر أحد أفراد اللجنة التنظيمية العدد ب 100 ألف مشارك، وهو رقم لطالما سجلته مسيرات الحركة بالمدينة بل وتجاوزته في مناسبات عديدة. المسيرة مرت في أجواء عادية غابت عنها العناصر الأمنية وحضرت فيها أعلام سورية بكثافة وكذا الشعارات المؤيدة للحراك الشعبي السوري ، كما سجلت حضور كل أطياف المجتمع بمختلف أعمارهم ،إلى جانب الأطراف السياسية التي دأبت على الخروج في مسيرات 20 فبراير (الإسلاميون ، اليسار و الأمازيغ ،...). البيان الختامي للمسيرة تمت تلاوته من طرف احد شباب الحركة ومما جاء في أنه وعلى أساس "تردي الأوضاع السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، حيث فشل لسياسات الدولة في تدبير الملفات الاجتماعية والاقتصادية، نتج عنه وصول مجموعة من المؤسسات إلى الإفلاس والباب المسدود" فان حركة 20 فبراير حسب البيان تجد نفسها في " قلب الصراع من أجل تحقيق تطلعات ومطامح الشعب المغربي المتمثلة في إفراز مؤسسات ديمقراطية وشعبية" كما عبر البيان عن ادانة الحركة ل "النهب المستمر والمكشوف للمال العام من أراضي ،رمال،غابات، ثروات بحرية التي تطال مدينة طنجة وبتواطؤ مع السلطات المحلية" وطالب ب"إطلاق سراح معتقلي حركة 20 فبراير وكافة المعتقلين السياسيين ببلادنا " الى جانب دعوته ل"تمتين وتصليب العمل الوحدوي والتصدي لكل محاولات إجهاض نضالات الشعب المغربي" وسجل البيان أن "الحلقة المركزية في نضالات الشعب المغربي في الفترة الراهنة تتمثل في تركيز النضال من أجل إسقاط الاستبداد والاستبداد".