قال عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن حراك الريف يجب قراءته قراءة دقيقة وموضوعية، مشيرا إلى أن ما نتابعه الآن هو إحدى النتائج الملموسة لسياسة التحكم في الأحزاب السياسية وإفراغ النظام التمثيلي من محتواه السياسي وقتل الوسائط السياسية. وأضاف حامي الدين في حوار مع يومية " المساء" عدد اليوم السبت 3 ماي الجاري، أن المسار الديمقراطي والحقوقي في المغرب تلقى ضربة قوية، مردفا "يمكن القول بأن هناك خدشا كبيرا تعرض له مفهوم الثقة في المسار الديمقراطي للبلاد، مما أدى إلى تحول المزاج الشعبي العام من نفسية الأمل والتفاؤل إلى نفسية الإحباط والشعور بالحكرة بعد إزاحة عبد الإله ابن كيران من رئاسة الحكومة". وتابع " اليوم لا يمكن أن نتجاهل الأسئلة التي يطرحها المواطنون حول الجدوى من المشاركة الانتخابية وهي أسئلة تخفي وراءها مناخ الإحباط والإحساس بإجهاض حلم الإصلاح بواسطة الصوت الانتخابي، مضيفا "بلادنا بحاجة إلى بناء تعاقد سياسي جديد بين الدولة والمجتمع يمكن أن يبعث الأمل من جديد في دورة إصلاحية جديدة". وكانت امينة ماء العينين المحسوبة على تيار عبد الاله بنكيران داخل البيجيدي قد اعتبرت بدورها أن ما يحدث بالريف هو من نتائج إبعاد بنكيران عن الحكومة، كما أشارت إلى أن السلطة بذلت كل جهودها لاختلاق مسيرات وهمية ضد حزب العدالة والتنمية، وها هي المسيرات الفعلية تندلع ضد السلطة. وفي رده على هذه المزاعم قال احمد عصيد ان "حراك الحسيمة انطلق وبنكيران رئيس الحكومة، ولم يقم بأي شيء لصالح السكان المعنيين، بقدر ما دعا أتباعه ومنهم السيدة ماء العينين إلى عدم الالتحاق بالحراك وعدم دعمه، وظل على هذا الموقف حتى غادر منصبه" أن "الحراك استمر لمدة سبعة أشهر ومنها الشهور الخمسة التي قضاها بنكيران فيما أصبح يسمى ب"البلوكاج"". واضاف عصيد أن "سكان الحسيمة ليسوا من أنصار حزب المصباح ولم يتكتلوا حوله قط، ويعتبره الناطقون باسم الحراك أداة من أدوات المخزن كغيره من الأحزاب الحكومية"، مشيرا أن "مدة الولاية الحكومية لبنكيران لم تعرف فقط مسيرات مفبركة من طرف السلطة ضدّ حزب العدالة والتنمية كما قالت السيدة آمنة، والتي كانت مسيرة واحدة أدانها الجميع وسخروا منها، بل عرفت هذه المدة أيضا مئات المسيرات والوقفات والأشكال الاحتجاجية ضد القرارات اللاشعبية لحكومة بنكيران، لم تكن مؤامرة من السلطة بقدر ما نظمتها النقابات والجمعيات الحقوقية والأساتذة المتدربون والأطباء والممرضون والحركة الأمازيغية والحركة النسائية والمعاقون والمعطلون والنساء السلاليات وسكان القبائل في موضوع الأرض والملك الغابوي واستغلال المناجم إلخ .. ولا ندري كيف تذكرت السيدة آمنة مسيرة واحدة من فبركة السلطة ونسيت كل هذا المد النضالي الذي لم ينقطع قط، والذي ردّ عليه بنكيران بالاستخفاف والهجاء وأحيانا بالسب والشتم".