علمت "الصباح" أن حكيم بنشماس الذي عاد مريضا من العيون، أخبر مقربين منه، أنه بصدد تجميع معطيات دقيقة من لدن الأمانة العامة للمجلس حول "الأشباح" الذين يستفيدون من أجورهم الشهرية بانتظام، من دون أن تطأ أقدامهم بناية المجلس، إلا من أجل الحصول على بعض الوثائق الإدارية، أو لقاء برلماني مقرب. وأكد رئيس مجلس المستشارين أنه لن يتسامح مع أي "شبح" مهما كانت الجهة التي تسنده وتدافع عنه وتتستر عنه. ولم يستبعد مصدر مقرب من بنشماس أن يسلك الطريقة ذاتها التي سلكها رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي ومكتب مجلس النواب، عندما قرر في المرحلة الأولى توجيه رسائل تنبيه إلى الموظفين "الأشباح" بالغرفة الأولى، إجراء قانونيا، في انتظار أن يعلن عن توقيف أجورهم الشهرية بتنسيق مع الخزينة العامة، وفصلهم عن العمل في مرحلة ثالثة. وإذا كان بعض الموظفين "الأشباح" في مجلس المستشارين قد ظهروا وبدؤوا يحضرون من حين لآخر إلى قبة البرلمان، بعدما تناهى إلى علمهم "غضب" الرئيس الجديد للمجلس، فإن آخرين أعلنوا مسبقا تحديهم لتهديدات بنشماس، وواصلوا الغياب، ضمنهم قياديون في أحزاب سياسية، ومنظرون ومحللون في القنوات التلفزية المغربية. من جهة أخرى، اندلعت حرب الاختصاصات بشكل قوي بين حكيم بنشماس، رئيس المجلس، ونائبه الأول محمد الأنصاري، القيادي بحزب الاستقلال بعد أسابيع معدودة على انتخاب مجلس المستشارين لأجهزته التقريرية. وأفادت مصادر برلمانية، أن بنشماس الذي يعاني وعكة صحية غيبته عن ترؤس الاجتماع الأسبوعي لمكتب مجلس المستشارين يرفض رفضا مطلقا منح التفويض لنائبه الأول الأنصاري، القاضي بالتحكم في كل ما يتعلق بشؤون الدبلوماسية البرلمانية، والعلاقة بالخارج. ويسعى الأنصاري الذي تولى نيابة عن بنشماس ترؤس اجتماع مكتب المجلس، إلى انتزاع التفويض، والتحكم في السفريات إلى الخارج، تماما كما كان يتمتع بذلك فوزي بن علال، زميله في الحزب، ورئيس بلدية هرهوة في عهد محمد الشيخ بيد الله. وتوقع مصدر في الفريق الاستقلالي أن تتطور الأمور بين رئيس مجلس المستشارين ونائبه الأول في الأيام المقبلة إلى الأسوأ، خصوصا بعد تشبث بنشماس بموقفه، وتمسك الأنصاري بحقه في التفويض، وفق ما ينص على ذلك القانون الداخلي للمجلس.