بعد ايام قليلة من اعلانه نية حزبه تقديم الاعتذار لساكنة الريف عن احداث نهاية خمسينيات القرن الماضي، عقد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، لقاء هاما مع السيد ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان. ويندرج هذا اللقاء حسب مصادر من الحزب في سياق استجماع المعطيات حول أحداث الريف لسنتي 1958/ 1959، وذلك تفعيلا لمضامين خطاب الأمين العام حزب الميزان بإقليم الحسيمة، ولمقررات اللجنة التنفيذية للحزب المتعلقة أساسا ب"المكاشفة والنقد الذاتي في أفق المصالحة حول أحداث الريف". وفي ذات السياق قال عادل بنحمزة القيادي في حزب علال الفاسي ان "أحداث الريف 1958-1959 لا يمكن فصلها مطلقا عن سياق الصراع السياسي، الذي أطر المرحلة من تشكيل حكومة البكاي الأولى سنة 1955 إلى إعلان حالة الاستثناء سنة 1965، وهي مرحلة لا يقتصر تأثيرها على تلك الأحداث الأليمة، ولكن تأثيرها لازال ممتدا إلى اليوم، خاصة في الإشكال المستعصي بخصوص بناء الدولة الديمقراطية". واعتبر بنحمزة اعتذار حزب الاستقلال "مبادرة سياسية تتجه لبناء المستقبل وليست لحظة لإنكاء الجراح، فالحقائق في مثل وقائع الريف تبقى في ذمة التاريخ مستعصية خارج البحث الأكاديمي الرصين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون حصيلة عمل سياسيين تفصلهم عن الأحداث سنوات طويلة". و للتذكير فإن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال سبق لها أن شكلت لجنة لاستجماع المعطيات التاريخية المرتبطة بهذه الأحداث ، وجددت بالمناسبة التأكيد على استعداد الحزب لفتح ورش المصالحة مع المنطقة وتقديم الاعتذار في حال ثبوت علاقة الحزب ورجالاته بالأحداث الأليمة لسنتي 1958 / 1959 و ذلك في أفق الطي النهائي لهذا الملف.