لا أعتقد بأن ما يحدث #بالريف من نقاشات و اتهامات بين مجموعة من الافراد شيء غير عادي و غير صحي، في نظري أن حجم الحراك في حد ذاته بدأ يفرض نفسه بقوة و إلحاح على عاتق بعض الذين يسمون أنفسهم بتقدميين ناضلوا و يناضلوا من أجل الريف. الحراك ضد #الحكرة بالريف والتضامن الذي خلقه على مستوى المغرب و العالم أجمع، و التنظيم المحكم الذي الذي برهنت عليه الجماهير الشعبية كان أكبر بكثير من هولاء المناضلين اللذين إعتادوا مع حراك طفيف في مختلف القطاعات التي لم تعرف تجاوبا جماهيريا بالشكل الذي عرفته الانتفاضة الأخيرة بالريف. من خلال ما حدث يمكن ان نستنتج ما يلي: #أولا، إكتشف بعض (المناضلين الشرعيين) بأنهم أصبحوا خارج الزعامة و القيادة بحيث هذه القيادات لم تعد تعني شيء في الحراك بقدرما أصبحت الجماهير هي نفسها القيادة و السلطة التقريرية في كل كبيرة و صغيرة. #ثانيا، أن حجم الحراك يحتاج إلى العمل من داخل الحراك الشعبي و الذوبان مع الجماهير التي أصبحت صاحبة القرار. كل هذه العوامل جعلت الحانات السياسية بالريف تفقد الأعصاب و الصواب لأنها لم تعد تتحكم في المد الجماهري كما كانت تعتقد. لم تعمل على طوال العقود الماضية على مبدأ الحد الأدنى مع الأطراف الأخرى، هذا ما جعلهم يفتقدون لثقافة العمل المشترك. كل هذا الحراك فرض عليهم العمل سويا مع و من داخل الجماهير و تغيير التاكتيت النضالي، و إلا سوف يصبحون خارج السراب. لهذا السبب، في اعتقادي الشخصي بأن هذا السجال و الصراع كان نتيجة قضية ملف الريف بكل معانيه التاريخية، الاجتماعية و الثقافية، الذي لم يعد في قبضة بعض المرتزقة/ المناضلين، بقدر ما أصبح في أيادي الجماهير الشعبية التي تقرر و تنفذ الخطوات النضالية. لكن الشيء الوحيد الذي لم أتفق معه وهو ذلك المستوى المنحط الذي نهجه البعض إلى درجة تم مس كرامة الأشخاص، لأن ذلك لن يخدم أحد سوى المخزن و أذياله. تَعقلوا يا أبناء الريف فلا داعي لمنهج الأستاذية في النضال و الشرعية التاريخية للنضال، إننا في أمس الحاجة إلى بعضنا البعض للعمل سويا من أجل الوقوف ضد #الحكرة لكل من موقعة و تجربته على أساس إحترام متبادل بين جميع الطاقات الميدانية، و أن يكون الملف المطلبي هو سيد الموقف. دعوا الشباب أن يبدعوا في اشكالهم و استراتيجتهم النضالية، و الحراك الشعبي يحتاج إلى جميع التجارب و الطاقات المناضلة و ما عليها إلا أن تذوب في داخل الحراك، و ليس مجرد مزايدات هامشية في إطار الشرعية النضالية.