حذرت دراسة جديدة من أن التغير المناخي قد يمنع مستقبلاً المسلمين من أداء فريضة الحج بسبب الأخطار المتزايدة المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة. ولأن فريضة الحج في الإسلام لا تتبع موعداً ثابتاً حيث أنها تحدد تبعاً للتقويم الهجري القمري، فإن وقوعها في الصيف سيكون الأخطر على الحجاج، بما فيها السنة القادمة 2020 والسنوات الواقعة بين 2047 و2052 ثم السنوات بين 2079 و2086. استخدم الباحثون نموذجاً كمبيوترياً للتنبؤ بدرجات الحرارة في جميع أنحاء مكة حتى عام 2100. اعتمد فريق البحث على طريقة تعرف ب"حرارة المصباح (لمبة) الرطب": وهو مقياس لخليط الرطوبة والحرارة التي تسبب شعوراً بالإزعاج والتعرق، يمكن من حساب مدى سرعة تبخر العرق من الجسم عند درجة حرارة معينة، وذلك عن طريق ربط قطعة قماش مبللة بلمبة حرارية. في 60 % من السنوات، ستقابل درجة حرارة المصباح المبلل عتبة "الخطر" المحددة من قبل الهيئة الوطنية للطقس في الولاياتالمتحدة، عندما يأتي الحج في فصل الصيف. وحذرت الدراسة التي نشرت في دورية "جيوفيزيكال ريفيو ليتيرز Geophysical Review Letters" من أن النشاطات الخارجية في الهواء الطلق، والتي تشكل أركان الحج بشكل أساسي، قد تكون غير محمولة بسبب الكثافة العالية للجموع والحرارة، والجفاف أحياناً بسبب كون المنطقة صحراوية، والرطوبة أحياناً أخرى بسبب البحر الأحمر. منذ السبعينيات تعاني منطقة الشرق الأوسط من ارتفاع في معدلات الحرارة يقارب درجتين مئويتين فوق المعدل العالمي، وموجات حر شديدة بسبب التغير المناخي. هذه التغييرات ستشهدها مكة حتى لو تم اتخاذ تدابير جوهرية للحد من تأثير التغير المناخي، لأن بدون هذه التدابير، ستكون المخاطر أكبر بحسب ما حذر الباحثون.