يبدو أن تصريحات حميد شباط، الأمين العام للاستقلال، التي اتهم فيها إلياس العماري، القيادي في الأصالة والمعاصرة، بالتورط في علاقة مع تجار المخدرات، والتي وظفها عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، في هجومه عليهما معا، دخلت منعطفا جديدا باعتزام المحامي محمد زيان، رئيس الحزب الليبرالي المغربي، التقدم بشكاية للتحقيق في الاتهامات، عبر استدعاء كل الأطراف والاستماع إليها. ما حقيقة اعتزامكم التقدم بشكاية في قضية اتهام حزب الأصالة والمعاصرة بتوظيف أموال الحشيش و”الغبرة”؟ صحيح أن الحزب الليبرالي المغربي يعتزم رفع شكاية إلى قاضي التحقيق بناء على ما قاله زعيم المعارضة والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذي ادعى أن حزب الأصالة والمعاصرة يسيره تجار المخدرات. وكذلك بشأن ما قاله رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال حملته الانتخابية الأخيرة، بحيث أشار إلى أن الحزب ذاته يموله “أصحاب الكوكايين”، وكذلك ما صرح به عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية في البرلمان، أمس الخميس في برنامج تلفزي، إذ خاطب ممثلا ل”البام” بقوله له إنه يسيركم “مالين لحشيش”. نحن نعتبر أن هذه الاتهامات خطيرة، فإما أن “البام” يسيره المهربون والبزناسة وآنذاك يجب أن يلغى كحزب، وإما أن رئيس الحكومة وحميد شباط لا يعرفون خطورة ما يقولون، وإن كانوا مخطئين فهم ملزمون بالاعتذار للشعب المغربي أو “يقولو لينا آش تحت راسهم”. غير مقبول أن “تتوسخ” سمعة البلد بمثل هذه الاتهامات. نحن لا ندعي باسم أحد ضد أحد: فلا نحن نرفع دعوى لصالح العماري ضد متهميه، لأننا ضد “البام” إذا ثبت في حقه ما يقال عنه، وكذلك نحن ضد شباط وبنكيران إذا ثبت أنهم يكذبون على الأصالة والمعاصرة. لقد فكرنا جيدا في فتح هذا الملف، بعدما تبين لنا أن لا أحد يريد فتحه بشكل جدي ومسؤول، فتحملنا مسؤوليتنا، والرابح الوحيد من إنهاء هذا الملف سيكون هو المغرب. ما مصلحتكم أنتم كحزب سياسي في “التورط” في هذه القضية، مادامت تعني صراعا بين أحزاب كبيرة من المعارضة والأغلبية؟ نحن كحزب سياسي مهمتنا اقتراح البرامج وتأطير المغاربة سياسيا، لكن من مهامنا كذلك الدفاع عن كرامة وصورة المغرب، فمع هذه الاتهامات توجد سمعة بلدنا في خطر. فلك أن تتصور مستثمرا أجنبيا بحث قليلا عن المغرب، ووجد أن الحزب الذي يقود الحكومة نافس خلال الانتخابات حزبا يسمى “البام”، وأن هذا الحزب يسيره “صحاب لحشيش”، كيف له أن يأتي حينها ليستثمر عندنا؟ هذا فضلا عن أنه إذا فتش أكثر ووجد أن هذا الحزب “المتهم” أسسه الصديق الحميم للملك، وهو الآن مستشاره، وأن رئيس الحكومة ورئيس المعارضة يتهمانه بالاتجار في المخدرات. كيف ستكون صورتنا حينها؟ أكيد سيقول عنا إننا “دولة الحماق”. هذا مستقبل بلدنا، ونحن لا نقبل أن نعيش في “دولة المافيا”. صراحة لا أعرف لماذا لم تتدخل الدولة لإيقاف كل هذا العبث و”الهضرة الخاوية”؟ سأتقدم بطلب التحقيق لأنه لا يشرفني أن أعيش في بلد يسيره تجار الحشيش والكوكايين. لقد شعرت بالخوف أن يصدر هذا الكلام عن زعيم المعارضة وعن رئيس الحكومة ويكون “المتهم” هو الحزب الأول الذي تصدر الانتخابات الأخيرة. يجب فتح تحقيق في هذا الملف، لمعرفة هل الأمر صحيح أم غير صحيح؟ من هم الأشخاص الذين ستطالبون في شكايتكم باستدعائهم للاستماع إليهم؟ أولا سنطالب باستدعاء حميد شباط، لأنه هو أول من بدأ هذه القضية، كما سنطالب بالاستماع لرئيس الحكومة ولعبد الله بوانو، كما يجب أن يجري التحقيق مع إلياس العماري، الذي يجب أن يقول لنا هل ما يقال عن حزبه صحيح أو غير صحيح، ولماذا يتهمونه. يجب على قاضي التحقيق أن يبحث كذلك في ميزانية “البام”، ليقف عند مصادر تمويله وحقيقة المصاريف التي وظفها في الحملة الانتخابية من أين جاء بها. أما إذا كان برئيا من كل ما يتهم به، فليعلمونا أننا نسير من قبل أناس مستعدين ليقولوا “لحماق”.