تم خلال شهر فبراير الماضي، بإقليم بركان بجهة الشرق، اطلاق تجربة رائدة على المستوى الوطني في مجال تدبير النفايات المنزلية والمشابهة لها. وتشرف على هذه التجربة شركة التنمية المحلية "مرافق بركان" التي تتولى منذ ذلك الحين مسؤولية الخدمة الذكية لجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها بهذا الإقليم. وأحدثت شركة التنمية المحلية "مرافق بركان" سنة 2018 من طرف الجماعات الترابية الستة عشر بالإقليم من أجل تدبير مجموعة من الخدمات الجماعية من بينها تنظيف الطرق والساحات العمومية، وجمع النفايات المنزلية والمشابهة لها ونقلها إلى المطرح العمومي ومعالجتها وتثمينها. واكد القائمون على هذه الشركة ان هذه التجربة ستعزيز التدبير الجيد لخدمة النظافة وترشيد النفقات، لاسيما من خلال تخفيض نحو 30 في المائة من التكاليف المالية مقارنة بالتدبير المفوض للنفايات المنزلية والمشابهة لها. وبعد نجاح هذه التجربة الرائدة، يأمل العديد من المواطنين باستنساخها بإقليم الحسيمة، بعد ان اصبح التدبير المفوض لمرفق جمع النفايات بالاقليم من قبل شركة "بيزورنو"، يستنزف ميزانية مهمة من مالية الجماعات، المنضوية في حظيرة مجموعة الجماعات "نكور غيس"، التي تختص بتدبير مرفق جمع النفايات ومطرحها وتدبير المجزرة الجماعاتية وسوق الجملة للخضر والفواكه. وكان تقرير للمجلس الأعلى للحسابات قد كشف في تقارير سابقة حول بعض هذه الجماعات بإقليم الحسيمة، قد كشف عدة خروقات ترتكبها شركة بيزورنو" ومجموع الجماعات "نكور غيس"، نؤثر سلبا على مزيانية الجماعات المستفيدة من خدماتها. وتفرض مجموعة الجماعات والشركة المعنية على الجماعات القروية المستفيدة أداء مبالغ تتجاوز في بعض الأحيان 70 مليون سنتيم سنويا، مقابل جمع النفايات في مراكزها، وهو ما يعتبر مبلغا كبيرا جدا، ستنزف ميزانية هذه الجماعات التي تعتمد أصلا في مداخليها على حصتها من الضريبة على القيمة المضافة. ورغم حصول شركة "بيزورونو" ومجموعة الجماعات على هذه المبالغ الكبيرة، الا انهما لا تفيان بتعهداتها من حيث إعداد دراسة إحصائية وتصميم مديري حول قطاع النظافة وتوفير العدد الكافي من الحاويات لجمع النفايات ومد الجماعات بكناش التحملات وتخصيص أعوان نظافة دائمين بمركز الجماعات. وتم قبل سنوات قليلة تداول فكرة انشاء شركة للتنمية المحلية باقليم الحسيمة، من اجل تولي مسؤولية تدبير عدد من المرافق منها ، الا ان الفكرة اختفت، مما يطرح السؤال حول الجهة التي تعمل على اقبارها.