بمواصلة الاستماع إلى المعتقل «محمد المحدالي» انطلقت جلسة يوم امس الجمعة، من محاكمة متهمي أحداث الحسيمة. وهي الجلسة التي تم تأخير افتتاحها إلى غاية الرابعة وعشرين دقيقة عصرا، حيث أكملت المحكمة الاستماع إلى المتهم الذي كان قد أعلن خلال جلسة يوم الخميس أنه عير مستعد لمواصلة الرد على أسئلة القاضي، بعد "انتفاضة" المتهمين اثر سؤال "واش نتا مغربي"، ما جعل رئيس الجلسة يعلن عن تأخيرها. ولأن المعتقل «المحدالي» يعمل سائق سيارة أجرة من الصنف الأول، ويتابع بتهمة تهريب قائد احتجاجات الحسيمة، فقد نفى أن يكون تورط في عملية تهريب مطلوب للعدالة، أو كان ينقل نشطاء الحراك بدون مقابل، مؤكدا أنه سائق مهني ينقل جميع المواطنين، أسوة بباقي سيارات الأجرة. وهي المهمة التي قال إن «الدولة أوكلتها له عندما منحته رخصة الثقة»، مشيرا إلى أن «من سمات المغاربة التكافل بينهم، لذلك قد ينقل - أحيانا في طريقه بعض المواطنين ممن لا يتوفرون على واجب أداء رحلة نقلهم، في إطار التكافل الذي قال إن يسود بين المغاربة». وعن سؤال وجه القاضي للمتهم المحدالي حول: «لماذا نقل الزفزافي في إحدى رحلاته»، أجاب أنه يوم 26 ماي 2017 بالفعل نقل المتهم الزفزافي من منطقة «باريو» إلى سيدي عابد، حين اتصل به زبون من أجل إيصاله إلى تلك المنطقة، وعندما التقى بناصر الزفزافي الذي قال إن مبلغا ماليا كان له، كسائق طاكسي، في ذمة الأخير، ولَم يشأ أن يطالبه به أمام الملإ، حيث قال: "حشمت نقولها ليه أمام الجميع"، فانفرد به ليحدثه، فكان أن طلب منه الزفزافي إيصاله إلى منطقة سيدي عابد.. وقد قال المتهم إنه طيلة الرحلة والزفزافي بجواره على متن سيارة الأجرة لم يعترض طريقه أحد، رغم السدود القضائية التي مر عليها، ولَم يأمر بتوقيفه أحد، رغم أن الزفزافي، إن كان مطلوبا للعدالة فهو وجه معروف ولا يخفى على عناصر الأمن التي صادفها في طريقه. وعند هذا الرد عاد القاضي ليسأل المتهم المحدالي:"شكون اللي كان معاك من غير الزفزافي"، ليرد أن المتهمة السابقة التي كانت معتقلة بدورها على ذمة أحداث الريف «سيليا»، قبل أن تستفيد، لاحقا، من عفو ملكي، كانت برفقته، لتعرض المحكمة شريطا مصورا من داخل سيارة الأجرة تتحدث فيه سيليا والمحدالي باللهجة الريفية عن محاولة توقيف الزفزافي ومطاردتهم. ولكن المتهم المحدالي الذي ظهر يتحدث مطولا في الفيديو عاد ليصرح أمام المحكمة بأن «الشريط لا يخصه»، نافيا أن يكون دليلا ضده حتى بعد حديثه في الشريط عن مطاردات هوليودية لسيارته من طرف عناصر الأمن، حيث قال إنه في التسجيل يشير إلى أن سيارته يتم ضربها، منكرا أن يكون هذا الأمر حقيقيا، مضيفا أن سيارته لم تُصْدَمْ ولَم تصطدم بأي شيء، معتبر أن «الواقع يكذب هذا الشريط».. وقد طالب الدفاع بعد استكمال عرض الشريط بإحضار مترجم لأن الحديث خلال هذا الشريط كان باللهجة الريفية، وهو ما لم يفهمه أغلب أعضاء الدفاع، كما قال أحدهم.. يذكر أن المحكمة كانت قد استجابت لطلب حضور مترجم أثناء استنطاق المتهمين، غير أنه على مدى حوالي أربع جلسات من الاستماع إلى المتهمين مازال المترجم غائبا..