قطعت حركة 20 فبراير مع شعاراتها السابقة المطالبة بالإصلاح من داخل مؤسسات النظام لترفع شعارات جديدة شبيهة بتلك التي ترفع في الثورات العربية في كل من سوريا وتونس ومصر واليمن. ونزل محتجو الحركة أول أمس الأحد بقوة في أكثر مدينة مغربية، حيث قدر عدد المتظاهرين بأكثر من 40 ألف شخص. وعرفت الشعارات خلال هذه المسيرات نوعا من التصعيد غير المسبوق، هاجم فيها المحتجون رموزا في الدولة وشخصيات محسوبة على المحيط الملكي ورئيس الحكومة ومنتخبين، بل إن بعض الشعارات هاجمت النظام، فيما لم يسجل أي استخدام للقوة من طرف قوات الأمن التي ظلت تراقب الوضع عن بعد. ولم تخل مسيرة الدارالبيضاء من محطات فنية ساخرة لجأ فيها محتجو الحركة إلى الاستعانة بثلاثة حمير امتطاها ثلاثة أشخاص بأقنعة ترمز إلى شخصيات نافذة في السلطة تم تكبيل أيديهم، في إشارة إلى أن هؤلاء يجب اعتقالهم وتقديمهم إلى المحاكمة. وكان ملفتا للنظر استقبال المسيرة من طرف بعض ساكنة المدينة القديمة بالتمر والحليب. وشارك في المسيرة، التي دأبت حركة 20 فبراير على تنظيمها كل يوم أحد، أعضاء من الحزب الاشتراكي الموحد والنهج الديمقراطي والطليعة وأعضاء من جماعة العدل والإحسان. كما عرفت مشاركة عناصر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية المعطلين وأعضاء من الاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى أعضاء من الحركة الثقافية الأمازيغية وعدد من السلفيين. وسجلت مسيرة 18 شتنبر بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء عودة عدد من الوجوه المؤسسة لحركة 20 فبراير، والتي خلقت نوعا من التوازن مع هيمنة الوجوه المحسوبة على جماعة العدل والإحسان، وكذا عودة الفنان الساخر أحمد السنوسي المعروف ب«بزيز». كما كان ملفتا للنظر إعطاء الكلمة لعدد من شابات الحركة اللواتي عُدن لامتطاء ظهر «الهوندا» وترديد الشعارات. كما تميزت مسيرة الدارالبيضاء بانضباط تنظيمي، قال المنظمون إنه كان مطلوبا أكثر من ذي قبل، نظرا لطبيعة الأزقة والشوارع التي اجتازتها المسيرة. وكان اعتقال «الحاقد» فنان «راب» الحركة حاضرا بقوة في شعارات المتظاهرين، الذين طالبوا بإطلاق سراحه، معتبرين بأن اعتقاله انتقام من الحركة. تجدر الإشارة إلى أن فبرايريي الدارالبيضاء كانوا قد نظموا مساء السبت الماضي وقفة احتجاجية تحولت إلى مسيرة، في حي عكاشة الذي يسكن فيه «الحاقد». وبمدينة طنجة، جددت تنسيقية حركة 20 فبراير مظاهراتها، حيث سار عدة آلاف في مظاهرة انطلقت من حي بني مكادة الشهير، ورددوا شعارات ثورية. وكانت المظاهرات المطالبة بالتغيير توقفت في طنجة منذ الأيام العشرة الأخيرة من رمضان وما بعد عيد الفطر، قبل أن تستأنف، قبل أسبوع، من نفس المكان الذي كانت تنطلق منه، وهي ساحة التغيير في بني مكادة. وحسب مراقبين، فإن حجم المتظاهرين كانوا بالآلاف، وساروا في عدد من شوارع المدينة، فيما لوحظ تأهب أمني في مختلف مناطق المدينة تحسبا لأي مواجهات محتملة بين المتظاهرين والأمن. ولوحظ أن جزءا من المتظاهرين رفعوا سقف شعاراتهم ورددوا شعارات نارية ضمنها شعار «بني مكادة.. التغيير أو الشهادة»، فيما لم يسجل أي تدخل أمني. وأحدثت الشعارات الجديدة في مظاهرات طنجة جدلا بين الداعين إلى استمرار المناداة بسقوط الفساد، والداعين إلى رفع شعارات «أكثر قوة». ورفع المتظاهرون أعلام بلدان نجحت شعوبها في إسقاط الأنظمة أو التي تقوم بانتفاضات ضد الأنظمة، مثل الأعلام الليبيبة والبحرينية والتونسية والمصرية والسورية واليمنية. أما في سطات، فقد نظمت التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير تظاهرتها تحت شعار «سطات تصرخ وتستغيث»، حيث انطلقت من ساحة القصبة الإسماعيلية المتاخمة لضريح بويا لغليمي، لتجوب شارع الحسن الثاني وتصل في النهاية إلى قصر البلدية. وردد شباب الحركة أثناء المسيرة شعارات تحث على مواصلة النضال حتى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتندد بالفساد وتطالب برحيل رموزه (الشعب يريد إسقاط الفساد) وبحل الحكومة والبرلمان وإقرار دستور ديمقراطي وملكية برلمانية. وندد المحتجون بالارتفاع الصاروخي لمجموعة من المواد الاستهلاكية الضرورية وارتفاع مصاريف الماء والكهرباء موازاة مع الوضع المادي المزري والدخل المحدود لمعظم المواطنين بالمدينة (علاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا). وحمل شباب الحركة شعارات تطالب بالسكن اللائق(واك واك على شوهة.. الفيلا والبراكة). كما طالب المحتجون بتعليم تتكافأ فيه الفرص (الحكومات مشات وجات والحالة هي هي.. عييتونا بالشعارات.. أولاد الشعب الضحية)، مشيرين في الوقت ذاته إلى مشاكل الدخول المدرسي من خلال ارتفاع ثمن الأدوات المدرسية (أش من تعليم بالمجان والأدوات بالثمن). أما في وجدة، فقد تم تسجيل انسحاب يوسف أكويرار، أحد قيادي حركة 20 فبراير بتنسيقية وجدة، ليلتحق بشبيبة الحركة الشعبية. وجاء قرار التحاق أكويرار بالحركة الشعبية ثمرة جلسات عديدة جمعته بقياديي فرع حزب الحركة الشعبية، البرلماني لخضر حدوش المنسق الجهوي للحركة، ومحمد الهيلالي، عضو المجلس الوطني وعضو المجلس الإقليمي، اللذين تمكنا من إقناعه بالالتحاق بحزب السنبلة، كانت آخرها جلسة بمدينة الناظور حضرها عزيز الدرمومي الكاتب العام لحزب الحركة الشعبية وممثلون عن الشبيبة الحركية. ويواصل قياديو فرع الحركة الشعبية بوجدة عملهم من أجل استقطاب أعضاء تنسيقية 20 فبراير حيث المفاوضات جارية، ومن المنتظر أن يلتحق عدد منهم بالحركة، حسب ما أكده أحد المسؤولين في حزب السنبلة.