في حادثة حريق مروعة شهدتها منطقة أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسل ليلة الجمعة، أقدم شاب مغربي بدون وثائق إقامة يدعى يونس، ويبلغ من العمر 20 عامًا، على إنقاذ حياة 12 شخصًا. واندلع الحريق في مبنى سكني مخلفًا دمارًا كبيرًا وأسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص، فيما أنقذ آخرون بفضل شجاعة عدد من الجيران، وعلى رأسهم يونس، الذي لم يتردد في المخاطرة بحياته لإنقاذ من كانوا محاصرين. يروي يونس تفاصيل اللحظات الأولى للحادث، قائلاً: "كنت جالسًا مع أصدقائي وفجأة سمعنا صوت انفجار قوي، تلاه حريق هائل بدأ ينتشر بسرعة. صعدنها إلى نوافذ صغيرة وسحب الناس منها. بعدها، لاحظنا وجود آخرين عالقين في طوابق أعلى بسبب الدخان الكثيف، فقمنا بوضع السلم على الجانب الآخر وتمكنت من تسلقه لإنقاذ رجل دون الدخول إلى الشقة". وحسب الصحافة البلجيكية فورغم تعرضه لحروق من الدرجة الثالثة في يديه، أظهر يونس بطولة نادرة بتمكنه من إنقاذ عدد من الأشخاص، بينهم محمد، أحد الناجين الذي قال: "كنت نائمًا عندما أيقظني صديقي وهو يصيح 'حريق، حريق'، وكان الدخان يملأ شقتي. توجهت إلى النافذة ورأيت شخصًا ساعدني على الخروج". وسرعان ما تدخلت فرق الإطفاء البلجيكية لتكتشف انتشارًا كثيفًا للدخان وتصاعدًا للنيران في درج المبنى، فيما اقتصرت الأضرار على الدخان دون أن تمتد النيران إلى باقي الشقق، وخلال عمليات البحث، عثر رجال الإطفاء على جثث ثلاثة أشخاص: اثنين منهما عند الدرج في الطابق الأول، وواحدة عند مدخل شقة في الطابق الثالث. ولا تزال أسباب الحريق مجهولة، حيث أمرت النيابة العامة بتعيين خبير في الحرائق وطبيب شرعي للتحقيق في ملابسات الحادث.