اليوم تجرأت على الدخول إلى بيتنا الواقع في بلدة بوكيدان. نزلت في الحسيمة منذ ثلاثة أيّام. فضّلت خلالها المكوث في بيت صديق مُقرب. بيتنا لم يعدُ يصلح للعيش أو المبيت. عثرت وسط كومة الأوراق والكتب، التي نجت من غزوة الفئران، على صورة قديمة تعود لسنة 1998 كما تبين الأرقام المرقونة على ظهرها. تجمعني أنا وأمّي وأختاي. أبدو في الصورة أنني كنت أبتسم كما يبتسم أي طفل في مثل عمري بسبب أو بلا سبب، آنذاك. ذكرتني الصورة بالحياة التي عشتها والحياة التي كنت أحلم بأن أعيشها. كنت أتمنى أن أكون شابّا أدرس وأشتغل في بلادي. تمنيت أيضا أن أسافر رفقة أمّي إلى مكة لأنها كانت تخبرني أنها تتمنى أن تحجّ. حلمت أن أذهب إلى أوروبا كي أعمل وأجلب لأمي الأقراط والأساور الذهبية التي باعتها من أجل أن توفر لنا الطعام، كما أخبرتني. أما الآن، فلم أعد أتذكر أحلامي بدقة. أنا الآن أجلس على عتبة باب بيتنا، أتفحص صورة القلب التي عثرت عليها، وقد تخلصت من الخوف. أي خوف؟ خوف الدخول إلى البيت الذي ترعرعت بين جدرانه. أراقب اهتزاز أغصان شجرة الزبّوج التي يرتاح فوقها عش الحمام البّري، أفكر وأحلم. تعرفون بماذا أحلم؟.. أحلم بأن تفتح أمي الباب