في لحظة كتابة هذه السطور تكون القناة الأمازيغية «تمازيغت» قد استوفت أزيد من 6000 ساعة بث منذ انطلاقتها الرسمية، ويؤكد المهتمون بشأن الإعلام الأمازيغي أن هذه القناة قد استطاعت فعلا أن تثير الانتباه إليها ليس لتميزها اللغوي، بل لأنها اعتمدت سياسة الإنتاج الداخلي لنسبة مهمة من برامجها تفوق 70 بالمائة والتي يذكر إلى حدود الآن أنها خمسة برامج، اعتبرت متنوعة ترمي بالأساس إلى إبراز تجربة المغرب في تدبير التنوع الثقافي، هذا وبالنظر للمجهود الذي تبذله الأطر الصحافية العاملة بالقناة والتي تحاول قدر المستطاع إضفاء طابع الجدة والمهنية على البرامج، كما في الأخبار بحيث يلاحظ ذلك من خلال لمسات المتخصصين في الكتابة بحروف تيفيناغ وفي هذا الإطار يذكر أن هذه القناة استطاعت أن تلحق فعاليات اشتهرت بمهارتها وإتقانها الكتابة بهذه الحروف إلى صفوف الصحافيين العاملين بها. ويلاحظ مشاهدو «تمازيغيت» أن برامجها موزعة على عدة حلقات، وتبث شرائط وثائقية و برامج متنوعة اجتماعية، موسيقية ورياضية وأخرى موجهة للأطفال ومسابقات ومنوعات. كما تتضمن لقاءات حوارية مع سياسيين ومثقفين وممثلي المجتمع المدني وفنانين وإعلاميين ورياضيين. وتعتزم القناة من خلال هذه البرامج، التي تحظى بمتابعة مهمة، العمل حسب المتتبعين على ترسيخ الثقافة الأمازيغية ونشر قيم التفتح والحداثة والتسامح، وعلى تنمية الحوار بين الثقافات وتمكن المشاهد المغربي داخل وخارج الوطن من الإطلاع على التقاليد والعادات الأمازيغية وتتبع مستجدات الساحة الوطنية على جميع الأصعدة. وتقول مصادر عليمة إن ما يميز القناة الأمازيغية عن باقي القنوات المغربية الأخرى هو اعتمادها بالأساس على الإنتاج الداخلي( أربع ساعات من البث كلها من إنتاجها الداخلي وساعتان لبث البرامج التي تشرف عليها الشركات المتخصصة في الإنتاج والتي غالبا ما تكون ضعيفة الجودة) وهذا ما يعكس بالملموس الجهد الذي يقوم به الفريق المشرف على القناة . وصلة بموضوع الإنتاج الداخلي أفادت مصادرنا أن البرامج التي تنتج من طرف صحافيي وتقنيي هذه القناة تميزت بالجودة والمهنية مقارنة بالبرامج التي أنتجت من طرف شركات خاصة بحيث تم في العديد من المرات رفض عدة برامج لهذه الشركات بمبرر أنها رديئة ولا ترقى إلى مستوى معين من المهنية يخول لها البث عبر أمواج هذه القناة والأمر لا ينحصر عند هذا الحد، بل هناك برامج لهذه الشركات يعاد تنقيحها ما يجعل العملية تستغرق وقتا على حساب الإنتاج الداخلي. كل هذا لا يمنع أن هناك العديد من الإكرهات التي يجب مواجهتها أو بالأحرى معالجتها بحيث أوضحت مصادر قريبة من القناة الثامنة »تمازيغت« أن الوضعية داخل القناة في حاجة إلى مزيد من الاهتمام والعناية مؤكدة على ما اعتبرته اختلالا فيما يخص توزيع الصحفيين على مصلحة البرامج وكذا الأخبار، وقالت إن هذا التوزيع غير متوازن، موضحة أن هناك هيمنة للصحافيين الناطقين بالأمازيغية صنف «تاريفت» و»تمازيغيت» في قسم الأخبار وشبه انعدام للصحافيين المتخصصين في تعبير «تاشلحيت». وأضافت المصادر ذاتها أن الساكنة بالمناطق الجنوبية خاصة بسوس استنكرت ذلك والأمر لا ينحصر عند هذا الحد، بل أشارت إلى محاولات بعض الأطراف داخل القناة خلف جبهات بحيث هناك شبه هيمنة لأطراف معينة ومحاولة تهميش باقي المناطق واعتبرت ذلك محاولة تكريس الرأي الواحد في القناة وإخضاع تسييرها لمنهجية معينة. وفيما يتعلق بإمكانيات العمل ذكرت مصادر مطابقة ان هناك نقصا واضحا في وسائل الاتصال كالانترنيت مثلا خاصة في نهاية كل أسبوع ووصفت ذلك بالتضييق على السير العادي للعمل الصحفي الذي يتطلب البحث عن الأخبار والمستجدات داخل الشبكة الألكترونية. وأضافت أنه تم اعتماد رقم سري للحد من استعمال الصحافيين للهاتف، وأوضحت أن هذه العملية بشكل أو بآخر عبارة عن مراقبة ومحاسبة قبلية، وهذا ما يشكل تضييقا في حرية العمل الصحفي في نظرها. وأفادت أن مجموعة من الصحفيين والتقنيين لم تتم بعد تسوية وضعيتهم الإدارية والمادية بالرغم من أنهم قضوا أكثر من خمسة أشهر في القناة من غير أن يتوصلوا بأجورهم .