لم تنل «تالا تازوكاغت» أو العين الحمراء، التي تقع بين أجدير وتازة، حظها من الاهتمام الرسمي لتصبح منتجعا سياحيا تتوفر فيه كل ظروف الإقامة المريحة، رغم شهرتها وما تعرفه من إقبال منقطع النظير من قبل مئات الزائرين من كل ربوع الوطن، يقصدونها للاستجمام والعلاج من أمراض الجهاز الهضمي والكلي. تسمية العين الواقعة بين مناظر طبيعية خلابة وجبال شامخة تسر الناظر وتزيد الموقع رونقا وجذبا، مقتبسة من أصلها الأمازيغي، وغنى مياهها التي تترك آثارا حمراء، بأيون الحديد، وفتحها شهية الشارب ومساعدته على الهضم مهما التهم من مأكولات، ميزة تتشابه فيها مع مياه والماس ناحية الخميسات. هذه المياه تصبح حمراء، ما يفسره أبناء المنطقة بأكسدتها، ناصحين باستهلاكها من المنبع لاحتوائها على غازات وأملاح ومعادن باطنية خاصة الحديد الثاني، تعتبر مواد ناجعة لعلاج عدة أمراض عادة ما تكون سبب توافد الزوار عليها طيلة السنة. حتى الحالمون بالعلاج بمياه العين الواقعة بجماعة أجدير اجزناية، لا يفوتون الفرصة لقضاء أوقات ممتعة والاستجمام وإمتاع العين بما زخرت به المنطقة من طبيعة فاتنة وخيرات فلاحية، خاصة اللوز وأنواعا مختلفة من الأعشاب الطبية والعطرية، ومجالسة أهلها المعروفين بكرم الضيافة وحسن التعامل مع الزوار. هذه العين يمكن أن تصبح مصدر إثراء ودخل لسكان المنطقة، من مختلف الخدمات المرتبطة بها من إقامة ورواج تجاري وتغذية، إن التفت إليها بالاهتمام الرسمي شبه المفقود حاليا، ما يكتشف في الطريق المؤدية إليها والمحتاجة إلى توسيع وترميم وإعادة تهيئة بشكل ييسر الولوج إلى هذه المنطقة السياحية. 85 كيلومترا من تازة في اتجاه الحسيمة عبر أكنول، تحتاج إصلاحا يوازي تطلعات السكان وزوار هذه العين الخالية مياهها من الحشرات، والواقعة بموقع سياحي يستقطب أكثر من ألفي زائر أسبوعيا من كل مناطق المغرب، دون أن يجدوا ما يحتاجونه من خدمات بسيطة عادة ما يوفرها السكان بإمكانياتهم المحدودة. العين التي سماها الملك الراحل الحسن الثاني ب»عين الرحمة»، وحيث تستقر نحو 250 أسرة تعيش من مدخول مهن مرتبطة بها، بحاجة إلى بناء منشآت ومرافق سياحية وإعادة الاعتبار إليها وإلى الطريق والبنيات التحتية بشكل يشجع الزوار على الإقامة لمدد متفاوتة أملا في إنعاش الجيوب المثقوبة.