نظمت مؤسسة الحسيمة للتنمية، يوم السبت 16 يوليوز 2016 بفندق ميركور/كيمادو، ندوة علمية دولية حول موضوع : "الحركة الزلزالية بمنطقة الحسيمة: تقييم الظاهرة وسبل تدبيرها"، شارك في تأطيرها خبراء ومختصون ينتسبون لجامعات مغربية وأوروبية، بينهم أعضاء من فرق البحث التي أجرت دراسات علمية على التطورات التي يشهدها بحر البوران الذي يعتبر مجالا جيولوجيا حديث نسبيا. وحضر أشغال هاته الندوة العلمية أساتذة وطلبة باحثون ومهندسون ومختصون ومهتمون وممثلون للسلطة والمجالس المنتخبة والمصالح الخارجية، وممثلين عن الإعلام والجمعيات المدنية. وافتتحت اشغال هذه الندوة بكلمة لعبد المنعم بلوقي رئيس مؤسسة الحسيمة للتنمية، والتي رحب من خلالها بالمشاركين والحاضرين شاكرا إياهم على تلبية الدعوة، ومشيدا بالأساتذة المحاضرين الذين تجشموا عناء السفر للمشاركة في تأطير الندوة وتنوير ساكنة المنطقة بالمعطيات العلمية حول الحركة الزلزالية التي تشهدها الحسيمة، كما أشاد بالجهات الداعمة للندوة وكل من ساهم من قريب أو بعيد لإنجاحها. وخصص البلوقي جزءا من كلمته للحديث عن المؤسسة ودواعي تأسيسها وأهدافها والمحاور الرئيسية لبرنامجها، حيث اكد ان المؤسسة وسيلة للعمل التشاركي بين كل الاطراف، ولهذا فنجاحها مكتسب ونجاح لكل الإقليم ودعا الحضور للمساهمة في هذا "الجهد الجماعي بتقديم المقترحات والملاحظات وحتى الانتقادات البنائة. تميزت الجلسة الافتتاحية ايضا بالكلمة التي ألقاها الأستاذ عمر عزوز رئيس اللجنة العلمية، الذي قدم المؤطرين للندوة وبالمواضيع التي سيلامسونها من خلال تدخلاتهم، وأسهب في الحديث عن ظاهرة الزلازل التي تشهدها المنطقة وعن أهمية الندوة والهدف من تنظيمها. بعده قامت المؤسسة بتكريم الأستاذ "Carlos Sanz De Galdeano " من جامعة غرناطة، والأستاذ كارلوس إسباني ازداد بمدينة الحسيمة، وهو عضو في جمعية قدماء ساكنة الحسيمة، وشغوف بهاته المدينة وبالريف عموما، حيث خصص جزءا هاما من أبحاثة لدراسة جبال الريف وسواحله، وسلمت المؤسسة للأستاذ المكرم شهادة تقديرية، كما سلمت له بلدية الحسيمة هدية رمزية. على امتداد 9 ساعات من المداخلات والنقاشات، عرفت القاعة المحتضنة للندوة، 3 جلسات علمية لامست مختلف المواضيع ذات العلاقة بعلوم البحار والمحيطات وبعلم الزلازل، كما تم عرض النتائج الأولية التي توصلت إليها البعثة "INCRISIS" التي اشتغلت مؤخرا على بحر البوران، والتي استعملت في دراساتها وسائل تقنية جد متطورة، وتخللت مداخلات الأساتذة نقاشات هامة وتساؤلات وتخوفات واقتراحات. خلص المشاركون في الندوة إلى التأكيد على أن النشاط الزلزالي بمنطقة الحسيمة، مرتبط بالتصدعات المتفاعلة خارجها، وهو نتاج العمليات التكتونية ذات الصلة باندماج الصفيحتين الأفريقية والأوروبية، وأن هذا النشاط الزلزالي غالبا ما يحدث بالبحر وقوته ضعيفة إلى معتدلة، كما تم التأكيد على ضرورة استمرار الأبحاث والدراسات لفهم الظاهرة الزلزالية وتقييمها والحد من آثارها، وعلى أهمية اعتماد البناء المقاوم للزلازل لحماية أرواح الناس وممتلكاتهم ولحماية المنشآت العمومية، والقيام بحملات تحسيسية لطمأنة الساكنة وتزويدها بسبل الوقاية وكيفية التعامل مع الهزات. عند نهاية أشغال الجلسات، التأم الخبراء والمختصون ضمن أشغال مائدة مستديرة، أوصت بأهمية العمل من أجل إنشاء مجمع البحث العلمي، الذي يجب أن يدمج جميع التخصصات المرتبطة بالدراسات الزلزالية.