قالَ نائبُ الأمينِ العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، إلياس العماري، إنَّ حزبَه سيدخُل غمار الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة، المُزمع إجراؤها يوم 4 شتنبر القادم، "بأمَل النجاح".. إلّا أنّه اعتبرَ أنَّ الحزبَ إذا لمْ يُحالفه النجاحُ في الاستحقاقات الانتخابية القادمة "فذلك لنْ يكون بالنسبة لنا نهاية العالم".. ويضيف العماري: "سندخل غمارَ التنافس الانتخابي متوكّلين على سيدي رْبّي فقط كما قالَ رئيسُ الحكومة إنّ حزبه سيفعلْ.. صحيح أننا سنتوّكل على الله، لكنْ سنتوكّلُ على قدراتنا أيضا". العماري، وخلال ندوة صحافية تصدرها الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى الباكوري صباح اليوم بالرباط، لعرْض استعدادات الحزب للانتخابات الجماعية والجهوية، قال إنّ عدم فوز حزبه بالانتخابات "لا تعني نهاية العالم"، رغم أن قادَة حزب "الجرار" يُولونَ أهمّية كُبرى للاستحقاقات الانتخابيّة القادمة، إذ كشف العماري أنَّ الاستعداد لهَا انطلقَ منذ سنة 2012، حين إعلانِ وزير الداخلية آنذاك، امحند العنصر، أنّ الانتخابات المحلّية ستُجْرى في موعدها، أي سنة 2013. وأكّدَ ذلكَ الأمينُ العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى الباكوري بقوله: "شرعْنا في التحضير للانتخابات القادمة منذ المؤتمر السابق للحزب، بإشراف اللجنة الوطنية للانتخابات"، وتتشكّل اللجنة التي يرأسها إلياس العماري من أعضاء المكتب السياسي واللجان الجهوية للانتخابات، وأبْدى الباكوري أسَفه لتأجيل الانتخابات قائلا إنَّ إجراءَها في وقتها، سنة 2013، كانَ سيكون فُرصة لفتْح صفحة جديدة لمباشرة تفعيل الأوراش الضخمة التي جاء بها الدستور، وأضاف: "نتأسّفُ لأننا أضعنا كثيرا من الوقت". وأعلنَتْ قيادة حزب الأصالة والمعاصرة أنَّ جميع أعضاء المكتب السياسي للحزب سيخوضون غمارَ الانتخابات القادمة، وسيترشّحون جميعهم، باستثناء سهيلة الريكي، الناطقة الرسمية باسم الحزب، وشدّدَ الباكوري على أنّ "جميع مسؤولي الحزب كيفما كانت مسؤولياتهم يُعتبرون مناضلين مثل باقي المناضلين، حيثُ سيعملون على الاتصال المباشر مع الساكنة كلما كان ذلك ممكنا"، وأعلن الباكوري أنه سيتشرح في مدينة الدارالبيضاء، في حين سيتشرح إلياس العماري في مسقط رأسه بإقليم الحسيمة. وقالَ العماري وهوَ يردُّ على سؤالٍ خلال الندوة الصحافية حوْل ما إنْ كانَ ترشيحُ جميع أعضاء المكتب السياسي للانتخابات القادمة "مُغامرة"، إنَّ أيّ ترشيحٍ للانتخابات، سواء كانَ من أعضاء المكتب السياسي أو باقي أجهزة الحزب "هوَ في حدّ ذاته مغامرة"، مشدّدا على أنَّ "كلّ مرشح له تقدير خاص، ويعتقدُ أنه سينجح، ولكنَّ الحَكمَ في نهاية المطاف هو الناخب"، وتابعَ: "السقوط لا يُعقّدنا بل يقوّينا، ومنْ لمْ يسقط فلنْ يتذوّق حلاوة النجاح"، بيْنما قال الباكوري إنّ ترشيح أعضاء المكتب السياسي للحزب "يُمكن أن يكون مغامرة، لكنّنا سنقبلُ نتائجها". وعلاقة بالنتائج المُرتقب أنْ تُسفرَ عنها الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة، في ظلّ تنامي أصوات الأحزاب السياسية، خاصة المعارِضة، المُشكّكة في قُدرة الحكومة على ضمان نزاهتها وشفافيّتها، قالَ العُماري إنَّ المسؤوليّة كاملةً مُلقاةٌ على عاتق الحكومة، "فإذا تمّ التحكّم في نتائج الانتخابات فعلى الحكومة أنْ تحاسبَ من تلاعَبَ بمصير المغاربة وليْس الأحزابَ المُشكّكة"، مُشيرا إلى أنَّ الحزبَ توصّل ب135 شكاية تتعلّق بخروقات طالت الانتخابات المهنية التي أجريتْ يوم الجمعة الماضي، وتصدّرَ نتائجَها حزب الأصالة والمعاصرة. ويبْدو أنَّ قادةَ حزب الأصالة والمعاصرة حريصون على "تنقية" الأجواء وتبديد جميع الخلافات بيْنهم وبيْن حُلفائهم في المعارضة، إذْ رَفَض نائب الأمين العامّ للحزب إلياس العماري الردّ على الاتهامات التي سبقَ للأمين العامّ لحزب الاستقلال حميد شباط أنْ وجّهها إليه بكوْنه يتحكّم في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والنيابة العامّة ويحصل على أموال المخدّرات، مكتفيا بالقول إنّه اتصل بوزير العدل حينئذ، بصفته رئيسا للنيابة العامّة، وأطلعه على حيثيّات الاتهامات التي جاءتْ على لسان شباط. وفي حينِ يُطالبُ الأمينُ العامّ لحزب العدالة والتنمية ورئيسُ الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلياس العُماري بالردّ على الاتهامات التي وجّهها إليه حميد شباط، اتّهمَ العماري بنكيران بسعْيه إلى أنْ يخوض "حربا بالوكالة" نيابة عنْه ضدّ شباط، وقال: "حينَ وجّه إليّ شباط تلك الاتهامات سنة 2010 بالحصول على أموال المخدّرات لم يتكلّم رئيس الحكومة، لأنّه كان وقتها متحالفا مع حزب الاستقلال، واليوم باغي يْدّابْزْ معايا شباط. الله أكبر. البّام (حزب الأصالة والمعاصرة) ما كايْديرش حرب بالوكالة".