انضمت هولندا إلى مجموعة من الدول الأوروبية وأساسا بلجيكا التي تطالب سلطات الرباط بالترخيص لحاملي جنسيات أوروبية من أصل مغربي بمغادرة المغرب والعودة إلى ديارهم في المهجر. ويستمر المغرب كدولة وحيدة في العالم تقريبا التي تمنع عودة المغاربة العالقين وخروج المغاربة مزدوجي الجنسية لأسباب مجهولة. وأغلق المغرب الحدود البرية والجوية منتصف شهر مارس/ آذار الماضي كإجراء لمواجهة كورونا فيروس، وتسبب القرار في بقاء المغاربة عالقين في عدد من الدول الأوروبية، كما منع المغاربة الحاملين لجنسيات أوروبية من المغادرة. وأقدمت السلطات المغربية على هذا الإجراء رغم عدم توصية منظمة الصحة العالمية به، ورغم إبقاء أوروبا حدودها مفتوحة لإجلاء مواطنيها، علما أن عدد الوفيات والإصابات في هذه الدول مرتفع للغاية مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. وأكد وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك للأحزاب وفي موقع الوزارة الإلكتروني الخميس، وجود قرابة ألفي هولندي من أصول مغربية عالقين في المغرب يرغبون في العودة الى هولندا، وأن حكومة أمستردام مستعدة لإجلائهم عبر وسائلها، لكن السلطات المغربية ترفض رفضا تاما رغم ترخيصها للأوروبيين غير المغاربة بالمغادرة طيلة الأسابيع الماضية. وكان هناك استثناء وحيد للمغاربة الحاملين أو المقيمين في كندا والولايات المتحدة. ويحتج الكثير من المغاربة المقيمين في الخارج الذين يرغبون في مغادرة المغرب لأسباب مهنية أو الالتحاق بعائلاتهم، وهم الذين توافدوا للمغرب من أجل زيارة العائلة أو لأسباب قاهرة. وكشفت عدد من السفارات الأوروبية التي كانت تعمل على تنظيم إجلاء مواطنيها أن السلطات المغربية طالبتها فقط بتنظيم إجلاء السياح والأوروبيين الذين لا يحملون الجنسية المزدوجة. ورفضت السفارات الغربية سياسة التمييز التي فرضتها الرباط، ولكنها قبلت بها مجبرة أمام الأمر الواقع. وكان وزير الخارجية البلجيكي فيليب غوفين واضحا يوم الثلاثاء الماضي في جلسة برلمانية عبر الفيديو، أن المغرب هو الذي يتحّمل هذه السياسة التمييزية وأن بروكسل لم تتعامل نهائيا بعنصرية مع المغاربة، كما جاء في بعض تدخلات النواب. وفي هذا الصدد، يقول جمال ريان رئيس مرصد التواصل والهجرة في هولندال”القدس العربي”: “المغرب ارتكب خطأ فادحاً، كان عليه منح مهلة لمن يريد مغادرة المغرب نحو الديار الأوروبية، لكنه لم يفعل عكس باقي الدول”. ويضيف: “يوجد مسنون هولنديون من اصل مغربي يرغبون في العودة الى هولندا لأسباب طبية، هناك من سيفقد عمله، هناك أطفال بدون رب العائلة لأنه سافر الى المغرب لقضاء بعض الحاجات، القرار المغربي ينقصه الحس الإنساني”. ويؤكد: “يوجد امتعاض وسط الجالية المغربية في هولندا وباقي أوروبا، وهذا سيكون له انعكاس سلبي على رؤية المغاربة لوطنهم الأصلي”. ويشدد: “على المغرب أن يشرح لماذا هو الوحيد تقريبا في العالم الذي اتخذ هذا الإجراء الذي لا توصي به أية هيئة طيبة أو سياسية”. ويجهل الأسباب التي دفعت الرباط الى تبني هذا التمييز، علما أن الأمر يتعلق بمواطنين سيغادرون البلاد للالتحاق بمقرات عملهم وإقاماتهم في الخارج. وتلتزم الرباط الصمت دون تقديم توضيحات الى المغاربة، الأمر الذي يفاقم الغضب والخنق من هذا الإجراء الاستثنائي على مستوى العالم.