أصبحت انجرافات التربة المتتالية تهدد المناطق الغربية لإقليم الحسيمة، نتيجة الترامي على الملك الغابوي والتعشيب المفرط، وهو ما تؤكده المعطيات الصادرة، أخيرا، عن الأممالمتحدة، التي تفيد أن منطقة الريف تحطم أرقاما قياسية من حيث انجراف التربة.الانجرافات تدمر الطرق (خاص) عرفت عدة دواوير في جماعة بني جميل، التابعة لدائرة بني بوفراح، وجماعتي اساكن ومولاي احمد الشريف، التابعين لدائرة تارجيست، انهيار العشرات من المنازل والمباني، شردت العديد من العائلات، نتيجة الانجرافات المتتالية للتربة، لم تستطع معها السلطات المحلية والإقليمية بالحسيمة إيجاد حلول جذرية لها، رغم أن السكان المتضررين مازالوا لحد الساعة يقطنون داخل الخيام والبراريك. تنسيقية الهيئات المدنية والديموقراطية لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية بالحسيمة، اعتبرت في تقرير لها، صدر، أخيرا، أن تدمير المجال الغابوي والبيئي بالمنطقة هو سبب مباشر في الأحداث الأخيرة، التي اعتبرته انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان واعتداء صارخا على حقوق الأجيال المقبلة، من طرف من سمتهم بسماسرة الغابة، وبعض المسؤولين المحليين، دون أن تذكر أسماءهم، مروا بالمنطقة وساهموا في محو الغطاء الغابوي، بل ساعدوا على ما وصفته بالتعشيب العدواني، من أجل فتح مجالات جديدة لزراعة الكيف المعروفة في المنطقة، وطالبت التنسيقية بمحاسبتهم، ومتابعتهم، من خلال جرد ممتلكاتهم والتحقيق في مصدرها. وبخصوص زراعة الكيف، التي أصبحت ثقافة اجتماعية واقتصادية وموردا أساسيا للآلاف من سكان هذه المنطقة، التي تشهد أكبر نمو ديموغرافي يفوق الوتيرة الوطنية بكثير، قالت التنسيقية إن الدولة عجزت كليا عن تقديم برامج واضحة وبدائل ممكنة. وطالبت تنسيقية الهيئات المدنية والسياسية بالحسيمة المسؤولين، بضرورة التدخل العاجل، من أجل احترام المجال البيئي والغابوي بالمنطقة، والإسراع في تلبية مطالب النازحين بجماعة مولاي أحمد الشريف، عبر توفير شروط إسكانهم في ظروف لائقة بكرامتهم، ومحاسبة المسؤولين عن تدمير الغطاء الغابوي بالمنطقة. الصحراء المغربية