سارعت سكرتارية المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، إلى الرد بسرعة على دعوة إلياس العماري، الأمين العام للحزب الذي طالب بتحديد موعد قريب للدورة الاستثنائية للمجلس طبقا لمقتضيات المادة 49 من النظام الداخلي للحزب، وقررت في اجتماع لها عقد الخميس الماضي، بالدعوة إلى اجتماع الدورة الاستثنانية يوم 26 ماي المقبل. وأفادت مصادر من سكرتارية اللجنة، أنها قررت بعد التشاور مع الأمين العام، على استدعاء برلمان الحزب إلى الاجتماع للحسم في مخرجات الدورة 22، والسيناريوهات التي أعدتها اللجنة الوطنية المشكلة من ممثلي الجهات، لهذا الغرض، والتي رفعت تقريرها إلى السكرتارية، في وقت سابق. ويسود الترقب والانتظار داخل أوساط «البام»، بالنظر إلى الرهانات التنظيمية والسياسية التي تنتظر الحزب، بعد حوالي عشرة أشهر من الارتباك الذي أحدثته استقالة إلياس العماري من الأمانة العامة، وتراجعه في وقت لاحق، ما عمق أزمة الثقة بين الزعيم وعدد من القيادات الوطنية، انعكست على أداء الحزب ومؤسساته المختلفة. ويرى العديد من القياديين أن دورة 26 ماي ستعتبر مفصلا في حياة الحزب، انطلاقا من النقاش السياسي والتنظيمي الذي ستعرفه الدورة، والسيناريوهات التي ستتقدم بها اللجنة الوطنية بشأن التعامل مع استقالة العماري، وهو نقاش مفتوح على كل الاحتمالات، لأن المهم، يقول عضو في المكتب السياسي، هو الانتقال إلى حزب المؤسسات، وتجاوز مرحلة الزعيم، التي طبعت تجربة العماري، بإيجابياتها وسلبياتها. وفي الوقت الذي لم تتضح بعض التوجهات داخل المجلس الوطني، فإن ما يجمع عليه الأعضاء على الأقل في المرحلة الحالية، هو صعوبة الاستمرار في الوضعية الحالية المتسمة بالارتباك والتردد، ما يتطلب نفسا جديدا للحزب، يتجاوز مرحلة العماري، ويؤسس لتجربة المؤسسات المنتخبة بشكل ديمقراطي، مهما كان الثمن، وفرز نخب جديدة قادرة على قيادة الحزب، وإعداده لاستحقاق 2021، لتكريس موقعه السياسي المهدد بالانهيار. وأوضحت مصادر من المكتب السياسي، فضلت عدم ذكر اسمها، أن الحزب مقبل فعلا على تحول ليس بالسهل، لكنه ضروري، من أجل إعادة البناء ومراجعة التوجهات السياسية والتنظيمية، في ضوء تقييم التجربة واستحضار التحولات السياسية، ومهما كان السيناريو الذي سيقره المجلس الوطني، فإن الأمر سيتطلب شجاعة وجرأة في الانتقال إلى تجربة جديدة، تتأسس على التجديد وبناء حزب المؤسسات، وفتح التباري المؤسس على برامج بين الوجوه الطامحة إلى خلافة إلياس العماري على رأس الحزب. وفي الوقت الذي يتم الترويج لاسم محمد الشيخ بيدالله، أمينا عاما مؤقتا لقيادة المرحلة الانتقالية، والإعداد للمؤتمر الاستثنائي، ترى مصادر من المكتب السياسي أن المهمة أكبر من بيدالله، وتتجاوز مسألة الأشخاص، لأن الحزب اليوم يمر من مخاض داخلي يحتاج قيادة جماعية مؤقتة، يتم اختيارها من المجلس الوطني، بما فيها أمين عام مؤقت، لتدبير المرحلة التي تفصل عن المؤتمر، والذي يرجح عقده قبل نهاية السنة على أقصى تقدير. ولم يستبعد المصدر ذاته أن تعرف دورة 26 ماي، بعد المصادقة على استقالة العماري، وإقرار أحد سيناريوهات اللجنة الوطنية، ترشيح العديد من الوجوه لمنصب الأمانة العامة، أمثال الشيخ بيد الله وحكيم بنشماش، وفاطمة الزهراء المنصوري العائدة بقوة إلى الحزب، وعزيز بنعزوز.