لم تعد مافيات الهجرة غير الشرعية تنتظر تحسن أحوال الطقس لتكثيف نشاطها عبر مضيق جبل طارق..إذ أفادت مصادر من الوحدة المتخصصة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، التابعة للشرطة الإسبانية، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أنها لاحظت، أخيرا، أن هذه المافيات بدأت تنشط أكثر، عندما تسوء أحوال الطقس، لأنها توهم زبناءها بأن عملية المراقبة تصبح صعبة. وقالت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، استنادا إلى شهادات بعض المهاجرين غير الشرعيين، ركبوا "المغامرة"، إن سوء أحول الطقس يضمن وصول قوارب الموت إلى الضفة الأخرى من مضيق جبل طارق، لأن المراقبة من طرف الحرس المدني على طول السواحل الإسبانية تقل، حسب زعم المافيات. ويركب المهاجرون غير الشرعيين "المغامرة"، بعد أن تقنعهم المافيات بضعف المراقبة، حسب المصادر ذاتها، دون التفكير في المخاطر، التي قد تعترض طريقهم، إذ يكون قاربهم معرضا للغرق في أي وقت، نظرا للاضطرابات الجوية، زيادة على عامل الاكتظاظ ووجود أطفال، وأحيانا رضع، بينهم. وأوضحت الشرطة الإسبانية أن هؤلاء الباحثين عن الحلم الأوروبي يدفعون، عادة، مبلغ ألفي أورو للمافيات، للحصول على مكان في القارب، ويزيد هذا المبلغ أو ينقص، حسب عدد الزبناء. وتنطلق معظم القوارب، حسب وكالة "إيفي"، استنادا إلى منظمات غير حكومية تعمل في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، من شمال المغرب، مع أن المهاجرين يقيمون في مدن مثل الرباط، والدارالبيضاء. وكان الحرس المدني الإسباني أنقذ، في أقل من شهر، قاربين على متنهما مهاجرون غير شرعيين، كانوا على وشك الغرق، نتيجة الاكتظاظ، وسوء حالة البحر، ما يثبت أن سوء أحوال الطقس ينعش المافيات، على حساب الأرواح البشرية.