تفاقمت في الآونة الأخيرة معاناة مجموعة من تلاميذ إقليمالحسيمة المنحدرين من العالم القروي و تعالت أصواتهم و أصوات ذويهم من كل حدب و صوب واقعيا و عبر مختلف صفحات التواصل الاجتماعي و المواقع الإخبارية ، مطالبة بأحقيتهم وأحقية أبنائهم في تعليم حضوري في أحسن الظروف اسوة بتلاميذ الوسط الحضري ، نجد مطالب بتوفير النقل المدرسي من هنا و منادي بفتح دور الرعاية الاجتماعية من هناك ، لتمكينهم من حقهم الدستوري في التعلم ، و تخوفا من شبح الهدر المدرسي و هدر زمن التعلمات ومراكمة أيام الغياب و فوات الحصص الدراسية ، مما سيخلق فوارق في التعلمات بين تلاميذ الوسطين وهذا يتنافى مع مبدأ المساواة و الإنصاف و تكافؤ الفرص ، المتغنى بها دوما. و نحن على مشارف عطلة البينية الأولى نجد من لم تطأ قدمه الفصول الدراسية بعد ، تاريخيا و عبر عدة وقائع وأحداث نجد ساكنة العالم القروي هي المتضررة و الضحية الأولى و التي تؤدي ضريبة بعض السياسات العشوائية و التسيير الغير المعقلن و الارتجالي رغم رفع عدة شعارات تنموية و بذل مجهودات بتفعيل عدة مخططات لتقليص الفوارق الاجتماعية و المجالية إلا انها تبقى جد محدودة في ظل غياب إرادة جماعية حقيقية للنهوض بالساكنة القروية و متطلباتها المتزايدة والعديدة والحد من تفاقم الهشاشة في أوساطها . ومن خلال معاينة للواقع المعاش تتضح عوامل الاقصاء واستمرار معاناة ساكنة العالم القروي التي دوما تعترضها عدة صعوبات وعراقيل لولوج الخدمات الاجتماعية الأساسية من تعليم واستشفاء وتشغيل وتبقى تلك الشعارات الفضفاضة التي يرفعها بعض المنتخبين حبرا على ورق ويتم استغلال العالم القروي كورقة انتخابية موسمية لكسب ود الساكنة و حصد المقاعد لا غير ، إن تقدم و ازدهار الوطن رهين بتوفير تعليم فعال و ناجع للجيل الحالي و الناشئة في أحسن الظروف دون تمييز بين الوسطين و دون أفضلية لطرف على حساب الآخر ، لغد و مستقبل أفضل و تكوين و تأهيل مواطن متشبع بالقيم الوطنية و الدينية و الإنسانية .