تسبب ظهور أعداد كثيرة من الحشرات التي تعشش في الاشجار الصمغية بجماعتي كتامة واساكن منذ الشهر الماضي في كثير من المعاناة للفلاحين وساكنة المنطقة، حيث يؤدي سقوط يرقات هذه الحشرات من الأشجار إلى إفراز غبار يؤدي لمسه لجلد الانسان إلى حساسية مفرطة، ورغبة كبيرة في " حك الجلد "، وأدت هذه الوضعية إلى إصابة العديد من ساكنة الجماعة المذكورة بأمراض الحساسية الجلدية، كما تتسبب للآخرين في أمراض التنفس، كما تصيب الأطفال الصغار بحبيبات صغيرة واحمرار شديد على مستوى اليدين والأطراف، وقد أدت هذه الحالة إلى إطلاق فلاحي المنطقة لصرخات احتجاج مدوية لدى السلطات المحلية، الاقليمية، والصحية والمياه والغابات قصد التدخل العاجل لانقاذ ساكنة هذه المناطق من مخاطر الاصابة بأمراض جلدية لازالت تجهل لحد الساعة شدة خطورتها على جسم الانسان." لمجرد أن تسقط حشرات تشبه ديدان من الاشجار حتى تبدأ في فرز غبار رقيق يسبب أمراض جلدية للانسان لمجرد لمسه للجسم "، ويضيف آخر " كانمشيو حتى لمركز اساكن عند الطبيب وكيعطينا دوا ولكن "البربور " كثر في الغابة هو لكيحمرلنا الجلد ديلنا "، مواطن آخر من الساكنة أكد للجريدة " أن السبب في هذا الانتشار الغريب " للبربور " يعود لغياب عملية رش الأدوية بغابات المنطقة التي لم ترى النور منذ أزيد من سنتين "، وأضاف " أن السنوات التي تعالج فيها الغابات بالأدوية لا تعرف انتشار هذه الحشرات ". كانت هذه جزء من تصريحات الفلاحين وساكنة دواوير: تمدا، اغمض، أزيلا، كريحة التابعين لجماعة اساكن في إطار تعليقهم على محنتهم مع الأمراض التي يعانونها جراء هذه الحشرة التي أدى تكاثرها داخل الغابة بشكل كبير إلى تهديد صحة وسلامة المواطنين بالجماعة المذكورة، وحسب مصدر طبي فإن عدم رش الأدوية بغابة اساكن وبالغطاء النباتي للمنطقة منذ أزيد من سنتين تسبب في ظهور هذه الحشرة بتلك الأعداد، والمطلوب الآن تضيف المصادر القيام برش الغابة المجاورة للساكنة بالأدوية لتفادي وقوع مضاعفات أخرى على صحة المواطنين.وحسب مسؤول إدارة المياه والغابات بالحسيمة فإنه توصل يوم 30 مارس 2011، بمراسلة من الطبيب رئيس الدائرة الصحية باساكن يخبره فيها بوجود حشرة تتسبب في أمراض جلدية للسكان، وأضاف ذات المسؤول أنه قام بإحالة الرسالة على والي الجهة يوم 5 أبريل 2011 قصد التدخل لدى المصالح المختصة لمعالجة انتشار هذه الحشرات معتبرا أن مصلحة وقاية النباتات التابعة للشاون لم تنفذ خلال السنة الجارية وحتى الماضية برنامجها السنوي المتعلق برش الأدوية على الغابات والأشجار، وأضاف ذات المسؤول أن يرقات شبيهة بدودة القز تعشش على أغصان أشجار الأرز والاكليبتوس الموجودة بالغابة ( الأشجار الصمغية )، وأثناء دورة حياتها وقبل أن تتحول لفرشات ليلية طائرة تسقط من أعشاشها بالأشجار على شكل ديدان ويؤدي سقوطها إلى إفراز غبار يسبب في حساسية جد مفرطة لجلد البشر خاصة الأطفال الصغار حيث تملأ أجسامهم بقع حمراء، ورغبة شديدة في حك الجلد، كما تسبب هذه الحشرة التي تعشش في الأشجار السمغية كالارز والصنوبر في أضرار وأمراض بليغة للغطاء الغابوي.العديد من ساكنة دوار أزيلا التابع لجماعة اساكن أكدوا للجريدة أن نفس الحشرة المنتشرة بكثرة بالمنطقة تسمى باللهجة المحلية " البربور "، وأصبحت تشكل بسبب اتساع حجم انتشارها مصدر قلق بالنسبة لأهالي المنطقة بسبب أمراض الحساسية الجلدية التي تلحقها بمن يتعرضون لافرازاتها، غالبية المتضررين من النساء العاملات بالحقول أو أولائك الذين توجد الأشجار بالقرب من منازلهم، يؤكد أحد ساكنة المنطقة للجريدة أن المواطنين عانوا خلال الشهور الماضية من الأمراض التي تسببها حشرة "البربور" غير أن غالبيتهم يرفضون نشر الأدوية على الأشجار في الوقت الراهن مخافة تسمم مزروعاتهم وأشجارهم المثمرة.العديد من الأطفال وتلامذة المدارس شرحوا للجريدة أسباب الاحمرار الذي يملأ أجزاء من أجسامهم خاصة اليدين والرجلين حيث أكدوا جميعهم أن سببه إفرازات تلك الحشرة التي أصبحت تكسوا كل أشجار المنطقة المترامية بجماعات اساكن وكتامة وبني بونصار. وفي اتصال أجرته جريدة " الأحداث المغربية " بمندوب الصحة بإقليم الحسيمة أفاد بكون الحشرة التي تسبب في أمراض جلدية للمواطنين مصدرها الغابات التي تكسوا منطقة اساكن والجماعات المجاورة وأضاف ذات المسؤول أنه لمجرد توصله برسالة من المركز الصحي باساكن حول انتشار مجموعة من الأمراض الجلدية بين ساكنة المناطق المذكورة قام مباشرة بمراسلة والي الجهة لاتخاذ الاجراءات اللازمة بشأن انتشار هذه الحشرة مؤكدا على أن إدارته ماضية في إيجاد الحلول الطبية للمرضى ضحايا هذه الآفة.