عمّ ضجيج احتجاجي أحياء مدينة الحسيمة، مساء اليوم الأربعاء 21 يونيو الجاري، مباشرة بعد الافطار، عبر قرع الأواني في وقت واحد من طرف المواطنين، في شكل احتجاجي استمر لنصف ساعة، وهي الفترة التي تم خلالها أيضا إطفاء الأنوار بعدد من المنازل. وامتلأت أرصفة الشوارع ونوافذ وشرفات المنازل بمحتجّين حاملين للأواني المطبخية ضاربين عليها بالملاعق، محدثين ضجيجا جماعيا متزامنا، مع اطلاق منبهات الأصوات من لدن السيارات في الشوارع، وذلك استجابة لنداء أطلقه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على حملة الاعتقالات التي تطال شباب المنطقة، على خلفية الحراك الاحتجاجي. ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي المعروف محلياً ب"الطنطنة"، في سياق الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة بشكل يومي منذ دخول شهر رمضان، احتجاجاً على الاعتقالات التي تطال نشطاء وشباب الحراك، وللمطالبة بالافراج عنهم وانهاء مظاهر "العسكرة" في المنطقة، وفي هذا الصدد قال المستشار البرلماني نبيل الاندلوسي معلقاً على هذا الاحتجاج في أثناء تنفيذه: "الطنطنة التي تسمع في كل أحياء الحسيمة في هذه الأثناء، لدليل على أن الغضب بات جماعيا وأن المقاربة الأمنية فاشلة" مُضيفاً "الدولة في حاجة لرجال دولة لا لخدام سلطة". ويُشار الى أن الاحتجاج بقرع الأواني هو الثاني من نوعه بمدينة الحسيمة حيث سبق للحراك ان خاض في احتجاج مماثل يوم 6 أبريل الماضي. والاحتجاج بقرع الأواني أو ما يعرف ب"كاسيرولاسوس"، وما يُطلق عليه محلياً ب"الطنطنة"، هو شكل احتجاجي من أصل أمريكو-لاتيني، ويتم من خلاله التظاهر بقرع الأواني تعبيرا عن الاستياء من موقف أو سياسة ما.