سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بني بوعياش على صفيح ساخن.. إصابات في صفوف المتظاهرين وإحراق سيارة أمن عدوى المواجهات العنيفة تنتقل إلى إمزورن.. إصابة 31 عنصر أمن واعتقالات في صفوف المحتجين
في تطور خطير للأحداث التي تشهدها مدينة بني بوعياش، انتقلت عدوى المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى مدينة إمزورن التي تبعد عن الحسيمة بعشرين كيلومترات. وتعود أسباب تفجر الأوضاع في إمزورن، حسب ما عاينته «المساء» في موقع الحدث، إلى تدخل القوات العمومية لمنع مسيرة وصفها المتظاهرون ب«السلمية» دعت إليها تنسيقية عشرين فبراير في الحسيمة وإمزورن مساء أؤل أمس الأحد. وأسفر التدخل الأمني عن اندلاع مواجهات متقطعة وسط المدينة، حيث عمد بعض المتظاهرين إلى رشق قوات الأمن بالحجارة قبل أن تشرع القوات العمومية في مطاردتهم في كل أحياء المدينة مستعملة الغازات المسيلة للدموع، بينما رد المحتجون برمي قوات الأمن بالزجاجات الحارقة وإشعال النار في العجلات المطاطية وإضرام النار في سيارة أمن. وشهدت أحياء القدس وأيت موسى أوعمار مواجهات دامية أدت، استنادا إلى مصادر طبية، إلى إصابة 31 فردا من قوات الأمن، أربعة منهم في حالة خطيرة، في حين أجريت عمليتان جراحيتان لعنصرين أمنيين أصيبا بجروح خطيرة على مستوى الأنف والحنجرة، وأصيب اثنان آخران منهم بكسور على مستوى اليد، فيما عاينت «المساء» إصابة العديد من المحتجين على مستوى اليد والرأس، في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات الأمن عشرة متظاهرين وأودعتهم بمخفر الشرطة بإمزورن. في نفس السياق، كانت قوات الأمن قد اعتقلت كلا من رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وأمين مالها، قبل أن تطلق سراحهما في وقت لاحق. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المحتجين كانوا قد حذروا في بداية المسيرة من تطور الأوضاع إذا ما تدخلت قوات الأمن لمنع ما أسموه ب«المسيرة السلمية»، لكن الأمور تطورت بشكل متسارع لتتحول إمزورن إلى ساحة كر وفر بين القوات العمومية والمتظاهرين. وفي ذات المنحى، استمرت شرارة المواجهات العنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين لأكثر من 5 ساعات، ممتدة بذلك حتى وقت غروب الشمس. وعاينت «المساء» الإنزال الأمني المكثف للقوات العمومية مدججة بالهراوات والغازات المسيلة للدموع؛ وظلت قوات الأمن مرابطة في المدينة حتى ساعات متأخرة من الليل. وما إن هدأت الأوضاع بإمزورن حتى اشتعل فتيل المواجهات من جديد في مدينة بني بوعياش التي تبعد عن منطقة إمزورن ب7 كيلومترات، حيث رصدت «المساء» تبادل الرشق بالحجارة بين المحتجين المعتصمين بالجبال وقوات الأمن، وفيما استخدمت هذه الأخيرة الهراوات والعصي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، قام هؤلاء برشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة. وأسفرت المواجهات عن إصابة بعض أفراد الأمن وبعض المحتجين. وقد أكد مصدر مسؤول من داخل المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة استقباله لثلاثة جرحى من صفوف المحتجين، وقال أحد المتظاهرين، في تصريح أدلى به ل«المساء»، إن «المحتجين يمتنعون عن زيارة المستشفيات خشية اعتقالهم». وفي نفس السياق، عاينت «المساء» إصابة العديد من المحتجين إصابات متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس والأرجل. وتجددت المواجهات في بلدة بني بوعياش لليوم الثالث على التوالي بين قوات الأمن والمحتجين الذين احتموا بالجبال. وكان رئيس المجلس البلدي لمدينة بني بوعياش قد فجر قنبلة من العيار الثقيل، خلال لقاء جمع الوالي بمنتخبي وجمعيات المجتمع المدني، حين اتهم أعضاء من داخل المجلس البلدي ب»التورط في الاحتجاجات التي تعرفها مدينة بني بوعياش»، بينما اتهمت المعارضة المجلس البلدي بتعطيل المشاريع التنموية بالمدينة وتأجيج الاحتجاجات. ونددت بعض الفعاليات الجمعوية، في لقائها مع الوالي، بما أسمته التجاوزات التي تعرفها المدينة والتلفظ بعبارات نابية في حق السكان. وأعلن الوالي محمد الحافي في نفس اللقاء أنه «يلتزم شخصيا بحماية المواطنين من التجاوزات»، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه «لا يمكن أن نسكت عن رشق قوات الأمن بزجاجات المولوتوف». وأردف الوالي أثناء رده على مداخلات الحاضرين أن «المواطن الحقيقي لا يقول إنه لن يدفع ثمن فواتير الماء والكهرباء كما يقول بعض المحتجين»، مضيفا أن «السكان أعلموا السلطات بأنها إن لم تتدخل «غادي يديرو شرع يديهم». من جهتها، أصدرت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية في الحسيمة بيانا طالبت فيه بإيفاد لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في هذه الأحداث، مسجلة «العديد من الخروقات التي ارتكبتها عناصر القوات العمومية التي عمدت فرقها إلى تعنيف المواطنين الأبرياء والاعتداء عليهم بالضرب وسبهم وشتمهم بألفاظ نابية، وإلى تخريب الممتلكات وتكسير أبواب المنازل،...»، كما طالبت ب«إطلاق سراح جميع المعتقلين الأبرياء، خاصة وأن الاعتقالات اتسمت بالكثير من العشوائية» حسب البيان. وفي نفس السياق، استنكر إبراهيم مومي، عضو منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، اعتقال أحد أعضاء المنتدى، مؤكدا، في تصريح أدلى به ل«المساء»، أن «قوات الأمن ترعب المواطنين وتشن عليهم حملة اعتقالات عشوائية». ودعا مومي إلى ما وصفه ب»رفع العسكرة» عن المنطقة وتحقيق المطالب الاجتماعية المشروعة للسكان، و«هي مقومات أساسية للخروج من الأزمة التي تعيشها مدينة بوعياش»، حسب قوله.