لم يكن أحد من الشباب الذين اتفقوا في الموقع الاجتماعي (الفايسبوك)، بمدينة إمزورن مساء أول أمس الأحد، والالتحاق بساحة 24 فبرابر، لتنظيم مسيرة تضامنية مع ساكنة بني بوعياش، يعلمون أن وقفتهم الاحتجاجية ستتحول إلى مواجهات دامية، استعملت فيها الهراوات والعصي وقنابل «الكريومجين»، في الوقت الذي رد فيه المتظاهرون باستعمال الحجارة ورشق القوات العمومية وآلياتها. فمباشرة بعد تدخل العناصر الأمنية لفك تجمع لشباب «20 فبراير» والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإمزورن باستعمال العصي، حيث دخل مجموعة من الشباب الغاضب من المنع في مناوشات انتهت بمواجهات عنيفة، كان مسرحها بداية وسط مدينة إمزورن، وتحولت شوارعها إلى ميدان كر وفر بين العناصر الأمنية والمتظاهرين. وبعد حملة مطاردة واسعة شنتها العناصر الأمنية على المتظاهرين بالمدينة، انتقلت المواجهات إلى تخوم المدينة ومشارفها، خاصة بأحياء لعزيب، آيت موسى وعمر، حي القدس، التي عرفت مواجهات عنيفة استعملت فيها القوات العمومية العصي والهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ورد خلالها المحتجون بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأسفرت المواجهات التي دامت إلى وقت غروب شمس يوم أول أمس عن اعتقال 10 متظاهرين، وإصابة العديد منهم بجروح وكسور متفاوتة الحدة، وصرحت عناصر من عين المكان للجريدة، أن المحتجين المصابين يخشون اللجوء إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، وكذلك إلى المراكز الصحية مخافة أن تتعقبهم عيون رجال الأمن وتعتقلهم، فيما أكدت مصادر أخرى للجريدة، أن العديد من المتظاهرين يتم نقلهم لتلقي العلاج خارج إقليمالحسيمة. نصيب القوات العمومية من الإصابات كان ثقيلا، فبإمزورن عاينت الجريدة لحدود منتصف ليلة أول أمس جرح 22 فردا من القوات العمومية، لينتقل العدد حسب مصدر من الوقاية المدنية إلى 31 عنصرا أصيبوا بجروح متفاوتة، أربعة منهم أجريت لهم عمليات جراحية، حيث أصيب اثنان منهم بكسور في اليد وأجريت لهم عمليات جراحية، في حين أجريت عمليتان جراحيتان لاثنين من عناصر الأمن على مستوى الأنف والحنجرة، بعد أن تمت إصابتهما خلال المواجهات العنيفة التي كانت أحياء إمزورن المذكورة سابقا مسرحا لها. الأحداث التي كانت إمزورن مسرحا لها أول أمس الأحد، خلفت كذلك إضرام النار في سيارة عمومية تابعة لقوات التدخل السريع، وذلك بعد أن باغت محتجون القوات العمومية بالرشق بالحجارة، وذلك أثناء تعقبهم لفلول الهاربين من المواجهات بالهضبة المطلة على حي القدس بإمزورن. مصادر «الأحداث المغربية»، أشارت إلى إصابة العديد من عناصر القوات العمومية خلال الاشتباكات التي دارت رحاها بالحي المذكور، ولم تهدأ الأوضاع بالمدينة إلا مع حلول طلائع المساء، حيث فر المتظاهرون إلى الجبال المجاورة، وذلك في الوقت الذي ضربت فيه القوات العمومية طوقا أمنيا كبيرا على كل شوارع المدينة، كما قامت بمنع المواطنين من التجمع، كما أشارت مصادر الجريدة، إلى أن القوات العمومية قامت بتعقب المحتجين خلال الليل بالهضاب المجاورة. مباشرة بعد هدوء الأوضاع بمدينة إمزورن، اشتعل فتيل المواجهات ولليلة الرابعة على التوالي بمدينة بني بوعياش، حيث نزل العديد من المحتجين المتحصنين بهضبة بوغرمان، لمنطقة تسمى “أزرو أوجيذا “، ” واد سفتولة “، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات العمومية، التي استعملت القنابل المسيلة للدموع، والعصي والهراوات، في حين رد المحتجون بإلقاء الزجاجات الحارقة على الآليات، والحجارة على أفراد القوات العمومية، وعاينت الجريدة مساء أول أمس انتشارا مكثفا لدخان «الكريموجين» بسماء مدينة بني بوعياش، حيث يضطر السكان إلى إحكام إغلاق أبواب ونوافذ بيوتهم مخافة تسرب الغازات نحوهم. مصادر رسمية موثوقة أكدت للجريدة، على أن أوامر تم تلقيها بإنهاء حالة التوتر والاحتقان التي تعيشها المدينة، فيما أكدت العديد من الجمعيات المدنية خلال اتصال بالجريدة، على أن مباشرة مسلسل التنمية والاستجابة للملف المطلبي الذي سبق أن تقدم به المحتجون للسلطات وحده الكفيل بإعادة الهدوء إلى المنطقة. مزورن/بني بوعياش: خالد الزيتون