أثارت عدد من المشاريع المُعلن عنها برسم برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة "منارة المتوسط"، موجة من ردود الأفعال في اوساط المتتبعين وعموم المواطنين. وانصبت مجمل هذه الردود في انتقاد مجموعة من مشاريع البرنامج المعلن عنها لحدود الساعة، حيث اجمع عدد من النشطاء والمهتمين والمواطنين في تدوينات وتسجيلات مرئية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وكذا في النقاشات اليومية، على التعبير عن رفضهم لبعض المشاريع خاصة ذات الصبغة الترفيهية، على اعتبار انها لن تَعود بأي نفع على ساكنة المنطقة التي تزرح تحت أزمة اقتصادية خانقة. ونال مشروع الجسر المعدني المعلق الذي أعلنت وكالة انعاش وتنمية أقاليم الشمال عن انجازه في مدينة الحسيمة، حصة الأسد من ردود الأفعال و الانتقادات، وفي هذا الصدد عبّر عدد من المتتبعين على اعتراضهم عن المشروع، مؤكدين في الوقت نفسه ان اعتراضهم على هذا الاخير غير مُنْصَب على المشروع بحد ذاته بل على الميزانية الضخمة التي رُصدت له، والتي كان من الأجدر ان تُوَجّه نحو مشاريع تقدم اضافة للمنطقة وتعود بالنفع على أبنائها، مُطالبين بسحب المشروع وتحويل ميزانيته نحو مشاريع مرتبطة بالقطاع الصحي او الاقتصادي أو العلمي. وذهبت بعض ردود الأفعال الى حد تسفيه القائمين على اعداد هذا المشروع، مُتهمين اياهم بتبذير الأموال العمومية ومعاكسة تطلعات ومطالب ساكنة المنطقة، التي عبّرت في اكثر من مناسبة عن مطالبها بشكل واضح، وعن رفضها لما اسموه ب"سياسية الكورنيشات". ويُطالب عدد من المتتبعين والمهتمين بضرورة استحضار مبدأ الأولوية أثناء اعداد المشاريع التنموية، واعتماد مقاربة تشاركية من اجل الخروج بمشاريع تتماشى مع احتياجات المنطقة وتطلعات ساكنتها، مُعبّرين عن انتقادهم للطريقة التي صيغت بها مشاريع برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة "منارة المتوسط". وعلاقة بالموضوع اقترح بعض النشطاء عريضة مطلبية لجمع توقيعات المواطنين، من اجل المطالبة بإيقاف المشاريع ذات الطابع الترفيهي التي لن تفيد المنطقة بأي شيء وإعطاء الأولوية للمشاريع التي ستساهم في تحريك عجلة الاقتصاد لإخراج المنطقة من الركود الذي تعيشه، حسب ما جاء في ديباجة العريضة، التي أُعدّت من اجل توجيهها الى الديوان الملكي ووزير الداخلية ووالي جهة طنجةتطوانالحسيمة وعامل الاقليم ورؤساء كل من مجلس بلدية الحسيمة والمجلس الاقليمي ومجلس الجهة. ويُشار الى أن وكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في عمالات وأقليم الشمال، قد أعلنت في إطار برنامج "منارة المتوسط" عن انجاز مشروع بناء جسر معدني بمدينة الحسيمة، سيربط ساحة محمد السادس بكورنيش موروبييخو، وسيكون على شكل كورنيش مخصص للراجلين، بكلفة مادية تُقدّر بحوالي 10 مليار سنتيم، كما أعلنت كذلك عن انجاز مشروع لتهيئة كورنيش الحسيمة بقيمة مالية تُقارب خمسة مليار سنتيم، اضافة الى مشروع لبناء معهد للمسرح والموسيقى بغلاف مالي يفوق مليارين من السنتيم.