تعيش مدينة بني بوعياش بإقليم الحسيمة، اليوم الثلاثاء 10 يناير الجاري في حالة حزن تُخيّم على أرجاءها، بعد أن فقدت شابين من شباب المدينة، خطفهم الموت في سن الزهور. و استفاقت المدينة صبيحة اليوم على نبأ وفاة الشاب صلاح الدين أحلي، إثر حادثة سير وهو في طريقه إلى مدينة وجدة، حيث كان يُتابع هناك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، دراسته في سلك الدكتوراه، و كان بصدد إنهاء بحثه لنيل الدكتوراه في التاريخ، تحت عنوان "الصحافة والإعلام، في المنطقة الخليفية شمال المغرب؛ غداة الحماية 1900-1960". وفارق صلاح الدين أحلي الحياة فور وقوع الحادثة، فيما أصيب أحد مرافقيه وهو ابن مدينة بني بوعياش أيظا، ويُتابع دراسته بسلك الماستر بكلية الحقوق بوجدة، بجروح إستدعت نقله إلى المستشفى الجامعي بمدينة وجدة. ونزل خبر وفاته كالصاعقة، على عائلته وأصدقائه ومعارفه وعموم أبناء بني بوعياش، الذين عبّروا في مئات التدوينات التي أثثت موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' عن تعازيهم ومواساتهم لعائلة الفقيد. ومساء اليوم وفي الوقت الذي كانت فيه بني بوعياش لم تستوعب بعد كيف خطفت حرب الطرق أحد أشبال هذه المدينة، تلقى الجميع وبصدمة خبر وفاة التلميذ محمد بنعمر، بعد معاناة مع مرض السرطان، وبعد ان اثير حوله الجدل إبان ذيوع خبر رفض المركز الأنكولوجي بالحسيمة استقباله بحجة انه لم يعالج في المركز من البداية، الأمر الذي خلف ردود أفعال مستنكرة من عائلة المريض ومن عموم المواطنين بإقليم الحسيمة . وفور ذيوع خبر وفاة هذا الفتى اليافع، انتشرت عبارات التعازي والمواساة، على صفحات "الفضاء الأزرق"، بالموازاة مع إثارة موضوع مرض السرطان الذي ينخر صحة الريفيين، وعوامله التاريخية، ومسؤولية الدولة في هذا الشأن. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم طاقم شبكة 'دليل الريف' بأحر التعازي لعائلة الفقيدين، راجين من الله عز وجل ان تغمدهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويلهم عائلتهما الصبر والسلوان.. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.