زمن الأخطاء هي سيرة ذاتية روائية للكاتب العالمي الريفي محمد شكري، تعكس حقيقة حياة رجل هاجر الريف أيام المجاعة، تنقل واقع الفقراء والمتسكعين والمنسيين بصراحة متناهية، بل إنها الحياة الثانية لشكري بعد حياة مقاهي وشوارع طنجة وتطوان والعرائش، حياة الحكي والسرد والعودة إلى الوراء… كتب شكري “زمن الأخطاء” بكل صراحة وواقعية، كتب عن حياته البئيسة وعن لياليه الجميلة، حكى عن خططه اللاعينة وهواياته الشيطانية، وصف أجساد العاهرات بتفصيل ينم عن خبراته لتضاريسهن الوعرة، تكلم عن علاقته بأفراد العائلة وكيف كان يكره أبوه الذي قتل أخوه، وتحدث عن أصدقاء طنجة ومعهد العرائش وعلاقته ببعض من جاوره مقعد الدراسة أو تسكع معه ليلة من لياليه الساحرة بحثا عن طعام البطن أو ما تحت البطن… شكري عصامي شق طريقه إلى العالمية في ظروف صعبة، عان الفقر والظلم والجوع وحتى العنصرية، كافح من أجل تعلم القراءة والكتابة وناضل في سبيل توسيع مداركه العلمية والمعرفية رغم قساوة الشروط المحيطة به، عاش متنقلا في المكان والزمان، مكان الريف بمدنه وقراه وشوارعه ومقاهيه وساحاته وحتى حاناتها..ومكان الجسد باختلاف أنواعه وجنسية صاحبه… “زمان الأخطاء” رواية تسجنك في مكانك لتتنقل بك في أماكن غيرك، تأسر خاطرك وترغمك على قراءتها مرة ومرات، ليس لأحداثها المتنوعة ولمشاهدها المختلفة، ولكن لجمالية التعبير والتصوير فيها تارة، ولصراحة صاحبها في نقل جزء من حياته بأسلوب يتناغم مع أسلوبه في الحياة، أسلوب البساطة والأخطاء والحمقات والترهات… زمن الأخطاء هي حياة كل الناس، لأنها ببساطة تعكس جزء من حياة جميع الناس..تعكس الجزء المضمر الذي ليس بمقدور أي كان أن يفصح عنه أو يكشف عنه للعيان..تعكس ذلك الشخص الموجود في أجسدنا وعقولنا بغرائزه وميولاته وكل سلبياته..تعكس تلك الأفكار المرفوضة من المجتمع. شكري كتب كل هذا ليقول هذه حياتي وهذا ديني ومنهجي ولكم دينكم ومنهجكم وحياتكم… هكذا هي زمن الأخطاء..شئنا أم أبينا.