1- حكاية الزواج السعيد و الخطأ التراجيدي المرتكب لإجهاضه: في قديم الزمان وبعد صراع مرير مع وحش "الهمجية البدائية" والفوز بالرهان الحاسم لتقمص "الإستحقاق الحضاري" في مرحلة "فجر التاريخ".تقدم السيد المبجل "علم- حقاني" بطلب يتضمن الإقتران بيد الآنسة المحترمة "عقيدة-إيمانية" لتتكامل دورة الحضارة الإنسانية وتشع هالة الخير والسعادة بأضواءها المباركة على معظم أرجاء الظلام في الكون .وقد كان هذا التحالف بداية عهد ذهبي تكاملت فيه سلالة الإدراك البشري ومقدمة منهجية كي تتسع من خلالها دائرة الرؤية الكونية لبني البشر،بحيث أن السلام قد بدأ يعم أرجاء العالم وارتفع صراخ الموكب الإبليسي بالحنق والغضب فتوعد بالإنتقام وجر "علم- حقاني" بمعية موكبه العبقري لخدمة "تشيطن- شراني" الذي يسيل لعاب حقده كلما رأى بني البشر مبتهجون ويمرحون فأصبح الرقم الصعب في هواجسه متمركز حول معادلة تدمير الكون ليعيش البشر في شقاء أبدي. فدلفنا بخطوة استنتجنا من خلالها بأننا بصدد عيش لحظات تبلور الزواج المبارك الذي صار فاتحة الانطلاقة المثمرة من منطلق تكامل الشخصية الإنسانية المدعومة بذكاء الذهن المزود بالمعرفة العلمية ورقة الوجدان الروحي المشرق بشمس القيم الأخلاقية الممتازة و المفعم بإرادة الخير القادرة على تفعيل السلوك الحركي نحو جودة في الأفعال والأقوال.والعمل على دحض كل الشبهات المختبئة في جلابيب الشر النموذجي.ومازالت الأمور سائرة في درب الصواب لصياغة هالة السعادة المنشودة في كمالها.لكن لسوء الحظ أنه يوجد هناك دائما البطل الشرير الذي يلوث صفاء مشوار الرحلة بنقط ضعف تتدخل في اللحظة الغير مناسبة لإصابة الموقف بتأكسد الحرج ثم الإنزلاق المأساوي على سفح اللاتوقع.لقد ظهر هناك راهب يدعى"مشوش- بلا قناعات" وهو في الحقيقة كان مجرد مضارب ميتا- عقاري ينتمي زورا إلى أفراد عائلة "عقيدة-إيمانية " إذ استحوذ في الجانب الغربي من الكوكب الأرضي على معبد يدعى "مكنسة الخطيئة الكبيرة" وكان يرتاده كثير من السذج والأميين الذين صاروا ضحايا لجشعه بحيث أنه كان يقبض مبالغ مالية طائلة مقابل منحهم صكوكا لأجل محو خطاياهم ثم حجز قطعة أرضية في الآخرة لبناء منزل خاص هنالك لمن يدفع بسخاء ،للحصول في آخر المطاف على إكسير للخلود عبر تسلم رخصة مشروعة لولوج الفردوس كجائزة إلاهية مستحقة لكل من آمن بخالق الكون واتبع تعاليمه في سبيل بناء الكون وإصلاحه بالسلوك الأخلاقي الخير المناوئ لكل مظاهر الشر والفساد. ولقد قام بإشاعة هذا الخبر الرديء لدى السيد المبجل "علم-حقاني" حاشية الآنسة "تجربة- الضحالة- عقلية" بنت السيدة "علمانية- مستوردة" التي كانت تعمل جاسوسة رفيعة المستوى لدى "الجهاز المفاهيمي الأعلى للمختبر العملياتي الأمبيريقي " فأخذت أسباب الكراهية تدب في القلب الرقمي ل"علم-حقاني" إزاء زوجته "عقيدة-إيمانية" بسبب إبن عمها "مشوش بلا قناعات" الذي يستغل الدين لأجل دنياه ويبيع وعود الحق لأجل باطل الأوهام الدنيوية وجمع الثروة من السذج .و لأجل استقطاب انتباه "علم- حقاني" نحو ابنتها 'تجربة-الضحالة-حسية' وبطريقة أكثر خبثا واستعجالا مستوحاة من سحر"الفودو- ميكيافيلولوجيا" الذي اخترعه "تشيطن- شراني" لتدمير الشبكة العلائقية المنبنية على الإنسجام بين أسرة العلم وأسرة الدين اللتان تتكاملان في قاسمهما المشترك المتمثل في خدمة المصلحة العامة للبشرية. إذن فإن ملامح المؤامرة المدسوسة ،هاربة من معتقل الوضوح وبطلتها هي السيدة "علمانية- مستوردة". أخذ ت الأخيرة في تنفيذ السيناريو في أرض خصبة بسبب طفيليات آدمية تعاني من هشاشة في شخصيتها الضعيفة.استمرت في تطبيق السيناريو المدنس بتنفيذ عدة طقوس السحر الأسود المستلهم من مؤلفات"تشيطن- شراني" والتي كانت محكمة وتبدو في غاية التلقائية لكنها في العمق قمة في التعقيد والخسة.وبما أنه تم تحويل مؤشر المحبة المقدسة بشكل تنازلي لدى السيد"علم- حقاني" تجاه زوجته السيدة" عقيدة –إيمانية" بسبب انجذابه المفبرك مسبقا نحو الآنسة المتبرجة "تجربة- الضحالة –حسية" بنت السيدة الداهية "علمانية –مستوردة".كإجراء أخير لتتويج السيناريو المؤامراتي بالنجاح،سارع السيد "علم- حقاني" إلى تطليق زوجته المحبوبة وقرة عينه"عقيدة- إيمانية" انتقاما منها معنويا بسبب ذنب لم ترتكبه و كونها مرتبطة بابن عمها الذي شوه سمعتها والذي كان يخترق بصكوكه الوهمية كل قواعد المنطق العلمي المتفق عليهاوقيم الأخلاق الدينية المتعارف عليها,اكتملت لائحة طقوس الانتقام مباشرة بالزواج من آنسة الإغواء "تجربة- الضحالة –حسية".وبعدما مرت عليه بعض السنوات أخذ يحس الفرق بين العمق الرؤيوي لزوجته السابقة وضحالة الخيال لدى زوجته الحالية لأنها سطحية غبية ولا ترى أبعد من أنفها.زد على ذلك عدم تحليها بصفة الذكاء العاطفي و غياب حس الدعابة لديها،لانعدام الشعور لديها كونها باردة الاحساس صماء كالآلة ومتعلقة أقدامها بمادية الأرض ومجدها بشكل مبالغ فيه إلى الحد الذي أخذت الجذور تنبت في قدميها وتلتصق بالأرض بشكل لا يمت بصلة إلى الجمالية . وعوض التطلع من حين لآخر نحو نجوم السماء لمغادرة الروتين اليومي للتجارب الحياتية المحسوسة ،والغياب للحظة في عالم الغيب لتجديد دماء الرغبة في الاستمرار في البقاء .مع استكمال المسير نحو حصن تحمل المسؤولية الملقاة على العاتق وإرسال الرسالة الكونية في الاتجاه الإيجابي بواسطة منجنيق الجدية ، اكتفت السيدة" تجربة – الضحالة – حسية" بالدوران في حلقة مادية تثير الملل والإشمئزاز . زد على ذلك أنها أهملت عملية سقي أجنحتها الروحانية بماء تذكر الموت ،فذبلت وجفت ثم سقطت لأنها اهترأت.لم تعد تقوم بواجبها الإنساني نحو زوجها لأنها انغمست بشكل غير معقول في مختبرها العملياتي الأمبيريقي مع قعقعة الأواني والأدوات لاختبار تجاربها الحسية التافهة والتي تصاب دوما بالإخفاق وعدم تطابقها مع قوانين الطبيعة. أخذ السيد "علم- حقاني" يلاحظ هذا عن كثب فارتفع معدل السكر لديه وكاد رأسه ينفجر بسبب الإهمال الذي يتلقاه حينما يصاب بالفشل والحرج وعدم تناغم نظرياته المبتدعة مع ظواهر الطبيعة .هذا في الجانب المعرفي أما في الجانب الغجتماعي والسلوكي فإنه رأى الفرق واضحا بين رهافة الحس والعمق الرؤيوي لدى زوجته السابقة"عقيدة-إيمانية" والتي كانت تتمتع بمستوى عال من الذكاء الوجداني والسلوك الأخلاقي والدفء الشعوري مما جعله يقع في مأزق الندم لأنه أدرك أنه اقترف خطأ فادحا في ذلك اليوم الذي قرر فيه الإنفصال عنها دون استعمال عقل التفكير الرزين والحكمة الفاحصة.لقد كان هدفه هو أن ينتقم من ابن عمها الدجال"مشوش- بدون- قناعات" عبر تطليقها.فإذا هو يجد نفسه أنه بصدد هدم مستقبله ولم يكن يدري أنه باتباعه الأفعى"علمانية – مستوردة" وابنتها الغبية "تجربة-حس-عقلية"،إنما كان في الواقع ينتقم من نفسه.بحيث أصبحت لديه الآن رؤية أحادية منبعثة من عين واحدة.أصبح أعورا وأعرجا.شلت قدرة بصره ومشيه بمجرد الإحساس بالندم وتسلل وعي الضمير إليه ذات فجر في صيغة صفعة توبيخية بينما هو مسترسل في تأمل النجوم وعظمة الكون الذي خلقه الله.لأنه أدرك أن عزته وسعادته في اقترانه ب"عقيدة- إيمانية" والتي بدونها سيضيع المعنى الذي من أجله يكافح لرسم أبعاده حتى لا يصاب وجوده باللاتوازن ،لأن "تجربة-الضحالة-حسية" ليس كل لب حياته والغاية التي كان يصبو إليها مادام أن كل شيء صائر إلى الزوال في آخر المطاف حينما يتقدم الموت بمنجله ليحصد جيشا من العقول المغرورة بتجاربها الحسية وثمارها التقنية والتي سينتهي مصيرها في ركام القمامة باسم "حتمية-القدر" شاء من شاء و أبى من أبى. نعم لقد أخذ السيد"علم-حقاني" في اجترار ذكرياته السعيدة التي تم إجهاضها بسبب حمقه المستعجل لأنه لم يكن يعلم أنه بزواجه الأولي،كان يملك كنزا نادرا لأن السيدة"عقيدة- إيمانية" كانت تشكل لديه البصيرة الداخلية التي كان يهتدي بها في حالة الحرج،وكانت عينه الثانية التي كانت تضاعف بصره ورجله اليمنى التي كانت تحافظ على توازن سيره إلى الأمام.بعد تفكير جهيد أربك كل التوقعات لدى السيد"علم-حقاني" أصبح طريح الفراش مشلول الإرادة،وبما أن "تجربة-الضحالة-حسية" كانت بليدة وغبية على الرغم من جمالها الساحر،استولت أمها "علمانية-مستوردة" على كل مقاليد الأمور لتسيير "الجهاز المفاهيمي الأعلى للمختبر العملياتي الأمبيريقي " وتوجيهه وجهة رغبات خسيسة، ملهمها الأساسي هو"تشيطن- شراني" خدمة للبرنامج الإبليسي لوحش "مضاربة- حداثو-عولمية" حيث تنحصر مهمة هذا البرنامج اللعين في ضرب مصداقية " الثقافة الأم للحق والإنسانية المقهورة" و أيضا في مص دماء الفقراء والمهمشين بشتى الطرق وتحويلهم إلى عبيد للآلة العولمية الصماء عبر إقناعهم بموت "الدين قلبا وقالبا"، وانسحاب "عقيدة- ايمانية" من الميدان المعاش كي تلتزم الصمت وتترك زمام مقاليد الأمور في يد المتحجرين الرافضين لكل مبادة روحانية تدخل حجر القلوب وتطهر تلوثات الأدمغة الضحلة.و بعدما استتبت الأمور وانقادت للطاقم السلبي، أخذت السيدة"علمانية-مستوردة"بفرض وصايتها على أنصار"علم- حقاني" وتطبيق البرنامج الإبليسي بتفاصيله في كل شيء مع العمل على تقسيم كل ما هو عقلي/جسدي/دنيوي عن كل ماهو وجداني /روحي /أخروي ليتم تفعيل لعنة الفصام النكد وإفراغ عصارتها على أتباعه كي تضعف تركيبة التحالف الإيجابي.وبعدما فشلت ابنتها "تجربة –الضحالة –حسية" السيطرة عليه وجدانيا كما فعلت السيدة"عقيدة –إيمانية" .وجدت "علمانية- مستوردة" ضالتها في إغواء كل ضعاف النفوس بقشور التقدم البراقة والألوان التقنوقراطية وتحبيب النظرة الموضوعية مع إهمال الإنطباعات الذاتية للوجدان و تهميش الوحي الإلاهي بعلمه الكامل والقادر على إرشاد عقل الإنسان القاصر والمغرور بعدته المعرفية العاجزة عن تزويده بمفاتيح لفتح باب ألغاز الكون والولوج إلى غرفة الأسرار الغيبية الميتافيزيقية. اخذت "علمانية-مستوردة" في إذلال واستعباد السيد "علم- حقاني" مع توبيخه وتحقيره نيابة عن ابنتها،عقابا له على نكران الجميل للحب الأول والزواج السعيد انجرافا مع لعنة الإنفعال الانتقامي والانجذاب التافه المؤقت لكل ماهو براق علما ان كل ما يلمع ليس بالضرورة ذهبا، فبعثرت كل شيء كان موحدا،وأضفت طابع الدمامة على كل شيئ كان يتمتع بالجمالية ،خصوصا حينما همست له في أذنه وهو على سرير الإحتضار :بأن ابنه القادم من ابنته كمشروع مستقبلي ليس ابنه الأصيل، بل هو مجرد لقيط وابن زنا جاء حصيلة علاقة غير شرعية بين " تجربة –الضحالة – حسية" والدخيل المتسلل في هذه الحكاية النجسة هو "تشيطن – شراني" بلحمه وشحمه كملهم أساسي ل "علمانية – مستوردة" والتي ساعدته في ذلك وسهلت له عملية تدنيس شرف "علم –حقاني" ليصبح سليل المشروع المستقبلي لاشرعيا و ثمرة غباء "تجربة –سطحية-لاعقلانية" وإعتباطية النية الشريرة للبرنامج المتشيطن ل "علمانية – مستوردة" بإيعاز من "تشيطن – شراني" .أخذ الوجه المأساوي ل"علم – حقاني" يحن إلى ماضيه الذهبي ويبتسم له بكل مرارة وكأننا إزاء مجنون مغرم بداء النوسطالجيا والذي يتبسم في وجه الموت بكل ارتياح لأن عقدة ذنبه تجعله مقتنعا من العقاب الذي يستحقه والدين الذي يجب عليه تسديده بسبب الخطأ التراجيدي الذي ارتكبه.تسلل الحنين المرضي إلى ذاته في شكل طفيلي خفي ينهش كل مناعته المكتسبة و أخذ يقتات من كل نظرياته التي أخذت تتهاوى مع كوارث العالم ومشاكله.بحيث أن الأنصار قد سحبوا رصيد ثقتهم من بنك السيد "علم- حقاني" المحتضرلأنه أصبح عاجزا عن تأكيد مصداقية فاعليته و نفي صفة الإفلاس عن عملية تنفيذ وعوده الأمبيريقية وتحقيق مضمونها المعقلن لأولئك الذين صوتوا لصالح تقديسه وجعله في مكانة "إلاه- الكون" ووضعه في القمة على عرش المجد بعدما أعلنوا متتالية الموت : "موت الخالق"،"موت الإنسان"،"موت الزمن" أو بعبارتهم المعروفة: "نهاية التاريخ" ليبقى العلم هو الحل السحري وقارب النجاة الأخير للبشرية كي تمر بواسطته إلى ضفة الأمان وتنجو من قهقهة إبليسية على فشل السلالة الإنسانية في إنجاح مشروعها الكوني وتمرير مواقفها في الإتجاه الصحيح ،بحيث أنه هو أيضا أصبح في دائرة الإستهداف بالدرجة الأولى من طرف القناصين الحاملين لبندقيات الموت الزؤام .بعدما ساهم الكل بشكل ساخر، في تطليقه من حبه الأول ومرشدته الأبدية"عقيدة-إيمانية" الوارفة الظلال ،ذات القلب الكبير الذي يحمل في طياته أطنانا من طاقة الأمل ،الفسيحة الأبعاد والعميقة الرؤية.بمجرد انفصاله عنها بقي يتيما في سجن كبل حرية إرادته بين قضبان الضحالة السطحية المملة للغبية"تجربة-الضحالة- حسية" . وهنا بدأ الإنحدار التراجيدي والتدهور الوجودي لجبروت "علم- حقاني" ليفسح المجال لموت العلم كآخر صيحات الموت لأهم أعمدة الوجود الإنساني في عمقه الحضاري .ليعود إلى الوراء أي الارتماء في أحضان الهمجية البدائية من جديد بعد القيام بطقوس الموكب الجنائزي وتوديع حضوره لإعلان رسمي عن غيابه إلى الأبد في مثواه الأخير وفي أمنيته الأخيرة عودة "عقيدة-إيمانية " لاسترداد صولجان صولته لضبط المسار الإنساني عن الانحراف عن جادة الحق. 2- احتضار العلم وحضور جنازته المأساوية: ممنوع الضحك الجماعي...لأن الضحكة المتحدة قد تخفي في طياتها ضحكة فردانية شيطانية تقتبس دلالاتها من قاموس البكاء الوشيك وقد تعلن ضحكة الموت الساخرة...ممنوع الضحك في وقت الجد...إنها مسألة مصير مأساوي بالجملة..ومن رغب في الإنفجار ضحكا عليه بمراجعة قنبلة ذاته وإعادة توقيتها لتنفجر في حقل التفكه الملغوم عوض الانفجار وسط موكب جنائزي مهيب حيث لفظ العلم الحقاني آخر انفاس التوديع,,ذهب الإمام المدعو في رحلة الخلاص والتخليص مرفوقا بعدته الكهنوتية الرمزية.مرتديا لباس التقوى وحلة اليقين الإيماني،ليحضر جنازة ماتت فيها روح العلم بعدما عاثت "علمانية –مستوردة" فسادا في جمهورية العلم الفاضل وزرعت ألغام الكراهية الهمجية بين أبناء الثقافة الأم و أعلنت انتصار نداء الإنفصال الأخير عن "كنه الدين": ابن عم "علم – حقاني".فأشعلت نقطا ساخنة أثارت قلاقل داخلية وزلازل خارجية جعلت الكرة الأرضية سكرانة باللاتوازن وحيرانة في إيجاد عنوان "مرجعية –الخلاص" لمطالبتها بدعم لوجيستي طارئ و حلول ناجعة عاجلة قبل أن تحدث نهاية العالم.بقيت "فيزياء" أخت العلم يتيمة بعدما أدمنت رفقة"ميتافيزيقا "أخت "عقيدة إيمانية",لقد تبعثر كل شيئ ولن تجد زمنا أجمل مما كان.لقد انتهى زمن الشعر الجاهلي حيث البكاء على الأطلال كانت هي القاعدة الشرعية في قول الشعر.لكن بمجرد موت روح العلم الحقاني ،صار حراس هيكله مجرد آلات صماء ذابت ملامح حسها البشري الجميل الدافئ بمجرد الإنفصال المأساوي عن ثدي الثقافة الأم الذي كان ترضع منه حليب الغائية الحاملة لمعنى الوجود.أما الآن وبعدما تمكنت زبانية"علمانية- مستوردة" من مطاردة جهنمية لأبناء وبنات "عقيدة إيمانية" باسم محاربة "الرعب الميتافيزيقي" وخنق"رهافة الذكاء الوجداني" و أصبح الشعور بمشاعر إنسانية جريمة، وسلوك درب الخير جناية مآلها الحكم بالإعدام على كل من يمارسهما. إنقلبت معاني المصطلحات في القواميس رأسا على عقب و أصاب جهاز الترميز المنطقي تشوش مجنون.لم يعد هناك سوى أشباح مخيفة تهب عليها رياح اللعنة المشؤومة..وفي بهو الإستقبال الجنائزي،دخل الإمام فوجد هناك مخلوقا مصفر الوجه،مزعزع البنية،متمايلا في وقفته،هزيل الجسم،جلده لاصق بهيكله العظمي،مقوس الظهر،جفناه نصفهما نائم،يظهر عليه تعب شديد جدا بحيث أن الفشل يبدو كابوسا أكيدا يذوب في عينيه.والرغبة في مغادرة ساحة الحياة أصبح حقيقة لأنه بالكاد ينطق بالكلام و اصبح وجهه مشوها لتراكم التشوهات الزمنية وبسبب تحمل تبعات الأنصار المزيفين المستغلين للدين وهم أقبح النماذج البشرية المرشحة لتوظيف الدين توظيفا شيطانيا شديد السلبية. فأصبح وجود هذا المخلوق الهزيل كعدم وجوده.تقدم إليه الإمام- العالم وهو في أوج هيبته الباطنية تفوح منه رائحة مسك الجنة مرتديا لباس التقوى وحلة اليقين الإيماني الذي لا يتزعزع أمام رياح المغريات .فصافح الرجل الهالك وسأله:من تكون؟ إنك تبدو في حالة مرض يرثى له .فأجابه: أصبح إسمي"قالب الدين" بعدما كنت "قلب الدين" و"علم –حقاني "هو ابن أخي المتوفى رحمة الله عليه.ولست غاضبا عليه حينما طلق لابنتي "عقيدة-إيمانية" لأنني كنت أعلم بحيثيات المؤامرة التي جعلته فيما بعد ذلك مغلوبا على أمره،إذ كان يعمل في الإتجاه الخطأ الذي جبل لأجله.كان عليه أن يسير في اتجاه النور لكنه توغل في الظلام مع الحاشية المندسة.فقال الامام: إنني أراك يا"قالب الدين" قاب قوسين أو أدنى من الموت بحيث أنني أرى في عينيك أنك تعاني فعلا مظاهر الإحتضار.أجابه قالب الدين:إنني فعلا أعاني الإحتضار إذا لم يبادر أمثالك للتطوع بإخلاص بمساهمات تصحيحية داعمة لتقوية صحة وجودي والقيام بمبادرات إصلاحية جذرية تستأصل الجراثيم المضرة بكياني كالنفاق والرياء وحب المجد الدنيوي وعشق الثروة .ومحاولة العثور على نقط الضعف التي تتسبب في نخر صحتي.هناك عوامل عديدة تسللت إلي في شكل فيروس رمزي صامت عمل على قطع الطريق على شاحنات الدعم كي لا تقوم بإيصال عدة الدواء المنعش لحيويتي والقادمة نحو منطقتي المعزولة قسرا من طرف طاقم "تشيطن –شراني" والعامل باجتهاد في تفعيل الغايات الكبرى للبرنامج الإبليسي وتدمير الحضارة الإنسانية انطلاقا من القاعدة المسمومة " مثلث بيرمودا" حيث عرش إبليس يرسل ذبذبات إضعاف كياني و القضاء على وجودي لإفقاد البشر ذاكرة تراثي. استبد المرض ب "قالب الدين" فأخذ يسعل ويسعل سعالا مخنوقا كأنه ديك بصدد الآذان.فخاطبه الإمام بكلمة واحدة:حسنا حسنا أخبرني أرجوك من الميت الآن كي اوجه له تعازي الحارة هل أنت أم إبن أخيك "علم-حقاني"؟ فأجابه "قالب الدين" :لا إنه ابن عمي "علم- حقاني" ..تعجب الإمام:إنها فعلا كارثة عالمية.لقد أصاب الموت كل شيء بالعدوى في العالم:موت الله عند الملحدين الشيوعيين، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا،ثم موت الإنسان لدى البنيويين وموت الزمن أو كما يسمونه:نهاية التاريخ لدى عباد القطبية الواحدية للقوة الإمبريالية الوحيدة في العالم والآن ظهر موت العلم بسبب طلاقه من"عقيدة – إيمانية" والضحية التالية سيكون موت"قالبك الأجوف" بعدما فقدت "قلبك الأصيل" في سكتة غير متوقعة أصابتك عن غدر مباغت.فضاع معها جوهرك بوجودك رفقة مؤمنين مزيفين مستعدين لبيع مبادئهم لأجل حفنة من المال. ويطؤون القيم النبيلة بحذاء الأهواء الجشعة والشهوات الخليعة دون حياء... حسنا عليك باقتراح بعض الفرضيات علي كي أبدأ تحرياتي في القضية و أقترح عليك وصفة إنقاذية حاسمة. ماهو الشخص المشبوه الذي تشكك فيه بأنه يقوم بمؤامرة ضدك؟ ومع من؟ وفي خدمة من؟ومن الذي له مصلحة في انتزاع قلبك أولا؟ وتركك تموت ببطء في جلباب قالبك؟وهل يشكل حذفك المأساوي من قاموس البشرية آخر معاقل التحضرالحضاري لتعود الكرة الأرضية القهقرى أي إلى سابق عهد الصراع لأجل البقاء البدائي وابتلاع السلام العالمي من طرف وحوش بشعة ترغب في تكريس البشاعة وتحريف التذوق الجمالي للإنسانية؟ فأجابه "قالب الدين":لقد أحسست مؤخرا بتقلص مساحتي حينما تمت محاصرتي في العبادات وأماكنها فقط ولم يتم إشراكي في كل مظاهر الحياة الإجتماعو-ثقافية والإقتصادو-سياسية.إذ تم تقزيم وجودي بعدما كنت عملاقا يهابني الجميع لأنني أتقن تربية المنحرفين الجشعين و أقود القافلة البشرية نحو واحة الحضارة الوارفة الظلال وأسير بسفينة العزة و الكرامة الإنسانية نحو شاطئ الأمان السعيد ومصلحة الخير العامة.لذا فإني أوجه أصابع الاتهام إلى أبناء وأحفاد تبنيتهم في لحظات الحرج فوثقت بهم كما وثقوا بي واستجبت لنداء اسغاثتهم في أوج الكرب. سأله"الإمام المعالج" : ولماذا تأتي المؤامرة من بني جلدتك بهذه الطريقة؟ أجابه " قالب الدين":لأنهم دخلوا إلى كوخي مرغمين في حالة الشدة غير مقتنعين بي وكان الطمع النفعي الإنتهازي هو همهم ومشروعهم الأساسي في تشييد حديقة السعادة المحسوسة كملجأ للصعاليك المتمردة على الإلاهزو بعدما عالجتهم و أنقذتهم من المأزق النفسي الذي كانوا يعانون فيه مختلف صنوف العذاب النفسي والحيرة الوجودية منحت لهم السكينة والطمأنينة النفسية التي أعادت لهم توازنهم وجنبتهم الإصابة بالجنون الحتمي،علاوة على أن الدلال الذي وجدوه في حضن ابن أخي "علم- حقاني" هو الذي أفسد تربيتهم وجعل سلوكهم مزدوجا وكانوا يؤمنون إيمانا أعمى بقدراته الخارقة في تحويل الحجر إلى ذهب.الشيء الذي طمعهم هو أيضا بحلول خارقة لتأسيس فردوس أرضي بعد إزاحة كل العوائق الكوسمولوجية و الأنطولوجية و الإيبستيمولوجية والإستراتيجية التي تعترض طريق ترجمة كل المحتوى الذي يقترحه "الجهاز المفاهيمي الأعلى للمختبر العملياتي الأمبيريقي" لكنهم بمجرد لفظ انفاسه الأخيرة على سرير التحسر و فراش الإنفصال المأساوي.وبعدما زخرف أذهانهم بإغواءات الجمالية العقلانية البراقة،فإنهم بقوا مرتبكين في وسط الطريق بعدما فسد مؤشر بوصلتهم في ضبط الإتجاه الإتجاه الصحيح لأنهم كانوا يخدعونني ويضربونني بخنجر الغدر في ظهري و انا في غفلة من أمري وكانوا يحفرون في جداري كوخي كي تتسلل إليه الأفاعي بإيعاز من السيدة "علمانية –مستوردة" وهي بصدد تنفيذ الوعد الكاذب لإبليس في شخص"تشيطن –شراني" وولده اللقيط مع العاهرة "تجربة –عبيطة –الحماقات".سأله الإمام المعالج: إذن ألا تعتقد معي أنهم دسوا لك السم في الدسم وزادوا في تيئيسك عبر سلوكاتهم الرعناء التي تتناقض مع روح" قلب الدين".علي أن أقوم بدراسة الوضع بكل تفاصيله وبعد ذلك سأكون في الخدمة في اللحظة المناسبة.حاول أن تقاوم ولا تستسلم للمرض،فبلسم شفائك عندي إنشاءالله وسأحاول القيام باستعجال لصياغة تركيبته لمعالجتك بشكل فعال،فهناك كثير من المحسنين الذين سيتطوعون لإنقاذك والله متم نوره ولو كره الحاقدون.