بين مقر المعهد الإسباني ومقر مصلحة الأمن الإقليمي بالحسيمة تتواجد إحدى الأبنية التاريخية بالمدينة والمعروفة حاليا بمقر الباشوية. وهي نفس البناية التي احتضنت في فترات تاريخية الإدارة العامة الإسبانية ومقر عمالة الحسيمة من قبل أن تنتقل إلى مقرها الحالي بمدخل المدينة وتتحول إلى باشوية. ونتيجة لزلزال فبراير 2004 تم إخلاء هذه البناية نظرا لهشاشتها والتصدعات الخطيرة التي تعرضت لها. وبمبادرة من العديد من المهتمين تم اقتراح هذه البناية التاريخية كمتحف أثري للحسيمة يعكس الجانب الثقافي والتاريخي للمنطقة وتطوراتها المختلفة. وبالفعل تم عقد سلسلة من اللقاءات أفضت قبل سنتين إلى توافق نهائي على تحويل البناية إلى متحف أثري من خلال اتفاقية شراكة بين ولاية الحسيمة، الجماعة الحضرية للمدينة، وزارة الثقافة والحكومة المستقلة للأندلس التي أبدت موافقة على دعم المشروع. ومنذ ذلك التاريخ بدأ المشروع يراوح مكانه. ويخشى العديد من المهتمين في أن تقبر فكرة تحويل هذه البناية إلى متحف بعد أن تزايدت التصدعات والتشققات بجدرانها مما ينعكس سلبا على عملية ترميم هذه البناية والمحافظة عل طابعها المعماري الآني. في سياق آخر أكد مهتمون آخرون أن العديد من الجهات غير متحمسة للفكرة خصوصا أن مشروع المتحف سيتضمن جناحا خاصا بالمقاومة الريفية والمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي. إن إعادة الاعتبار لرموز،تاريخ ، فنون وعمران المنطقة يعد واجهة مهمة ومدخلا أساسيا لجبر الضرر وحلقات تاريخ وتطور المدينة يستلزم التوقف عند مرحلة مهمة من تاريخها وهو تاريخ التواجد الإسباني بالريف، والذي تعرضت وتتعرض العديد من البنايات التاريخية المؤرخة لهذه الفترة إلى الهدم والتخريب.