لقد مضت أكثر من سنة على تأديتنا لأدوارنا كناخبين وتأدية المرشحين لأدوارهم بعناية، وفي كل الأحوال لابد أن في النهاية أن نكون إيجابيين ونضرب عرض الحائط بالعقل والمنطق نظرية التي تطبق على كل المرشحين أن "ليس في القنافذ أملس"، وأن نختار من بين هؤلاء من ينوب عنا ومن يقر السياسة العامة والموازنة العامة للمنطقة، فصدّقنا ما حملته لافتات دعايتهم وحملاتهم الانتخابية، فأيدناهم وانتخبنا لصالحهم، فأفرزت هذه الانتخابات مجلس جماعي جديد ببني بوعياش، راهنا عليه وعقدنا عليه آمالا كبيرة في التغيير والنهوض بالمنطقة ورفع التهميش عن الساكنة بعد هيمنة طويلة لمجلس فاسد طالما تمنينا سقوطه. ولكن بعد مدة وجيزة وجدت الساكنة نفسها مخدوعة لتأييدها المطلق لسياسات يجهل في الغالب مغزاها وأهدافها وتفاصيلها، وتسويق خادع لمشاريع غير محددة المعالم، فتتساءل ساكنة المدينة عن حصيلة هذا المكتب على مستوى المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تم انجازها. ومن خلال نظرة خاطفة على واقع بني بوعياش، يظهر ان المجلس الحالي لم يقدم اية اضافة لمدينة بني بوعياش باستثناء الانشطة الجمعوية المكثفة التي انخرط فيها، في انسلاخ واضح عن الاختصاصات الموكولة له بمقتضيات قانون الجماعات المحلية. وإذا عدنا الى الايام القليلة قبل اجراء الانتخابات الجماعية اي اثناء الحملة الانتخابية، عندما كان حزب الاصالة والمعاصرة يقدم الوعود المعسولة للمواطنين، فان المواطن البسيط كان يعتقد فعلا انه في حالة فوز الحزب برئاسة الجماعة، سيجعل المدينة مثل السويد كما قال امينه العام في احدى تصريحاته، فمن أطرف ماسمعته عن أحد مرشحي المجلس الجماعي: "أنا لا اريد إلا النهوض بالمدينة ومصلحة الساكنة وتوفير كل ما تحتاجه كفرص العمل للشباب وو........" تصريح عنتري يعكس مستوى الوعي لدى الناخب والمنتخب، ولا يصدر إلا عن غير ذي إلمام بطبيعة المشكلات التي ذكرها، والتي عجز المجلس السابق عن حلها وإلا ما جمعها في سلة واحدة، غير ان الواقع اثبت للمواطن البوعياشي ان كل ما قيل لا يختلف عن الوعود كانت التي تقدم له في الانتخابات السابقة. وبعد مرور اكثر من سنة على ولاية المجلس الحالي، يبدوا ان حصيلة الانجازات التي حققها مازالت لم تبرح مكانها، فباستثناء مشاريع تهيئة بعض الشوارع في مركز المدينة، التي كانت اصلا مبرمجة قبل الانتخابات، فتبقى مجموعة من المشاريع التي وعد بها المجلس ساكنة المدينة، مجرد حبر على الاوراق، لدرجة ان مشروع المركب التجاري الذي انتهت فيه الاشغال منذ شهور مازال مغلقا لأسباب غير معروفة، مما زاد من الركود الاقتصادي الذي تعيشه المدينة. ولهذا يبقى على رئيس المجلس الجماعي لمدينة بني بوعياش، الدعوة الى لقاء مع الساكنة على غرار ما قام به رئيس بلدية الحسيمة لتقديم حصيلة ما تم انجازه منذ قيادته للمجلس، وتوضيح اسباب تعثر مجموعة من المشاريع بالمدينة. فإن كان حقا المجلس يريد أن يخدم المنطقة ويفي بكل وعوده الانتخابية، فالجميع يريد وينتظرون بفارغ الصبر، ويبقى الفارق في برنامجه، ومدى إمكانية تطبيقه ,آلية تنفيذه والدور الواقعي للمجلس في تفعيل وعوده. ويبقى المثير للدهشة في هذه الانتخابات هو التشابه الكبير بين كل المرشحين، وإصرارهم جميعا على أساليب الدعاية الفجة، والمثيرة للاشمئزاز، والحاملة لعبق التخلف، من أجلك من اجل المنطقة من أجل مستقبل أفضل نحمل الخير، ابن الدائرة خير من يمثلكم رجل المواقف إلى غير ذلك من عبارات وأوصاف تشعرك أن الزحف المقدس نحو المجالس الجماعية قد بدأ، وأن خيرة أبناء الوطن من نزهاء وشرفاء المنطقة، قد انبروا للذود عن حاضرها ومستقبلها.