سادت حالة من التوتر والاحتقان في عدد من المناطق باقليم الحسيمة، مباشرة بعد صلاة التروايح ليوم أمس الخميس فاتح يونيو الجاري، واستمرت الى ما بعد منتصف الليل، عقب خروج احتجاجات جديدة مُطالبة بالافراج عن معتقلي الحراك. وخرجت بمدينة الحسيمة لليلة السادسة على التوالي، حشود غفيرة بحي سيدي عابد، الذي احتضن تجمع احتجاجي صاخب، فيما منعت السلطات الأمنية عدد من المحتجين الآخرين من الالتحاق بالحي بعد أن أغلقت جل منافذه بتشكيلات من القوات العمومية، الشيء الذي حذا ببعض المحتجين الى التجمع في ساحة الباديسي، حيث تدخلت قوات الأمن هناك لتفريقهم، مما تسبب في مناوشات في عدد من الشوارع. مدينة امزورن شهدت أضخم تظاهرة احتجاجية منذ بداية حملة الاعتقالات، حيث خرجت حشود غفيرة من المحتجين الى الشارع في مسيرة قرّر النشطاء توجيهها خارج المدار الحضري للمدينة لتفادي الاصطدام مع القوات العمومية، إلا أن ذلك لم يمنع من نشوب بعض المواجهات المتفرقة التي تبادل فيها الطرفين الرشق بالحجارة. وفي مدينة بني بوعياش تدخلت قوات الامن بحي بوغرمان لتفريق تجمع احتجاجي لمجموعة من الشباب، حيث طاردتهم قوات الأمن في شوارع الحي مما تسبب في اندلاع مواجهات وتراشق بالحجارة على مستوى الطريق الوطنية رقم 2 وببعض شوارع الحي. واعترضت تشكيلة أمنية مكونة من عناصر التدخل السريع التابعة للدرك الملكي والقوات المساعدة، مسيرة احتجاجية انطلقت عشية اليوم من بلدة تماسينت في اتجاه امزورن، واغقلت السلطات الأمنية الطريق في وجه المحتجين، لتتحول المسيرة الى اعتصام دام ساعات، تخلّله افطار جماعي للمحتجين وصلاة جماعية أمام الحاجز الأمني. نفس السيناريو شهدته بلدة امنوذ، التي انطلقت منها مسيرة احتجاجية صوب بني بوعياش، قبل أن توقفها السلطات الأمنية التي أغلقت الطريق ومنعت المحتجين من التقدم صوب بني بوعياش. وشهدت مناطق اخرى باقليم الحسيمة خرجات احتجاجية ليلية، حيث خرج محتجون مُطالبون بحرية المعتقلين وتحقيق المطالب بكل من ايث حذيفة وايث قمرة وبني بوفراح وازفزافن... وكانت مناطق عدة باقليم الحسيمة قد شهدت اضراباً عاماً طيلة يوم أمس الخميس، حيث اغلقت جل المحلات التجارية والمخابز وأسواق الأسماك وغيرها من المرافق أبوابها استجابة لنداء الاضراب الذي أطلقه نشطاء الحراك.