تعتبر منطقة الريف المغربي من بين المناطق المغربية الأكثر ثراءا من حيث الحمولة الأخلاقية و التاريخية اعتبارا للأمجاد التاريخية الكثيرة التي سطرت بدماء جميع الريفيين بدون استثناء لأحد أو إقصاء لمكون على أخر فالملحمة الريفية ملحمة جماعية تضاف الى سلسلة أمجاد الدولة المغربية عبر التاريخ و هي و إن كانت ياقوتة التاج كما يقال أو أم الملاحم في التاريخ المغربي المعاصر إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يحجب حقيقة البطولات الأخرى التي سطرت بدماء الشهداء الأبرار في كل مناطق المغرب من شمالها الى جنوبها و من منطلق هذا الإعتبار تعتبر المعارك و البطولات التي تمت فوق جغرافيا بلدنا هذا ملك لجميع المغاربة دون احتكار من أحد فبطولة الريف بقيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي هي بطولة لكل المغاربة في جميع ربوع الوطن كما أن بطولات المناطق الأخرى هي مفاخر لجميع ابناء الريف أيضا و على هذا الأساس فالريف لا يمثله أحد و ليس خاضعا لعمليات البيع و الشراء من أي طرف كائنا من كان لسبب بسيط جدا و هو أن الريف مشاع بيننا جميعا كمغاربة وفق المقدسات المعلومة لجميع المغاربة. هذه المقدمة البسيطة ضرورية جدا خصوصا و أن مناسبتها مما يشترط علينا ديباجتها و مناسبتها هي الترهات و الخزعبلات التي تروج بين الفينة و الأخرى في بعض وسائل التواصل أو المواقع الإعلامية حول أرواح مارقة تعيش خارج المغرب تحاول التشغيب على المنطقة و إستثمار رصيدها التاريخي في أغراض دنيئة أو مشبوهة مكاسب مادية و رمزية رخيصة . الريف لنا جميعا ريفيين و مغاربة : أولا لا بد من توضيح مسألة مهمة جدا و هي أن منطقة الريف لا يمثلها أحد من الأصوات المارقة التي تطالعنا به بين الفينة و الأخرى مواقع التواصل سواءا كانت اصواتا داخلية أو خارجية و أن الممثل الوحيد للمنطقة ليس سوى ساكنتها وكذا القنوات الرسمية و القانونية المتبعة ( نواب برلمان.مجالس منتخبة.و كل الهيئات القانونية الأخرى ). أما الأصوات الفردية فلا تمثل إلا هلاوسها و مصالحها الشخصية لأن الريف لم يعطي تفويضا لأحد في إحتكار تاريخه و عليه فكل صوت يتعالى خارقا لهذا الإجماع لا بد من ترتيب جزاءات قانونية عليه . ثانيا : ماذا يحتاج الريف: الريف لا يحتاج الى حناجر بقدر ما يحتاج إلى عقول و قدرات و إستثمار كل فرد لقدراته في بناء هذه الرقعة و أما مسلك الهروب و إلقاء المقذوفات الكلامية الفارغة من جغرافيات أخرى فليس سوى بضاعة للمفاليس أخلاقا و إنتماءا و عليه فالمقامرة بالمنطقة في غفلة من أهلها و هم المغاربة جميعا خيانة للوطن و لا بد من التعامل معهم على هذا الأساس . ثالثا: تفعيل القوانين و عدم التساهل في تطبيقها: لا بد أن يكون القانون صارما في ضربه لكل المحاولات التي تروم التشويش و بث الإشاعات و الأخبار الزائفة حول المنطقة و كذلك لجم كل من يطلق لسانه على عواهنه في قضايا المنطقة دون أن يكون مؤهلا لذلك .إن اعادة الإعتبار للريف لا يمكن أن يكون إلا عبر احترام القوانين و المقدسات و الإجماع المنعقد و كذا العمل من داخل القنوات و المؤسسات الرسمية المعروفة و كل المحاولات التي تسلك غير هذا المسلك فلا تمثل إلا نفسها و الريف براء منه . يجب الحذر من تلاعب السفهاء بالمنطقة و المقامرة بمستقبلها لأمور تدبر بليل على حين غفلة من أهلها كما يجب إستحضار جزئية هامة جدا يحاول المفاليس تجاوزها و هي أن الريف العزيز جزء من المغرب الأعز.