مع اقتراب فصل الصيف، تتحول وجهة أنظار الجالية المغربية المقيمة بالخارج نحو وطنها الأم، حيث يستعد العديد من المهاجرين لقضاء عطلتهم الصيفية بين الأهل والأصدقاء. ولكن هذا العام، وكباقي السنوات يسجل ارتفاع ملحوظ في أسعار تذاكر البواخر التي تربط بين الموانئ الإسبانية والمغربية، ما أثار موجة من التذمر بين صفوفهم. وتشكل هذه الرحلات البحرية الوسيلة الأساسية للتنقل بين إسبانيا والمغرب بالنسبة لعدد كبير من أفراد الجالية، حيث تُعد البواخر خيارا مفضلاً بسبب تكلفتها المعتدلة مقارنة بوسائل النقل الأخرى، بالإضافة إلى قدرتها على نقل السيارات الشخصية، مما يسهل تنقل العائلات وأمتعتها. و شهدت أسعار التذاكر ارتفاعا كبيرا، حيث اعرب العديد من افراد الجالية عن استيائهم من هذه الزيادات غير المبررة، والتي تأتي في وقت يعاني فيه الجميع من تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية. وقد أرجع بعض الخبراء في قطاع النقل البحري هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها زيادة تكاليف الوقود، وارتفاع الطلب مع اقتراب العطلة الصيفية. ولكن رغم هذه التبريرات، يظل الشعور بالإحباط والغضب سائداً بين صفوف المغاربة المقيمين بالخارج. ودعا العديد من أفراد الجالية إلى تدخل الجهات المعنية سواء في المغرب أو إسبانيا، بهدف وضع حد لهذه الزيادات وتحقيق التوازن بين العرض والطلب. كما طالبوا بضرورة توفير عروض وتخفيضات خاصة بالجالية المغربية، لتسهيل عودتهم إلى وطنهم لقضاء العطلة الصيفية. وتجدر الاشارة ان مؤسسة محمد الخامس للتضامن اطلقت النسخة الرابعة والعشرين من عملية "مرحبا" لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج ابتداء من 5 يونيو الجاري وإلى غاية 15 شتنبر المقبل. وذكرت المؤسسة، في بلاغ لها، أنها قامت بإطلاق عملية "مرحبا" بمختلف نقط الاستقبال داخل المغرب وخارجه بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لمواكبة ومساعدة أفراد الجالية أثناء مرحلتي الوصول والعودة من وإلى المغرب، وذلك بموازاة مع باقي الترتيبات والتدابير المتخذة من قبل الأطراف المتدخلة في تنفيذ العملية. وأضاف المصدر ذاته أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تقوم بتنفيذ وتنسيق هذه العملية، تشكل الواجهة الأساسية للتواصل مع أفراد الجالية، مشيرا إلى أن المؤسسة قامت بفتح أربعة وعشرين (24) فضاء للاستقبال "مرحبا"، تقدم من خلالها خدمات المساعدة الاجتماعية والرعاية الطبية. وسجل البلاغ أنه تم، داخل المغرب، تشغيل 18 فضاء للاستقبال بكل من موانئ طنجة المتوسط، وطنجةالمدينة، والحسيمة، والناظور، وبمطارات الدارالبيضاء محمد الخامس، والرباط سلا، ووجدة أنجاد، والناظور العروي، وأكادير المسيرة، وفاس سايس، ومراكش المنارة، وطنجة ابن بطوطة، وبباحات الاستراحة طنجة المتوسط، والجبهة، وتازاغين، وسمير المضيق، وكذلك بمعابر باب السبتة وباب مليلية. أما خارج التراب الوطني، يتابع المصدر نفسه، فتتواجد مراكز الاستقبال "مرحبا" الستة على مستوى الموانئ الأوروبية: جنوة بإيطاليا، وسيت ومرسيليا بفرنسا، وألميريا، والجزيرة الخضراء، وموتريل بإسبانيا.